بقلم: الصادق كرم الله

كلما نظرت لتصرف السيد رئيس الوزراء في كيفية التعامل مع الأزمة السودانية يصيبك الكثير من الإحباط والحسرة لتلك الآمال العراض التي بناها السودانيون والتي ناضلوا من أجلها أزمان طوال ودفعوا في سبيل تحقيقها دماء ودموع وعذابات شتى آلاف السودانيين من مختلف بقاع هذه الأرض الطيبة لاجل ان يكون التغيير واقعا ملموسا وحياة يجد فيها كل السودانيين أنفسهم اعزاء أحرار على قدم العدل والمساواة واكثر من ذلك مهدوا له الطريق وساندوه وفتحوا له اعظم صفحة في التاريخ هى من أندر الصفحات ليكون أعظم قائدة القرن الواحد والعشرين إلا أن (المحرش ما بكاتل ) والأزمة السودانية لم تراوح مكانها وازدادت تعقيدا علي تعقيد .

 فإذن ماهى الأسباب الرئيسية التي تكمن وراء هذا الفشل المريع وهذا التخبط العشوائي المدمر ؟

إن الذي يؤسس لدولة الثورة يحب أن يكون بروح الثورة ذاتها وان يكون على حالة من اليقظة والانفتاح على هموم شعبه وقضاياهم ولكن عندما تمت روح الثورة وتنهزم قيم الحياة الإنسانية تضيع بوصلة التغيير وتنعدم روحه ولا ترى في الازمة السودانية سوى أنها أزمة سياسية من الدرجة الأولى بامتياز.

والحقيقة تقول غير ذلك لان الازمة في اصلها هى ازمة اخلاق في المقام الاول وازمة قادة في المقام الثاني وهذه الاحزاب السياسية التي تريد المبادرة لخلق جبهة عريضة منها للانتقال لم تكن في اي يوم من الايام جزء من التغيير او حريصة عليه فهى مظهر شاذ من مظاهر هذه الازمة العتيدة التي انعكست في واقع الحياة السودانية سلوك مختلف في شكل التحالفات وفي شكل الصراع الدائر بين هذه القوى المتشاكسة ورغم ان الصراع امر طبيعي ومفهوم وضروري للمجتمعات البشرية الا ان التحدي الذي يواجهنا دائما هو في كيفية نقل هذا الصراع مما هو اناني ذاتي الى ما هو قيمي انساني . فهل تمتلك هذه المبادرة بزعمها روح التغيير والثورة وروح المبادرة نفسها ؟ وهل لديها التصور السليم لبناء امة سودانية موحدة على هدى قيم هذه الثورة في الحرية والسلام والعدالة ؟ اما انها روشتة سياسية لمصلحة الوقت والالتفاف ؟

على كل حال فان جلية الامر والحقيقة الواضحة ان هذه القوى السياسية بمختلف مسمياتها مجلس الشركاء والحرية والتغير والجبهة الثورية والحزب الشيوعي غير مؤهلة لاي ممارسة سياسية رشيدة وبالتالي فهى غير مؤتمنة علي هذه البلاد .