تقرير هانم ادم

الظروف الاقتصادية والفقر المدقع كانا سببين أساسيين لعدم تمكن كفاح حسان من إكمال تعليمها، فقد كانت الأكبر سنا  بين أخواتها  ووالدتها تعمل  في أعمال هامشية (رزق اليوم باليوم) فتركت مقاعد الدراسة  لمساعدة أسرتها والعمل مع والدتها في الزراعة.

كفاح والتي نزحت من منطقة شقرا وتبعد حوالي (٢٥) كيلو متر من الفاشر حاضرة  شمال دارفور  نتيجة للصراعات والأوضاع الأمنية الهشة ليكون معسكر أبو شوك بالفاشر مستقرا آمنا لأسرتها لاحت لها بارقة امل لإكمال تعليمها عبر مراكز اليافعين فواصلت تعليمها والتحقت لتصل للصف الأول الثانوي ولولا تأخرها  في الدراسة بسبب ظروفها كان يفترض أن تكون في الجامعة.

ووصفت كفاح بصوت طفولي يحمل نبرات حزينة  الحالة الأمنية بدارفور بالرعب  بسبب الانفلات الأمني وقالت نسبة الأمن هناك لا تتجاوز ال(١‰) واضافت (زرعنا ولكننا لم نستطع حصاد ما زرعنا، ولاتسطيع والدتي  تركي بالمنزل والذهاب للزراعة فنحن نعيش حالة من الخوف والرعب) ووصفت أنفسهم  وكأنهم يتواجدون بدولة أجنبية  ونجبر للنزوح لمناطق أخرى. ) .

وكشفت كفاح عن معاناة النساء بشكل خاص من عدم توفر مراكز صحية بجانب عدم توفر كوادر صحية بالمراكز الموجودة هذا بجانب  عدم الاهتمام بتعليم البنات عموما وسيادة مقولة (البت حتى ولو قرت قانون مصيرها الكانون).

معاناة طفلات

وتعرضت كفاح  والتي كانت تسرد معاناتها كجزء من معاناة الكثير من الطفلات في مناطق النزاع بولايات دارفور  في لقاء بمجلس الوزراء ضم وزير  شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف والمستشار الإعلامي لرئيس الوزراء فيصل محمد صالح ومستشار رئيس الوزراء للنوع عائشة حمد بمناسبة اليوم العالمي للبنت  والذي يصادف الحادي عشر من أكتوبر في كل عام ونظمته  شبكة نساء القرن الأفريقي صيحة بالتنسيق مع جميعات البنات بمعسكر ابوشوك

وجمعيتي البنات بالشجرة وامدرمان   للحديث عن التمييز في التعليم الحكومي بين الريف والمركز وتساءلت عن الفرق بينهما واضافت لماذا يكون بالاطراف استاذ واحد لعدد (٨) فصول دراسية بجانب انعدام الكتاب المدرسي  وشددت على ضرورة تنفيذ مجانية التعليم حتى لا يكون التعليم رهينا للظروف الاقتصادية وتعجز الاسر عن تعليم ابنائها.

كفاح تمثل واحدة من الفتيات اللائي عملن بالكمائن اما   نور الدومة من معسكر أبوشوك والنازحة من منطقة كبكابية لم تكن قصتها بأفضل من سابقتها فقد اضطرت  بأن  تعمل  بكمائن الطوب وفي بعض الأحيان تغسل الملابس من أجل الحصول على بعض  النقود  علها تساعد أسرتها الفقيرة خاصة وأنها الأكبر سنا غير أنها تجد الكثير من المتاعب خلال رحلة عودتها للمنزل، وتشير إلى تعرض كثير من زميلاتها  للمشاكل والفقدان  نتيجة عدم توفر الأمن.

انعدام الامن

وفي ذات المنحى  قالت  الأستاذة بمركز المرأة بمعسكر ابوشوك صفية صالح بشير أن عدم توفر الأمن من أبرز التحديات التي تواجه  البنات  في دارفور وكشفت عن تهديدات من أفراد عسكريين للنساء مما اضطر المزارعات لعدم حصاد مزروعاتهن،  وتابعت تواجهنا إشكالية عدم  حضور الطالبات للفصول الدراسية بسسب استصحاب الأمهات للفتيات للزراعة خوفا من تركهن في المنازل وانتقدت عدم توفر الحماية، وأضافت أن الأمهات لم يستطعن حش مازرعنه بسبب عدم توفر الأمن، وأوضحت أن الفقر  مشكلة أساسية تواجه عملية تعليم البنات بجانب انعدام الخبز والكتاب المدرسي .

ولفتت إلى عدم وجود مراكز للصحة الإنجابية وأرجع  زيادة معدلات وفيات الأمهات لعدم توفر مراكز صحية واضافت (هناك بعض الأمهات يفضلن الولادة في المنزل بسبب غلاء تكلفة الولادة بالمستشفيات ).

وأشارت الى تعرض كثير من الفتيات بدارفور للعنف نتيجة عملهن في مهن شاقة (كصناعة الطوب وغيرها ) وطالبت بإنشاء مراكز صحية.

معاناة الشرق

وفي سياق متصل استعرضت ممثلات بولايات شرق السودان أبرز المعوقات التي تواجه البنات المتمثلة في ختان الإناث وعدم وجود  المعلمين وعدم توفر الكتاب المدرسي بجانب مشاكل في تعليم البنات، واشرن إلى وجود ثلاثة مدارس فقط بمحلية سنكات مما يجعل الطفل يسير مابين، (2 – 3) ساعات  للوصول لأقرب مدرسة وطالبن بزيادة المدارس والمعلمين وشكين من زيادة الفاقد التربوي نتيجة لتلك العوامل.

زيادة الجهود

من جهته أشار وزير مجلس شؤون الوزراء خالد عمر إلى أن نسبة زواج الطفلات في السودان تصل إلى (٣٨٪) وحوالي (٤٩٪) من البنات متواجدات خارج التعليم الأساسي، وأكد ان أوضاع البنات تتطلب المزيد من الجهود و الدعم في مجالات الصحة والأمن والتعليم وعدد من المجالات الأخرى، ويجب وضع قضايا البنات كأولوية عند النظر في قضايا السلام ومن المهم ان يتوفر لهن الأمن والحماية و السلام.

تحديات متعددة

وأقرت مستشارة النوع الإجتماعي بمجلس الوزراء عائشة  حمد مستشارة النوع الإجتماعي بوجود تحديات رغم إقرار الدولة بعدد من الحقوق والتوقيع على اتفاقيات و قوانين دولية لحفط الحقوق لكن يجب ترجمتها على أرض الواقع، وتوجد عدد من المشاكل المتداخلة، واعتبرت هذا  اليوم فرصة للبنات وللحكومة لعكس ماتواجهه البنات من مشاكل،  وشددت على أهمية تضافر الجهود وأكدت إلتزام الحكومة بوضع سياسات وبرامج لحل القضايا التي تهم الفتيات في السودان، بالإستماع لقضاياهن ومشاكلهن وإيجاد حلول.

هاجس الأمن

واكد المستشار الاعلامي لمجلس الوزراء فيصل محمد صالح  ان الامن وخدمات الصحة والتعليم من اساسيات الدولة واولوياتها، واقر  في الوقت ذاته بأن الأمن اصبح هاجسا مزعجا   بسبب الازمات المتلاحقة بكل ولايات البلاد واشار لوجود معاناة كبيرة وقال (البلد مليانة مشاكل)، وامام الحكومة عمل كبير للوصول للحقوق الأساسية وعد الأمن من ابسط الحقوق التي يحتاجها الانسان.

واشار الى معاناة الكثير من الفتيات بسبب عدم توفر الحماية الكافية والرفاه ونبه لميلاد ونشأة غالبية الفتيات بمعسكرات النزوح ما ضاعف من معاناتهم وقلص من حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية   كالصحة والتعليم والامن واضاف  الفتيات السودانيات يستحقن حياة افضل والعيش بكرامة.

وشدد فيصل على ضرورة استشعار المسؤولية واشار لوجود اشخاص لم يسمهم قال انهم يفكرون بأنانية وذاتية وقطع حال انتفت هذه الروح  ستنتهي الخلافات الداخلية، ونوه الى ان الأمن مسؤولية مجتمعية وتتطلب تضافر الجهود.