نيازي أبو علي

ما زالت أذني غارقة في بيانو وايقاع الأوبريت الضخم (عشان بلدنا) الذي صاغ كلماته باحترافية كبيرة الشاعر الشاب أحمد البلال بمشاركة عدد من النجوم من المبدعين الشباب، وذاكرتي غارقة ذهاباً وإياباً بدندنة القالب اللحني للنص الذي تركني أسرح وأمرح بعيداً بمخيلتي بقصيدة (منقو قل لا عاش من يفصلنا) كلمات الأستاذ عبد اللطيف عبد الرحمن، فالتشابه بينهما ياتي في شكل خيال تلاقح أبناء السودان وتجسيدهم روح المحبة والسلام من خلال دور الفنون والأداء للأوبريت الذي جمع فنانين من الشرق والغرب والشمال بإيقاعات راقصة وخفيفة، فكم تمنيت أن يشاركهم فنان من جنوب السودان الحبيب رغم التباعد السياسي، ولكن يبقى جنوبنا الحبيب في قلوبنا.

ذلك العمل الضخم الذي وضع بين أيدينا بلدنا في لوحة زاهية لم يتسع الجزء الأول والثاني لرسمها بريشة مبدعين جملوها شكلاً ومضموناً، فخرجت للمستمع رغم قصر التجربة كالبستان النضر تضيئه الفلاشات الطبيعية للفراشات ورحيق الأزهار وعسل التنقل البديع الذي شاهدته في وجوه الفنانين الشباب الذين أجادوا سقيا ذاك البستان بأحرف من نور وبهاء تم اختيارها بعناية فائقة بعنوان (عشان بلدنا).  

قصدت كتابة هذه المقدمة، حينما قرأت خبر إعلان الفنان سيف الجامعة انسحابه من مجلس إدارة اتحاد المهن الموسيقية مفسحاً المجال لمشاركة الفنان الشاب الفتى الأبنوسي الطموح شكر الله عز الدين ليكون ضمن أعضاء اتحاد الفنانين، وذلك بعد أن تساويا في الأصوات من خلال الجمعية العمومية الأخيرة.

ووفقاً لذلك التساوي، كان لابد من إجراء جلسة انتخاب خاصة بهما لدخول أحدهما المجلس، فكانت المفاجأة أن الفنان الكبير سيف الجامعة حسم الموضوع في الاجتماع الأول للمجلس الحديث، مؤكداً انحيازه الكبير للفنانين الشباب ورأيه الواضح بضرورة  وجود شكر الله ضمن التشكيلة الجديدة، ولم يكن تنازل الفنان سيف الجامعة لشكر الله أتى من فراغ دون أدنى  شك، غير أن سيرته العطرة وطموحه الكبير وعمله بشدة في جمع كيان الفنانين الذي بدأه بــ (عشان بلدنا) وراء تلك الثقة المستحقة التي أفسحت له المجال للعمل مع الكبار،  إذ لابد أن يكون خلف هذا الإنحياز الواضح (للشكر) مفاجآت كثيرة ننتظرها مع الأيام من “الكازنوفا” اللقب الذي وصفه به جمهوره.

وجاء تشكيل المجلس: عبد القادر سالم رئيساً، نجم الدين الفاضل نائباً للرئيس، وليد الجاك أمين عام المجلس، التاج عبد الله أمين المال، عمر إحساس رئيس القطاع الثقافي، سيد عوض شؤون العضوية، دفع الله بشير مديراً للدار، محمد سيف مديراً للشوؤن الفنية، وأخيراً الفارس الفنان شكر الله عز الدين رئيساً للشؤون الاجتماعية، وأقول إن شكر الله نال شرف الجلوس على هذا الكرسي سفيراً للشوؤن الاجتماعية منذ ضربة بداية المشروع الضخم أوبريت عشان بلدنا الذي بدأ منذ العام 2016م، وكان ذلك مراناً ساخناً له لينال الثقة الحالية رئيساً للشوؤن الاجتماعية بالاتحاد.

ويلا أعملوا كلكم (عشان بلدنا)!