أجوك عوض
تجربة ميلاد الصحافة الحديثة في جنوب السودان تجربة إستثنائية بكل تعقيداتها وظروفها الملحه والمفهومه لدينا ونقدر مجهود من خاضوا غمار التجربة في ظل الظروف الأمنية وهامش الحريات المخنوقة.ولكن لأن هناك جوانب تحريرية صرفه تقف كضرورة لتجويد العمل الصحفي نفصل بين العوامل التي تشكل عوائق من حيث مساحة الحركة والعوامل التي لا تساعد علي إنتشال الصحافة الجنوبسودانية من مرحلة الضمور،التشوه والشلل الذي يعانيه.ظللنا نراهن علي الطموح في التطور والجودة للإطلاله بصورة مرضية لاسيما وبالرغم من صحافة الأمر الواقع التي ولدت هناك أحسب انه توفرت فرص للإرتقاء بالجهد والمحصلة،المادة الصحيفة من حيث الطرح والإجادة ومراعاة المهنية بعد الوقوف علي الخطوط العريضة أضف الي ذلك شغف الكثيرين بالعمل الصحفي ما يشكل محفزا حقيقيا لتعلم المهنة.
لكن الملاحظ للأسف طوال تلك السنوات التي مرت علي ميلاد الصحافة في جنوب السودان يجد ما من ثمة تطور وإضافة تذكر من شأنها احداث اي فوراق حقيقة ،فلا تزال صفحات الصحف مرتعا للغثاء من لدن النطيحة و المتردية وما أكل السبع ،فاغلب ما ينشر عبارة عن مهرجانات كتابة ليست لها علاقة بالفنون والقوالب الصحفية بالمرة من حيث مراعاة ما يجب والتقيد بالضرورة.ما دفعني لطرق هذا الأمر هو مروري علي بعض التقارير الصحفية التي يمكن تسميتها باي شئ عدا انها تقارير بجانب التغطيات والتحقيقات التي لاتكاد تجد فرقا بينها وبين كتابة الرأي الأمر الذي يدفع لتساؤلات عريضة جدا موضوعية وصريحة تري ماهي وظيفة ومهام مدير التحرير والمحرر العام و رئيس التحرير داخل تلك المؤسسات الصحفية؟!
كل الشكر لذلك المحرر المبتدئ الذي يسعي بكل جهده لتوفير مادة صحفية في حدود امكانياتة ولكن يخزله عدم وجود ادارة تحريرية فاعله تتدرك و تتقن مهامها تقوم بدورها المناط إنما المأخذ علي الادارة التحريرية المفروض بها الفحص والتدقيق والوقوف علي الصياغة الصحفية والجوانب المهنية،لماذا ترفع ادارة التحرير كل المحررين الي مصاف العارف والمحترف. بحيث تمر المادة بمرحلتين فقط التسليم و النشر؟.
ماينشر داخل صفحات صحف جوبا معيبة جدا و اذا كنا لا نحترم التقيد بالقواعد فذلك يصنف بالهمجية التي تخصم كثيرا من الإعتبارات. التعامل مع النشر بعقلية(العفش داخل البص علي مسؤولية صاحبة)لايجد.