الخرطوم- وفاق التجاني
إستبشر المواطنون السودانيون خيراً، بعد أن فرقت جهات نظامية موكبا لتفويض الجيش للإنقضاض على المكون المدني واستلام السلطة وذلك على خلفية دعوات مبطنة لرئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان.
وكانت جهات قد دعت لتنظيم مواكب لتفويض الجيش لاستلام السلطة، اتهمها الشعب على مواقع التواصل الاجتماعي بالتبعية للنظام البائد.
ّويؤكد مراقبون، أن الاجهزة الامنية اصبحت على مسافة واحدة من الشعب السوداني والمكونات السياسية، وذلك بعد فض مسيرة التفويض.
ويقول المحلل السياسي والخبير العسكري، فضل اللة برمة ناصر إن القومية والحيادية من الصفات الاساسية التي يجب أن يتمتع بها الجيش الوطني، وليتحقق ذلك لابد له من التحر من اي تمييز عرقي او سياسي او طائفي.
ويشير ناصر خلال تصريحاته “للسلاميديا” إلى أن الجيش السوداني قد إكتوى بنار الانقاذ والتي افقدته كثيراً من المزايا.
وأكد أن الأحزاب السياسية هي التي زجت بالجيش في العمل السياسي، قائلا:” الانقلابات التي حدثت في السودان كانت تدعمها احزاب سياسية، ومثال لذلك الجبهة الاسلامية التي دعمت انقلاب الانقاذ والذي جثم على العرش ثلاثين عاما”
ويضيف:” مواقف المؤسسة العسكرية الاخيرة اسعدتني كثيراً، ويجب أن تبتعد الاحزاب السياسية عن الاختراق والزج بالقوات المسلحة في العمل السياسي، وأن يلتزم الجيش بقومية التكوين، والتفرغ لمهامه الاساسية”.
فيما اتفق المحلل السياسي، ورئيس تحرير صحيفة صوت الأمة عبد الوهاب موسى مع فضل الله، في أن المؤسسة العسكرية بدأت في ان تستعيد هيبتها وخاصة بعد مبادرات “البرق الخاطف” والتي تعنى بإنها كافة اشكال الفوضى والشغب وضبط الاسواق.
وأكد موسى أن استعادة هيبة الشرطة من استعادة هيبة الدولة، ووصى بضرورة ان تتحلى هذه المكونات بروح الثورة لتحقيق السلام والعدالة والحرية.
ويقول خلال تصريحاته “للسلاميديا” “لابد للمؤسسات الامنية أن تعي بضخامة دورها، وبالمقابل يجب أن تجد التحفيز من المواطنين بمسح الصورة الزهنية المرتبطة بالقمع، والظلم، والاستقواء”.
ويضيف:” كانت المؤسسة الامنية متهمة في نزاهتها وتبعيتها للنظام البائد لكنها الان في ميدان الثورة، وهي شريك من شركاء الفترة الانتقالية، واذا اخفقت في واجباتها سيلاحقها هذا الاتهام”.
اما عبد الرحمن عبد الله 30 عاما والذي بدا عليه عدم الاطمئنان للخطوات التي بادرت بها المؤسسة الامنية من حياد وتفاني في مساعدة المتضررين من الفيضانات، أكد أن هذه الاجهزة غير موثوق بها.
حيث سرد عبدالله روايات تحكي عن القمع الذي تعرض له هو واصدقائة في معركة اسقاط النظام وحتى بعد سقوطه.
ويقول “ظلت الحكومات تمارس القمع حتى بعد سقوط البشير، وقد فضت اكثر من موكب سلمي، وانتهت بفض موكب تفويض الجيش”
ويتابع ” اذكر كذلك أن القوات فضت مليونية رد الجميل للإعادة الضباط المفصولين تعسفيا، من بينهم النقيب حامد والملازم محمد صديق”.
ويتابع “استنتاجي من هذا السلوك أن المؤسسة العسكرية لا تريد للشعب التدخل في شؤونها او حثها على فعل ما لتأكد استقلاليتها