الخرطوم- وفاق التجاني

نظمت وزارة الشؤون الدينية والاوقاف، مؤتمرا دوليا السبت 24 اكتوبر، بعنوان مؤتمر الاسلام والتجديد بين الاصل والعصر، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية ومركز الابحاث والرعاية والتحصين الفكري، وضم المؤتمر كبار الشخصيات الدينية بمصر والامارات وعدد من الأممة السودانييون من بينهم وزير الاوقاف بجمهورية مصر العربية ورئيس منتدى السلم بدولة الاماراويأتي المؤتمر تحت شعار “رسالة متجددة لعالم متنوع” بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين يمثلون تنوع الطيف الإسلامي في السودان بجانب خبراء وأكاديميين في المجالات التي يتناولها المؤتمر ومحاوره، ومشاركات دولية>.
ويهدف المؤتمر إلى تناول مفهوم التجديد والتعرف على قدرته على معالجة مستجدات العصر، والوقوف على قضايا التجديد وأسئلته المعاصرة في الفكر والاجتماع والعمران والسياسة والعلاقات الخارجية والتشريع والتعليم والفنون الجميلة، بجانب الوقوف على التجربة السودانية في مجال تجديد الفكر الإسلامي.
ويستعرض المؤتمر حوالي ٢٦ ورقة بحثية تناقش قضايا التجديد بين الأصل والعصر في مختلف مجالات الحياة>.
وينعقد المؤتمر – والسودان يمر بمناخ توقيع السلام- ويُرجى أن يُساعد في ترسيخ وتحقيق قيَّم السلام والتعايش والإخاء، وفي الوقت ذاته يُساهم في إزالة التناقضات الدائرة حول قضة الدين والدولة في السودان.

كما جمع المؤتمر جماعات سياسية على رأسهم النائب العام محمد حمدان دقلو”حميدتي” وقال دقلو خلال الجلسة الافتتاحية أن المؤتمر جاء في وقت اثتثنائيي ووقت للتغيير، وذادت فيه الحاجة للتنوير الفكري والتثقيف خاصا بعد تسارع التكنلوجا، وكذلك جاء في ظروف اثتثانية تشهدها البلاد مع حركات الكفاح المسلح وتوقيع السلام وخروج البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب.>

ويضيف” جاء الوقت لنقول للعالم كافة أن الشعب لسوداني لم يكن يوما ارهابيا، ولا يميل للعنف ولا للتطرف والغلو والعالم يواجه الكثير من التحديات، تتمثل في الغلو والتكفير وخطاب الكراهية المنتشر بين الاوساط، والنعرات القبلية، وهذا يمثل تحدي يحتاج لنقاش جاد، يحدد المشكلات، دون المساس بثوابت العقيدة، كما دعا دقلو المؤسسات الدنية ورجال الدين لمواجهة الافكار المتطرفة وطالب بتجديد العلاقات السياسية، واحترام الاختلاف العقائدي والفكري والثقافي”.

تجديد الخطاب الديني
وقال وزير الشؤون الدينة والاوقاف، نصر الدين مفرح، إن هذا المؤتمر، جاء في ظروف التغيير وهناك شريحة كبيرة تتطالب بتجديد الخطاب الديني، على نحو يواكب العولمة والتكنلوجيا، ويضيف:” مع تطور الحياة يجب أن تتطور اساليبنا وربما ما يقوله الغرب وانتقاداته لنا تكون صائبة، لكن لا يمكن ان ننصاع للتجديد جملة واحدة، لأأن الغرب يريد ذلك.
وبتابع:” يرى بعض العلماء أن خطاب العام الثاني الهجري لا يصلح للتطبيق في القرن الخامس كما أن خطاب القرن الخامس لا يصلح للتطبيق في القروون التي تليه، ويجب أن يدرك العقل البشري أن هناك مستجدات، وقضايا ملحة، مثل الالحاد وقضايا المرأة والغلو والتطرف، وعلاقة السياية بالشريعة، وعلاقة الدين بالدولة والعلمانية والمدنية والحكم الفدرالي، وكل هذه القضايا تحتاج لشرح مطول وموسع، وأضاف تقع المسؤولية على عاتق العلماء، وهي مسؤلية كبيرة والحوجة لمراجعة الخطاب الديني اكبر”.

وتابع عبر تقنية الفيديو زوم رئيس منتدى السلم بدولة الامارات، العلامة عبد الله بن ابية، وتحدث عن ضرورة التجديد في الخطاب الديني، ولف الى ضرورة التوير مع التركيز على ثباتالعقيدة بما تطلبه الظروف المعيشية الراهنة.

المساس بالعقيده يخدم قوى التطرف
بجانبه قال وزير الاوقاف بجمهورية مصر العربية محمد مختار جمعة أن ما ثبتت بدليل قاطع في السنة النبوية من صلاة وصوم وحج البيت والذكاه لا مجال للخلاف فيه.
ويضيف:” وكذلك ننظر بكل التقديير للأممةالمجتهدين، لكن بعض الفتاوى تناسب عصرها وزمانها واحوال المستفتيين، وأن ما كان راجحا في عصر، وفق ما إقتضته المصلحة في ذلك العصر، قد يكون مرجوحا في عصر آخر، اذا تغيرت ظروف هذا العصر،”.

ويتابع :”إننا نؤمن بالراي والراي الاخر، وبإمكانية تعدد الصواب في بعض القضايا الخلافية، في ضوء تعدد ظروف الفتوى، وتسارع وتيرة احداث الحياة العصرية، فيلا شتى الجواانب العلمية، والاقتصادية والتكنلوجية، يحتم على العلماء والفقهاء اعادة النظرفي ضوء كل هذه المتغيرات، للخروج من دائروة الجمود، التي تحاول بعض التيارات المتشددة فضرضها، من خلال فرض رؤيتها الجامدة المنغلقة على المجتمع”.
واردف:” الاسلام فتح باب الاجتهاد واسعا، فقد اقر الرسول(ص) مبدأ الاجتهاد، ولابد أن نضع في اعتبارنا، أن أي تجديد في تناول قضايا الخطاب الديني ، لا يمكن ان يكون موضع اجماع او اتفاق ، قبل الاختيار لمدةاو فترات زمنية قد تطولوتقصر حسب، وفق قناعات المجددين، وصمودهم وجهادهم وقدرتهم، على اقناعهم برؤاهم الفكرية الجديدة”.
ويؤكد جمعة أن المساس، بثوابت العقيدة والتجرؤ عليها وانكار ما استقر منها، لا يخدم الا قولى التطرف والارهاب، وخاصة في ظل الظروف التي نمر بها، لأن الجماعات الارهابية تستقل هذه الظروف لترويج شائعات، التفريط في الثوابت، كما أكد اهمية ثقافة التفكير في سائرجوانب الحياة الفكرية والسياسية، والاقتصادية والادارية، والخروج من الانماط الجاهزة الى رؤية تتسم بالفكر واعمال العقل