الخرطوم _ وفاق التجاني
قال القيادي بحركة جيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور، “عثمان علي عثمان”، إن هناك تفاهمات داخل الحركة تسعى للحوار الداخلي مع الحكومة الإنتقالية بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك.

وشدد عثمان في حوار مع “سلاميديا”، انهم لا يرفضون التفاهمات التي حدثت بين الحلو وحمدوك حول مناقشة علمانية الدولة، قائلا “تجري حركتنا تفاهمات لمقابلة حمدوك داخل الخرطوم”.

ولم يحدد وقت معين لهذا اللقاء لكن اشار الى انه سيكون في الايام المقبلة، ويرفض عثمان مبدأ التفاوض مع الحكومة، ويؤكد أن التفاوض للأطراف المتنازعة ويشيد بمبدأ الحوار اذ ان الحكومة السودانية والحركات المسلحة الآن اصبحت جسم واحد.

موقف معلوم

وقال عثمان إن للحركة موقف ثابت تجاه المفاوضات التي تجري في جوبا، على الرغم من انضمام معظم الحركات لمارثونات المفاوضات، وأن إختلافهم مع منبر جوبا كون المتفاوضون يسعون للمحاصصات والحصول على مناصب عبر محادثات السلام.

وبحسب عثمان فإن المبدأ الذي تطلبه حركة عبد الواحد محمد نور، هو مبدأ الحوار بدلا عن المفاوضات، لان بعد سقوط النظام، اصبحت الحركات المسلحة والحكومة الجديدة جسم واحد.

شروط متبقية

وبالاشارة الى ان علمانية الدولة هي احد المطالب التي تنادي بها حركة عبد الواحد محمد نور والتي ناقشها اللقاء الذي ضم حمدوك والحلو في اديس ابابا، يقول عثمان إن الاتفاق هذا جيد للغاية ولا ترفضه الحركة بل بعتبر مؤشر جيد لتتطلع الحكومة لاحداث تطورات في هذا الصدد.

ويجيب عثمان عن سؤال”سلاميديا” ماذا تبقي من شروط عبد الواحد بعد زيارة وفد التفاوض الخرطوم وفتح الباب أمام مناقشة علمانية الدولة قائلا “لم تجتهد الحكومة كثيرا فيما يخص نزع السلاح ولم تحل كذلك مشكلة الحواكير والعودة الطوعية، ولم تتطرق لجذور المشكلة السودانية”.

المعارضة دائما

أما حول موقف الحركة المعارض دائما يقول” لدينا مواقف واضحة، ونحن نرفض الوثيقة الدستورية، ونرفض إعلان قوى الحرية والتغيير لانه قائم على اساس تفاوض وليس حوار”. وعبر ذلك عثمان عن رأيهم بالقوى السياسية التي تشغل الساحة، وقال انهم لا يعترفون باي قوى سياسية غير نظام الانقاذ الا ان الاحزاب السياسية من حقها أن تمارس العمل السياسي، ومن حقها ايضا المشاركة في الحكومة الانتقالية من غير محاصصات.

مقتل رفيق

وحول ملابسات مقتل احد منسوبي لحركة والذي يشغل منصب مستشار للحركة وهو برتبة العقيد على خلفية مناشدته بضرورة الانضام إلى مارثونات التفاوض يقول”هذا الخبر غير مؤكد والصور المتداولة غير صحيحة وتجري الحركة تحقيقات في ملابسات القضية، وهذه جهات تحاول الضرب في الحركة، خاصا بعد الاتفاق في جوبا كما أن هناك في الاقليم الغربي جهات ومليشيات تتدعي تبعيتها للحركة”.

حكومة منتخبة
ويشن عثمان هجوما على الحركات التي انضمت مؤخرا للعملية السلمية التي احتضنها جوبا كونهم لم يتمسكوا بمبادئهم وشدد على أن الحركة ما زالت متشبثة بمبادئها وفي ذات الوقت أكد أن الحركة لن تتراجع للمربع الاول ولن تتمرد اذا لم يتم التوافق مع حكومة حمدوك لكنها ستنتظر حكومة منتخبة لتجري معها حوارا، وأشار الى أن الحركة لن تتطرق للحكم الذاتي او تقرير المصير لكنها تتمسك بالحكم الفدرالي.

فوضى المناطق المحررة
ورد عثمان على الاتهامات التي توجه للحركة لجهة انها تقوم بعمليات اجرامية قد توصل مرتكبيها للمحكمة الجنائية الدولية، كما أنها ترعى عمليات فوضوية في المناطق المحررة قائلا” هناك ايادي خفية تحاول العبث والمناطق المحرر مفتوحة للمجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية للتحقيق حول اي جرائم تحدث”.

التطبيع وعبد الواحد

وحول التطبيع مع اسرائيل يقول عثمان “للحركة مواقف معروفة تجاه التتطبيع والحركة لديها مكتب في اسرائيل منذ,2014 وندعم بشده التطبيع مع اسرائيل، كما أن الحركة ستمهد كثير لرفع اسم السودان من قائمة الارهاب، وتساعد في تكوين علاقات خارجية ممتازة”.

الثقة في القضاء

كما لم تتوفر الثقة كثيرا بين القضاء السوداني وحركة عبد الواحد محمد نور، والتي ظلت تنادي مرارا وتكرارا، بتسليم رموز النظام البائد للمحكمة الجنائية الدوليية ويرجع عثمان اهتزاز الثقة لجهة أن القضاء السوداني غير مستقل، لذلك تتطال الحركة بتدخل المجتمع الدولي لحسم هذه القضية ويلخص عثمان المعاييرالتي يتطلبها السلام العادل الشامل، أن تتوسع سلطة الحكومة السودانيو لحسم ملف نزع السلاح، وبسط الامن في الاقليم الغربي، وحل مشكلة الحواكير والمستوطنين الجدد، وتسليم رموز الانقاذ للجنائية لتحقيق العدالة.

والجدير بالذكر أن حركة عبد الواحد من اكثر الحركات تعنتا في الانضمام لعمليات التفاوض والتي جرت في جوبا. وتطرح الحركة خيار قيام مؤتمر دستوري ونقل المفاوضات للعاصمة الخرطوم، وتشدد على مبدأ علمانية الدولة مشكلةً مع حركة عبد العزيز الحلو ا”كبر فصيلين خارج نطاق المفاوضات” والذي انضم اخيرا للعملية السلمية، ويذكر أن الحركة تسيطر على نطاق واسع من السودان يطلق عليها “المناطق المحررة”.