بقلم : د. دكتور عاطف عجيب محاضر َباحث في دراسات السلام ب جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا

الخرطوم سلاميديا

ثقافة السلام عرفت بأنها ثقافة التعايش والتشارك المبنية علي مبادئ الحرية، والعدالة والديمقراطية ، والتسامح ، والتضامن ، وهي ثقافة ترفض العنف وتتشبث بالوقاية من النزاعات في منابعها وحل المشاكل عن طريق الحوار والتفاوض ، وتذهب الأمم المتحدة في تحديدها لمصطلح ثقافة السلام إلي القول : ” إن المفتاح إلي ثقافة السلام هو تحويل التنافس العنيف إلي تعاون في مجال تحقيق الأهداف ” ، ويقول أبو القاسم قور ” وترى اليونسكو إمكانية تحقيق مصطلح ثقافة السلام وازدهاره على أرض الواقع في حالات تقليص بيئة الحرب، وإحلال بدائل إيجابية محلها، ويقول ” إن اليونسكو تسعى لتحقيق هذا الهدف كمشروع متعدد الجوانب عوالمي الفضاء يرتبط بالنواحي التالية  :

1/ التنمية والأمن الاقتصادي .

2/ الديمقراطية والأمن السياسي .

3/ نزع السلاح والأمن العسكري .

4/ الكفاءة والحوار الاقتصادي .

5/ تطوير التماسك الدولي .

في فبراير 1994م  عقدت مؤتمراً لها في باريس بعنوان ” المؤتمر الأول لثقافة السلام ” وفيه تم تحديد اطر ثقافة السلام بالاتي :

1/ تؤكد ثقافة السلام أن الصراعات المتوارثة بين الناس يمكن حلها بعيداً عن العنف

2/ السلام وحقوق الإنسان مسالة فردية مكفولة لكل فرد .

3/ بناء ثقافة السلام مهمة تعددية تتطلب تضافر جهود كل الناس في كافة القطاعات .

4/ ثقافة السلام امتداد للعملية الديمقراطية .

5/ تطبيق السلام مشروع يتم من خلال كل أنواع التعليم الرسمي وغير الرسمي وكذلك الاتصالات .

6/ تحتاج ثقافة السلام إلي التعليم وتوظيف وسائل جديدة وكذلك الحفاظ علي السلام وفض النزاعات .

7/ يمكن لثقافة السلام التطور والنمو من خلال تطور الإنسان المرتكز علي الاستقرار والأصالة والعدالة ولا يمكن فرض السلام من الخارج.

حيث عرفت ثقافة السلام بأنها : مجموعة من عناصر مجتمعة و هذه العناصر هي:

1/ احترام الحياة بكل أنواعها .

2/ نبذ العنف .

3/ التشاطر والعطاء .

4/ الإصغاء سبيل التفاهم .

5/ صون كوكبنا

6/ تضامن متجدد

ونلاحظ من هذا الطرح إن الاهتمام بثقافة السلام قد طال كل قطاعات البشر في كافة أنحاء العالم، حيث تؤكد دراسات علم النفس الإعلامي أن رواج سلعة معينة لا يتوقف علي مجرد الإعلان عن وجودها وعرض مزاياها بل أن الرواج الأمثل إنما يتحقق بقيام ثقافة مساندة للسلعة تضمن لها دوام وتصاعد الطلب عليها. ويتطلب خلق مثل تلك الثقافة تشكيلا لخريطة الوعي بما تتضمنه من معايير وقيم واتجاهات بحيث يصبح الطلب علي تلك السلعة جزءا لا يتجزأ من نسيج تلك الثقافة.