الخرطوم سلاميديا

كثير  من الأعمال تبدأ بفكرة صغيرة ناتجة عن موهبة لامست الوجدان ومع الصبر والمثابرة والسعى لتجويد وتطوير ورفع القدرات تصبح أعمالا كبيرة بل أحيانا لمؤسسات يشار اليها بالبنان وتصبح أعمالا عابرة للقارات، هكذا بالعزم تهزم الصعاب ويتجاوز المرء المعيقات والمعيقات نفسها أحيانا تكون حافزا للمزيد من العمل والابداع والعطاء تلتقي سلاميديا اليوم بالاستاذة عائشة حماد محمد عبد الوهاب في حوار معها حول العديد من القضايا، فإلي مضابط الحوار .

حوار / زينب التوم زيتون

– بداية نود ان نتعرف علي السيدة عائشة حامد محمد عبدالوهاب

 اسمى عائشة حامد محمد عبدالوهاب من مواليد الخرطوم سنة 1973م تلقيت تعليمى الأساسي  بمدرسة الاصلاح بالحلة الجديدة ، الثانوية العامة بمدرسة الرميلة ومدرسة مريدي بحري الثانوية،، ثم تزوجت والآن أم لأربعة بنات ،، ثم انتقلت من السودان الي دولة الامارات في العام 2000م .

  • فكرة النقش والرسم على الجدران كيف بدأت وهل توقف على الجدران فقط

 بديت الهواية بممارسة الرسم وفنون الرسم من الطفولة حينها لم ابلغ من العمر عشر سنوات ، مارست الرسم منذ الصف الرابع ابتدائى وتطورت الهواية. الفكرة جات من معلماتي بمرحلة الأساس بتشجيعهن لي اضافة الي تشجيع ودعم الاسرة المتمثل في توفير كراسات الرسم والاقلام والألوان، وكنت احب حصص الفنون الجميلة وابدع فيها ولم يتوقف علي رسم الجدران فقط بل توسع الي الأواني المنزلية والسرامس والزجاج واكواب الشاي والنقش علي الأقمشة والثياب والطرح، كنت في البداية ارسم المناظر الطبيعية علي الورق ومنها تحولت إلي رسم الحناء والنقش وتوسعت .

  • ما هى المواد المستخدمة فى الرسم ومن اين تتحصلين عليها

أستخدم اقلام خاصة بالجدار تسمي الماركر متوفرة بالمكتبات الكبيرة كمكتبة جرير والمكتبة المتحدة بالإمارات، هنا تتوافر جميع المواد التي يحتاجها الرسام وفي متناول اليد وبأسعار مناسبة .

  • الموازنة بين الموهبة التى تحولت لعمل حقيقى والبيت وهل للاسرة دور في ذلك

 استطعت الموازنة بين البيت وعملي الخاص لتفرغى التام وليس لدي ما يشغلني ، بناتي معتمدات على أنفسهن ويقمن بساعدتي في الأعمال المنزلية،  أيضا واحدة من بناتي لديها ذات الهواية  وتقوم بمساعدتي في بعض الأشياء البسيطة مثل شغل التركيب علي الثياب ، بجانب عمل الاكسسوارات ، دربت بناتي وهن في الصفين السابع والثامن والآن يتقن هذه المهارة بدرجة عالية وبالمشاركة الجماعية ومساعدتهن لي استطيع التوفيق بين البيت وعملي الخاص والأسرة لها دور كبير جدا في نجاحي فدوما اجد منهم الدعم والمساندة والمساعدة سواء في عمل المنزل أو عملي الخاص .

  • أكثر الهوايات المحببة الى الاستاذة عائشة

@ رسم الحناء من أكثر الهوايات المحببة الي نفسي ومتخصصة في رسم العرائس الخليجيات ، والرسم هنا ينقسم الي أربعة أنواع ( رسم خليجي، رسم هندي ،رسم سوداني ،الخط العربي) الحمدلله اجيدها جميعا ، ويرجع ذلك إلي فترة إقامتي بدولة الإمارات والتي امتدت الي ٢١ عاما وانا أمارس رسم الحناء، عملت برسم الحناء في مركز لوز الحميراء بالإمارات شارع خمسة للأستاذة سامية شبو في الفترة من ١٩٩٦_ ٢٠٠٠م ومنها انتقلت الي الإمارات ، فرسم الحناء شكل بدايات عملي أما الخط العربي عندما اتيت الي الخليج ظهر كموضة وانا اول من ابتكر الخط العربي في الحناء بطلب من إحدى الزبائن أن اكتب لها إسم وبجانبه حرف وذلك في العام ٢٠٠٦م وعندما خطيت لها الإسم الذي ترغب به مع الحرف أعجبت كثيرا وقامت بتصويره في تلك اللحظة ونشره في الإمارات وبذلك أصبحت اول من يرسم الخط العربي بالحناء ، وبعد ذلك توسعت الفكرة بين الاخوات والقريبات والزبائن حتي سُميت (عائشة حناية الخط العربي ) داومت لفترة حتي  تمكنت من كتابة قصائد كاملة بطلب من بعض العرائس ، أحيانا تطلب العروس كتابة قصيدة كاملة علي يديها ورجليها بالخط العربي واحيانا تطلب كتابة كلمات أو اشعار أو حروف بالحناء  ، استمر هذا الطلب لمدة خمسة الي ستة سنوات كموضة ولكن الآن أصبحت بالطلب أو حسب المناسبة مثلا ( اعياد الميلاد أو حفلات الزواج ) ابدعت في رسم الخط العربي بالحناء والآن اسمي يوجد في قائمة أفضل حنايات أبوظبي بل في المقدمة ، ويرجع ذلك إلي حبي الحناء كهواية وليس كعمل والحمدلله علي الشهرة والتقدم .

  • ألديك مشاركات فى فعالية الخط العربى

 نعم ، شاركت في فعالية الخط العربي لشركة الدار العقارية ، تمت مشاركتي عبر إحدى العاملات بالشركة سبق قيامى برسم الحناء لها ورشحتني كاول المشاركات في فعالية ياس مول في جزيرة ياس ضمن عدد من الفنانين والرسامين والخطاطين من كل الدول فكانت مشاركتي في الحناء بالخط العربي وكنت اكتب شعار الشركة المنظمة للفعالية (( الدار عامرة بأهلها )) لكل الزوار وقد وجد صدى واسعا بين الزوار وكثير منهم أخذ رقمي وهاتفني للمشاركة في فعاليات أخري كثيرة واحتفالات سنوية مثل شركة البترول ادنك في أبوظبي التي تقيم فعاليات سنوية لكل العاملين بالشركة ، فكنت اشارك معهم في كل عام بالكتابة أو الرسم للاطفال الزوار أو المتواجدين في الحفل أو الفعالية ، ولم يكن ذلك فحسب بل امتدت مشاركاتي الي المدارس في الاحتفالات المدرسية وحفلات التخرج وبدأت بمدارس بناتي ، والذي أود قوله إن للحناء إقبال واسع في دول الخليج خاصة النقش السوداني فله محبه خاصة جدا والنقش السوداني اغلي سعرا .

مهرجان الشيخ زايد يعتبر من المشاركات الهامة للاستاذة عائشة فما هو شكل المشاركة

بمهرجان الشيخ زايد شاركت بعمل الحناء وكان لدي محل يحوي معروضات سودانية (ثياب، شباشب قطع، جبنة مشغولة بالفناجين، وبعض المنتجات السودانية التموينية مثل الزيت، السمسم، البهارات، الويكه، الكسبره،الدكوة ، القنقليز ،العرديب ، الطحنية ، إضافة إلي البخور السوداني وبخور التيمان والعطور السودانية) ، كل هذه المنتجات كانت معروضة في الجناح داخل المعرض .

  • القرية السودانية بمهرجان دبي كان لها الاثر الواضح بمشاركتك في العرض التراثي حدثينا عن ذلك

 في  العام ٢٠٠٢م – ٢٠٠٣م شاركت في مهرجان دبي في القرية السودانية، تمثلت المشاركة في رسم الحناء وكان الزوار يأتون الي المهرجان خصيصا للحناء . أيضا شاركت في مهرجان دبي للتسوق في ذات العام. ووجدت الاختلاف في أن هذا المهرجان خصص دكان لكل صنف بينما مهرجان الشيخ زايد تستطيع عرض اكثر من منتج في مكان واحد .

  • هل لك مشاركات او عقودات مع شركات في دولة الامارات التي تقيمين بها .

 لي كثير من المشاركات في دول الإمارات العربية، هي مشاركات فقط وليس عقودات، احيانا تكون اتفاقيات علي مدة المهرجان مثلا شهر او اسبوع ولم أوقع أي عقودات طويلة مع الشركات حتي الآن ولم ارتبط بأي شركة أو جهة معينة، اعمل دائما بحريتي ومن داخل بيتي عبر الاتصالات أو مواقع التواصل، ووجدت حب وإقبال كبير في جميع الدول حتي وان هناك عروض وطلبات من بعض الزبائن الأجانب خارج الإمارات ومن دول أخري ولكن لارتباطي ببناتي وهم في سن المدرسة لم أتمكن من السفر خارج دولة الإمارات رغم ازدياد الإقبال في جميع المهرجانات .

  • كيف يتم الإعلان والترويج لمنتجات الاستاذة عائشة

منتجاتي أروج لها عبر الميديا إضافة إلي جودة عملي وثقتي في أن العمل الممتاز يجذب ويساعد في الترويج ، كذلك الزبائن وقروبات التواصل إضافة إلي وجودي في قائمة “حنايات في أبوظبي” وهذا اكبر إعلان بالنسبة لي خاصة لدى السياح عندما يبحثون عن الحناء في قوقل ويتصلون بي لعمل الحناء  .

  • المشاركات آنفة الذكر هل وجدت القبول بين المجتمعات في العالم العربي

 نعم ، كل المشاركات التي قدمتها سواء في المهرجانات أو البيت أو الشركات وجدت كل القبول وهذا ما شجعني للتوسع أكثر في المجال .

  • هل من طلبيات اسرية لعمل نقش علي الجدران مثلا

 اذا لم تكن هناك مشاركات في مهرجانات أو فعاليات فلدي إقبال من الأفراد والأسر وعملي غير محدد بموسم أو زمن ودائما في البيت وعن طريق الوسائط .

  • النقش على الجدران مهمة صعبة للعنصر النسائى ، كم من الوقت يستغرق الرسم على جدار غرفة الطفل

النقش علي الجدران فعلا من الأعمال الصعبة ويتطلب شجاعة ومغامرة وهو نادر جدا في مجتمع النساء لأنه يتطلب صعود السلالم ، بدأت فكرة الرسم علي الجدران كهواية في منزلي وكنت اصعد علي طاوله محكمة لخوفي من السلم والسقوط أرضا ، فأثناء تواجدي في المنزل لوحدي اقوم برسم وتغيير شكل الجدران فى وقت وجيز بين ساعة أو نصف الساعة واحيانا حسب حجم الرسمة ،  أصبحت اسرع في الرسم بسبب الممارسة الدائمة والرسم علي الجدار لا يختلف كثيرا عن نقش الحناء وبرأيي رسم الجدران اسهل واسرع وحتي في حال طلب زبون عمل نقش أو رسم على الجدران لا اصعد علي السلم بل علي الطاولة وفي أماكن بها عنصر نسائي فقط . وفي غرف الاطفال نفس الوقت المستخدم في الغرف الأخري إلا أنها تتميز بالسهولة لأنها دائما تكون اشكال موزعة أو ورود او فراشات والرسم عموما يختلف من مكان لآخر أو حسب الطلب .

 

  • هل هناك طلب على نقش الحناء فى دولة الامارات باستثناء الأسر السودانية

 انا اكثر شيء برسم للإماراتيات ، السودانيات موجودات ولكن الطلب بسيط جدا ويرجع ذلك لاستخدامي الحنة الحمراء أكثر من الحنة السوداء وبطبيعة السودانيين يفضلون الحنة السوداء او الصبغة والصبغة السوداء ممنوعة هنا في دولة الإمارات وعليها غرامة وسحب الرخصة واغلاق الصالون في حال استخدامها ، وذلك لتفشي امراض الاكزيما والحساسيه الجلدية ، فعدد الزبائن غير السودانيين أكثر والحناء الخليجية تمتاز بالطول والكثرة بخلاف الحناء السودانية .

  • كيف استفدت من وجودك فى دولة الامارات

 وجودي في الإمارات منحنى فرصة العمل الخاص والتوسع والتطور في المجال الفني لتوفر المواد وسهولة الحركة، أيضا استفدت في تعليم بناتي وتطوير مواهبهن ولكن لابد من عودتي الي السودان فيجب علي الاستفادة من الوقت وإنتاج المزيد لضمان اكبر عائد في فترة وجودي بالخارج .

  • هل لديك معرض خاص أو مركز يتم فيه عرض المنتجات

 حاليا اعرض منتجاتى عبر الوسائط وفي المنزل لدي جزء مخصص في صالة الضيافة اعرض فيها المنتجات أما البقية فاضعها داخل الثلاجات خوفا من التلف بسبب الرطوبة ، ومن خلال العرض يأتي الطلب ، أيضا وجود السودانيين بهذه المنطقة الذي يقدر بحوالي ٧٠٪ سهل من انتشار المنتجات بجانب معرفتي الواسعة بأهل المنطقة، أيضا لدي مناديب ياخذون المنتجات من البيت لتوزيعها في جميع أنحاء الإمارات وعندما نخلص من توزيع كل المنتجات اقوم بطلبها مرة ثانية من السودان حيث الوفرة .

  • النقش والرسم على الجدران وغيره تتفاوت اسعاره استاذة عائشة؟

 حال  نقش الحناء مثلا تجد الاسعار باهظة للمواطنات الإماراتيات ومنخفضة للسودانيات لأن الحناء الإماراتية كثيرة وطويلة فالبتالي هي أعلي سعرا ، أما الحناء السودانية فهي دائما بسيطة وأقل تكلفة  ، وتبدأ اسعار الحناء الإماراتية بثلاثمائة درهم وتزداد حسب الطول أما الحناء السودانيه فتبدأ بمائة درهم وتزداد حسب الشكل والطول . وأسعار رسم الجدران مثل اسعار الحناء ، فالرسم علي نصف جدار بمئتي درهم والجدار الكامل بخمسمائة درهم وهكذا علي حسب الطول والمساحة .

 

  • بم تفكرين في مستقبل هذا العمل

 الآن افكر في أن يكون لي محل او مركز كبير سواء هنا في الإمارات أو في السودان اجمع فيه كل هواياتي واطمح إلي أن امتلك هذا المحل واسال الله التوفيق في ذلك وأن اورث الهواية لبناتي لان الرسم من الفنون التي تنمي المهارات .

  • في ختام هذا الحوار ما تودين قوله؟ .

 في نهاية الحوار بقول اي شخص لديه هواية يحاول تنميتها ولو بابسط الأشياء والطرق بعيدا عن الاستسلام ، صحيح أن العثرات كثيرة ولكن علينا بالاستفادة منها وجعلها مصدر قوة وعزم للوصول إلي الهدف المنشود . ويمتد شكرى لك وللصحيفة علي الاستضافة وإتاحة الفرصة والمجال للحديث عن نفسي وعن هواياتي ، اتمنى لكم حياة عملية جميلة وكل التوفيق والتقدم وجزاكم الله خيرا .