بقلم : محمد بدوى
على نسق خصوصية المدينة التى صنعت أيقونتها في رفق التمهل من مزج رشيق متماسك القوام جمع بين الأثر الصوفي في لطف تواصله المسنود بالمحبة ، ثقافة الخدمة المدنية و التجارة المزهوة بالالتزام و القيم ، كان جزء من الكل الذي حمل تلك الخصائص المنتمية إلي الوجدان المشبع بالق التفاصيل التى تشكل بهاء الصورة الكلية فلامست اناقة يفوح عطرها اريجا حفز تواريخ الامكنة بالتميز و القدلة و المزاج ، إنتمى طوعا ووعيا إلى جيل المعلمين الذين كانوا نواة البذرة الاولي للمثقفين ، الفنانيين ، مدربي الرياضة و الرياضيين وقادة العلم السياسي و ادوار اخري بالاقليم ، تلك الانتماءات عمدته بتفردها ، فبادلها بحسن حال بان التقط القفاز و سار يعرف مبتغاه نحو ركن لدن الخاطر و الجناب ، التصق بالفعل و الابداع ، بين تسجيلات للقران باصوات مقرئين أجادو الرويات ، المادحين و المديح و الموسيقي المفتونة بالايقاع والصوت والتوزيع المحترف وما بين ذلك او بصيغة اخري ( مراعاة فروق الخيارات و الذوق ) .
يحيكم استريو النجوم ، او تتاخر التحايا عقب تقديم النجوم فلا فرق ، فجزالة العبارة جوهرها الوصل و التحايا وتقدم الجديد في عالم الفن والطرب، شكل استريو النجوم جزء من الوجدان المنتمى للسلم و المحب للاستماع و المرتبط باواصر المعاصرة للجديد في الساحة والمواسم، عبر فعلها في التسجيل والنسخ للاشرطة انذاك فمكنت المستمعين من الاقتراب من رغبتهم، و اتاحت الفرصة للموديين ولفنانيين من الاقليم لتسجيل اعمالهم وتوثيقها فكسرت حاجر كبير ارتبط بعلاقة صناعة الفن بالمركز او الخرطوم، بان جعلت الرقص على الصولات ممكنة .
هذا الدور الحيوى و الكبير كان بمثابة تعميد للذاكرة بما يمكن فعله بامكانيات متواضعة وصنعة غارقة في الجودة ، شكلت التزام عنوانه اناقة استاذ زكريا عمر و حركته التي تصل المدينة في مناسباتها .
دخلت تسجيلات استريو النحوم اغلب منازل المدينة باستئذان مفتوح لانها حملت جوهرا ارتبط بالسلام المطبوع على طريقة نسخها و طباعتها و بالاحساس العالى للبهجة في غنائيتها و الموسيقي و بالمديح المسدول جدائل صوفيته تسامحا والفة .
رحل أستاذ زكريا بعد عطاء امتزج و الجمال و الفعل البديع ، فيكون الرحيل لمؤسسة مدت الحال بالسهل فجسرت علاقة بالمدينة عميقا بصناعة الفن في تناص لفعل مؤسسي ساهم في جعل استريو النجوم جزء من تاريخها المدنى الحديث .
الف رحمة ونور ،و إلى زمرة الصالحين ، ( القوس …القوس )