الف احمر
عبدالله رزق
abusimazeh@yahoo.com
كان لافتا للانتباه، مسارعة موقع باج نيوز للاعتذار عن نشرها خبرا نقلته من جريدة الانتباهة، يتعلق بقدوم امرأة أعمال كونغولية للخرطوم، لتصوير افلام إباحية بمشاركة سودانيين. غير أن الموقع لم يوضح أسباب اعتذاره، مثلما لم يوضح حيثيات قراره بنشر الخبر، نقلا عن الانتباهة، ابتداء. ومع ذلك فإن واقعة الاعتذار بحد ذاتها، والتي تنطوي على قدح ضمني في مصداقية المصدر، تلفت الانتباه بدورها، إلى عديد المواقع الإلكترونية، التي يعتمد اساس عملها في نسخ واعادة نشر وترويج مواد إخبارية منقولة من مواقع وصحف أخرى، دون التقصي عن مصداقيتها، وهو العلامة الفارقة بين الصحافة وما عداها، في فضاء انترنت،ويثير بالتالي، التساؤل حول صحة نسبة هذه المواقع للصحافة، كمهنة ذات قواعد وتقاليد صارمة.
غير أن ردود الأفعال على خبر”الانتباهة”، لم يتوقف عند استجابة باج نيوز. فقد شغل الفضاء الاسفيري، منذ صباح الأربعاء، بردود الأفعال الكثيفة، خاصة من الوسط الصحفي، والتي يجمع بينها الاستنكار كموقف عام. وبينما طالب البعض بمساءلة الصحيفة من قبل الجهات المختصة، قانونا، دعا آخرون لمقاطعتها. وبين هذا وذاك، تباينت التعليقات والتفسير المتصلة بالخبر ومغزاه ومقاصده.
وكان الصحفي عبدالحميد عوض، قد خط مقالا في ١١ مارس الجاري، كشف فيه قيام أكثر من ٤٠” موقعا إلكترونيا”، بالسابق على إعادة نشر خبر مصدره جريدة الانتباهة، أيضا، يتعلق باعتذار وزيرة التعليم العالي في تغريدة لها، عن قبول طالب بجامعة الأحفاد للبنات، مشيرا إلى عدم صحة الخبر. إذ نفت الوزارة واقعة قبول الطالب المزعومة، مثلما نفت الوزيرة، نفسها، أن تكون قد غردت، اصلا..!
واحصي آخرون، منهم المدون سيد الطيب، عددا من الأخبار غير الصحيحة، التي نشرتها جريدة الانتباهة، في أوقات سابقة، ما يثير التساؤل بشأن قصدية واعية لفبركة الأخبار تقوم بها الجريدة، أو جهاز متخصص، تتعاون معه الجريدة في نشر كاذب الأخبار، Fake News، تساعدها شبكة مما يمكن تسميته باشباه الصحف الالكترونية، في الترويج، وبالتالي، التساؤل عن مقصود الجريدة وأهدافها، واجندتها المخفية، فيما يتصل بهذا النسر، الذي يعد مخالفة لقانون الصحافة، ولميثاق الشرف المهني، اللذين يحضان على “الصدق” و”النزاهة” و”تجنب الإثارة الضارة بمصلحة المجتمع عند التعرض الظواهر السالبة”، و”عدم نشر الوقائع مشوهة أو مبتورة وعدم تصويرها أو أخلاقها، على نحو غير امين.” و” نسبة الأقوال والأفعال إلى مصادر معلومة”…. الخ
غير أن أهم ما يثيره النشر المتوتر للأخبار الكاذبة، من قبل” الانتباهة”، وترويجها عبر شبكة” أشباه الصحف الالككترونية”، يتعلق بما إذا كانت” الانتباهة”، الجريدة التي تأسست على خطاب الكراهية، ولعبت دورا كبيرا في التحريض على فصل الجنوب، تتوفر على مهمة جديدة، تتصل بتفويض الفترة الانتقالية وعرقلة الانتقال للديموقراطية والحكم المدني، اتساقا مع دور لعبته صحف مماثلة في تخريب الديموقراطية الثالثة والتهيئة لانقلاب ٣٠ يونيو١٩٨٩. وقد أشار الدكتور محمود قلندر، في دراسة له حول الموضوع، إلى الدور الذي لعبته، جريدة ألوان، بجانب أخريات، في السيناريو المشار إليه.