نيالا:هانم ادم
اقر ممثل والي ولاية جنوب دارفور معاوية أحمد عمر بفشل المصالحات القبلية التي انعقدت في الفترة الماضية، وقال كانما لعنة نقض العهود لازالت تطاردنا حتى بعد أن انفصل الجنوب، مشيرا إلى وجود أكثر من (٣٦)صلح قبلي تم نقضها قبل أن يجف النداء الذي كتبت به.
وأعترف لدى مخاطبته ورشة عمل نحو حلول علمية للأزمة السودانية التي نظمتها منظمة فيوتشر الطوعية بمبادرة من المركز الإفريقى العربى لبناء ثقافة الديمقراطية والسلام ودعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أعترف معاوية بوجود مشكلة حقيقية وأخلاقية في التعاطي مع الأشياء ، مشيرا إلى أن مصطلحات بناء السلام والمصالحة بدأ التعريف بها مبكرا عبر ورش بناء السلام، لافتا إلى أن مفهوم المصالحة أصبح مبتذلا وتعتريه الكثير من الشوائب وعدم المصداقية لدى المواطنين، واكد الحوجة لوضع الأشياء في إطار علمي يبدأ من العلماء والمفكرين. وطالب بضرورة معرفة مكامن الخلل في التركيبة السكانية. وقطع بقوله سوف نبدا من حيث انتهى الآخرون في تحقيق الديمقراطية، منبها لوجود خطوات ضرورية وحتمية لتحقيق ذلك.
وانتقد معاوية عدم الغوص والتعمق لمعرفة الأسباب الحقيقة للصراعات، وقال ان أسبابها كثيرة، وارجع بدايتها إلى قبل بداية الدولة السودانية. مقرا بأن الصراع في السودان تاريخي ومتجزر.
وحزر من تحول الصراع في مرحلة من المراحل إلى لكائن دينميكي يتحرك دون وجود أسباب خارجية مثل الكائن الخرافي ويغذي نفسه بنفسه.
ودعا الموتمرون للنقاش بشجاعة وشفافية وقبول الاراء المختلفة ومن ثم وضع الحلول الناجعة، ووصف ذاك بالعملية الجراحية الصعبة.
ودعا لإنشاء مراكز دراسات إستراتيجية وفق نظام قانوني وتشريعي لجمع مخرجات مثل هذه الورش لتحليلها وإيصالها للجهات المعنية بالأمر. وقال غير ذلك فيمكن أن يتم استلامها عبر مجلس الوزراء وتوضع بالادراج (وكأنك يابو زيت ماغزيت)
واعتبر الورشة في اتجاهها الصحيح. مشيراالي أن منظمات المجتمع المدني تمثل الضلع الثالث للتكوين الهيكلي للدولة وتطلع بدور كبير في توجيه المجتمع وبلورة الأفكار.
من جانبه قال مدير منظمة فيوتشر د/قريب الله عبد الله أن معظم اتفاقيات السلام التي عقدت منذ عام ١٩٥٥م سياسية لم تنجح في جعل القضية للمجتمع وان السلام يكون سلام نخب سياسية وعسكرية، مبينا أن الفرصة حاليا متاحة للعلماء والمفكرين لي لوا بدلوهم لجهة أن صوتهم ظل خافضا في كل الاتفاقيات السابقة، على الرغم من أهمية دورهم خاصة في التحليل والاستقصاء. مشيرا إلى أن الورشة تهدف للخروج بتوصيات تصلح بأن يتم تطويرها لتصبح خارطة طريق لسلام شامل بانضمام غير الموقعين على اتفاق السلام.
فيما أكد ممثل الوكالة الأمريكية أن الورشة تهدف لمعرفة الرأي العلمي من أجل إحلال السلام الشامل.تكوين رؤية وفهم مشترك نحو مجتمع ديمقراطي وترجمة حقيقية بشعارات الثورة. وتكوين آلية لمتابعة مخرجات الورشة، والتي اعتبرها نوعية وأقيمت في مواعيدها.
هذا وقد استندت الورشة على ورقة رئيسية بعنوان الخطوة الذكية في الطريق الى إستراتيجية الحل الشامل والتي قدمها مدير المركز الإفريقى د/محمد مصطفى. وشهدت مداخلات عدة من قبل الحضور.
يزكر أن الورشة ستواصل أعمالها حتى يوم الخميس الموافق٤/٢٥الجاري حيث سيتم ستتناول مهارات التفاوض وتحليل اتفاقية جوبا وعمل مجموعات للخروج برؤية وحلول علمية للأزمة السودانية.