تقرير: وفاق التجاني

 تراقب الخرطوم  بحذر سير الانتخابات الجارية في الولايات المتحدة الامريكية، التي تعتبر  الحدث السياسي الأهم لهذا العام والتي يتنافس فيها المرشحين الجمهوري دونالد ترمب والديمقراطي جو بايدين.

وتعتبر الانتخابات الحالية تاريخية بالنسبة للسودان كونه، وبحسب مهتمين بالشأن السياسي،  أن الانتخابات تزامنت مع رفع اسم السودان من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب؛ التي قبع فيها السودان لأكثر من 20 عاما اضافة الى سعي اميريكا للفصل في الملف الاكثر اهمية وهو تطبيع العلاقات مع دولة اسرائيل.

 ولربما هذا هو الملف الذي يلاحق ترامب في هذه الانتخابات ويرى العديد من المحللين أنه فشل في كسب تأييد الجماهير بعد الابتزاز الذي مارسه تجاه  السودان الفقير، ذو الحكومة الهشة؛ الموقف الذي اتخذه بايدين خصما عليه. فيما رجح عدد من المهتمين حال  فوز المنافس الثاني بايدن بان ذلك سيساعدد في استقرار السودان سياسيا لمواقف الديمقراطيين الداعمين للتحول الديمقراطي في العالم والسودان خاصة، لكونهم يفضلون الطرق القانونية في التعامل بعيدا عن الابتزاز او المساومة. 

العصا والجزرة

وتتوقع الدوائر السياسية بالسودان، تطور العلاقات مع الحكومة الامريكية على بغض النظر عن سيكسب رهان الانتخابات وهذا ما ذهب اليه المحلل السياسي، والاكاديمي، ابراهيم كباشي والذي تحدث لسلاميديا. وقال، بغض النظر عن من الذي سيفوز في الانتخابات الامريكية، لا يمكن أن يتراجع البيت الابيض الامريكي عن القرارات التي اتخذها تجاه السودان، حتى قبل التسليم والتسلم، ولا اتوقع ان تحدث فيه ردة من قبل الإدارة الامريكية،  وتعتبر هذه فرصة ايجابية وإستثنائية للسودان يجب أن اغتنامها.

ويضيف: من الواضح أن كلا المرشحين يهتمان لوضع السودان، ويعبر اللوبي الصهيوني والتطبيع معه داعم للعلاقات السياسة الخارجية. ويتضح هذا التطور في وفود شركات استثمارية، وبنوك دولية في مرحلة جديدة وإستثنائية باعتبار اميريكا حريصة على استقرار وتنمية السودان.

وأردف: بالتأكيد الحكومة الامريكية تسعى للبحث عن موارد في السودان وإستثمارها، والتي بدورها ستدخل في منافسة مع الصين ودول الخليج.

 ويتابع:عداء أميريكا مع النظام البائد يقع على عاتق الحكومة البائدة وذلك بسبب تشكيلها خطرا مرئيا وغير مرئيا على الادارة الامريكية، بعد ايوائها جماعات تصنفها واشنطن ارهابية، مما اجبرها على استخدام سياسية العصا والجزرة الذي انعكس على عدم استفادة السودان من اميركا في الوقت الذي استفادت فيه امريكا من السودان.

رصيد إنتخابي

 وعلى العكس تماما، يعتبر المحلل السياسي، حيدر خير الله، ان الانتخابات الامريكة، لا يمكن لاحد أن يتوقع نتائجها وتأثيرها على السودان، لان اميركا لم تحدد رأس المال بعد.

ويقول حيدر خلال تصريحاته لسلاميديا، إن الانتخابات تشعل المشهد السياسي السوداني،  لكن ما لا يعلمه الشعب أن القرارات التي وقعها الكونقرس الامريكي لا يمكن ان تلغى او تعدل، وقرار رفع السودان من قائمة الارهاب لا يمكن ان يلغى او يعدل”.

ويتابع: تعامل ترمب مع السودان الاخير، يصب عليه رصيد إنتخابي وهو يقابل بحب السود  والدول المحبة للسودان، وكذلك يقابله الشعب السوداني بإنهاء العدائية مع الولايات المتحدة الامريكة والمجتمع الاوروبي والخارجي بشكل عام. ويتابع، السودان في رحلة جديد ومرحلة ما بعد الثورة، ولابد من دعم الادارة الامريكية هذا المناخ لمواجهة الاثار السالبة لما تسببت به الانقاذ.

ويتابع: السودان ليس فقيرا والادارة الامريكية تعلم بذلك تماما، وله مخزون استراتيجي يشكل 80% من الانتاج العالمي، ولذلك تتهافت كافة الدول الاورلابية والخليجية لخلق استثمارات مع السودان والاستفادة منه.

وأردف: هناك اكذوبة يمارسها قادة الرأي في السودان وهي أن الرئيس الامريكي هو من يتكفل برفع العقوبات، ولكن الكونكرس الامريكي هو من يصدر القرارات التي لا يمكن أن يتراجع عنها اي رئيس. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما موقف السياسية السودانية، ومن الذي يحرص عليها في ظل السياسة الامريكية؟ وهذا ما يجب ان يفسره الساسة السودانيين بوضوح”.