الخرطوم سلاميديا

تقرير وفاق التجاني

على الرغم من التغيير الذي شمل كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية بعد سقوط حكومة النظام البائد بقيادة عمر البشير، والذي انعكس على القطاعات المهنية بمستويات مختلفة، إلا أن الصحافة والصحفيين لم يستفيدوا من من هذا التغيير بل وتأثروا سلبا لجهة غياب نقابتهم التي تمثلهم.

وبإعتبارهم المحرك الأول لحركة اسقاط النظام البائد، من خلال قيادتهم للرأي العام الذي تسكل إبان الحراك وقبله بيد انهم ما زالو يعيشون ذات الاوضاع المأساوية في الصحف والمؤسات التي يعملوت بها من وكالات أنباء ومؤسسات إعلامية أخرى وغيره وما زالت الانظمة الادارية ذاتها تعمل بذات القوانين الموروثة من النظام البائد .

يقف عدد من الصحفيين على مقربة من مستوى الفقر،  بعد أن عملت بعض المؤسسات الإعلامية على تشريدهم بشكل ممنهج، الشيء الذي اجبرهم للتخلي عن مهنية الوظيفة مقابل  امتيازات قليلة، تساعدهم في الحصول على حياة كريمة.

والقت هذه السياسيات بظلال سالبة على صناعة الصحافة حيث انخفضت عدد الصحف الورقية التي تصدر يوميا لتصبح  اقل من عشرة صحيفة، بعد أن كانت 37 صحيفة  وفق آخر إحصائية لمجلس الصحافة والمطبوعات للعام 2018.

وبعد ثورة ديسمبر، تعددت الأجسام المطلبية، التي تدافع عن حقوق الصحفيين، وعلى الرغم من ذلك لم تجد قاعدة مشتركة لحل الازمات وفق أسس وضوابط  معروفة.

ويلتف الصحفيين السودانيين، حول ثلاثة اجسام مطلبية، تتقاطع فيما بينها في كيفية الإدارة، وكيفية تنظيم شؤون الصحفيين، وهي لجنة إستعادة نقابة الصحفيين، والمنصة التأسيسية لنقابة الصحفيين السودانيين، وشبكة الصحفيين السودانيين.

وارجع عضو شبكة الصحفيين السودانيين، محمد نيالا، تعدد الكيانات الصحفية، لغياب دور النقابة الشرعية، والتي يترتب عليها، الوقوف على الشؤون السياسية، والإقتصادية، وعلاقة الصحفي بالمؤسسات الإعلامية.

وقال في تصريح “لسلاميديا” في ظل غياب النقابة الشرعية، بدأ الصحفيين في تكوين اجسام مطلبية،  تدافع عن  مصالحهم الشخصية، مشيرا لوجود تقاطعات، بين هذه الكيانات، تسببت بها مصالحهم الذاتية.

وكشف عن وجود مبادرة، لتوحيد هذه الأجسام في كيان واحد، بتكوين جمعية عمومية للصحفيين،  ولجنة تمهيديه تناقش إنشاء نقابة شرعية.

أما ممثل المنصة التأسيسية لنقابة الصحفيين السودانيين عبد الوهاب موسى، أقر بإختلال الأوضاع  لدى الصحافة والصحفيين،  وأكد أن  الوسط  بحاجة عاجلة لمؤتمر قومي لبحث قضايا الصحافة والمطبوعات.

 وأشار لضعف الرواتب التي يتقاضاها الصحفيين السودانيين مبينا انه لا توجد صحف حقيقية تراعي المعايير المهنية وأنما شركات تسعى للأرباح  المالية.

 وأكد أن مجلس الصحافة  والمطبوعات رفع توصية بتوفيق أوضاع الصحفين، ولفت لوجود اشكالات تعيق  صناعة الصحافة، مشددا على ضرورة أن تقيم وزارة الإعلام  اجتماعات وورش مع عدد من الوزارات  من بينها المالية، لتوفيق أوضاع الصحفين و تشكيل لجنة للبحث عن اشكالات الصحافة.

لافتا لوجود فرص كبيرة من منظمات دولية على البلاد وصى أن  يستفيد منها الوسط الصحفي بإيجاد الفرصة لتوفير دعم لتأهيل الصحفين وتدريبهم.

وتقف فئة من الصحفين بعيدة كل البعد عن هذه الكيانات وهم صحفيو الولايات، وتعاني هذه الفئة من ضرر كبير، حيث لا تشملهم خدمات الصناديق الإئتمانية، والتأمين الصحي، وغيرها من خدمات المركز.

وأشار محمد عبد السلام احد مراسلي الولايات الى ضعف الرواتب للعاملين، وقال  إن اغلب الصحفيين الموجودين في الولايات يعملون   كمراسلين لصحف وقنوات ومواقع اللكترونية.

واضاف “على الرغم من ذلك العوائد المادية غير مجزية لذا يضطر الصحفي لمراسلة اكثر من صحيفة وموقع وفي الواقع ان اغلبهم يعملون في وظائف حكومية اذا كان في هيئة الاذاعة والتلفزيون بالولاية او وكالة السودان للانباء (سونا) وبعضهم في اعمال أخرى.

وتابع كذلك توجد مهددات أخرى لصحفيو الولايات وهي  أن عمل المراسل الصحفي في الولاية ضعيف مادياً وفي الغالب بلاء عقودات تضمن الحقوق  مثل  المعاشات، والتأمين الصحي.

وبحسب استطلاع أجرته سلاميديا، فإن 95%من الصحفيين السودانيين  يقفون تحت دائرة الفقر،  لتقاضيهم رواتب  لا تتعدى خمسة دولار شهريا، في ظل منصرفات تصل 100دولار شهريا في الحد الادنى.