بقلم : محمد بدوي

حملت وسائل الأخبارتصريح للفريق مالك عقارعضو المجلس السيادي الإنتقالى ورئيس لأحد فصائل الحركة الشعبية لتحريرالسودان تلخص فى أن الحركة لم تبتعث ممثلا لها فى اجتماعات تحالف قوي الحرية والتغيير بالمقابل جاء الرد على التصريح ببيان صادر باسم الحركة الشعبية بتوقيع” ياسرعرمان نائب عقار فى رئاسة الحركة،، الحاج بخيت، احسان عبدالعزيز و منال الأول ” تلخص فى موقف مناهض ” الحركة جزء من الحرية والتغيير وستظل تناهض الانقلاب ” .

ما يمكن استخلاصه من التصريحين وصول الحركة الشعبية الى مرحلة انشقاق مرتبطة بالمواقف بين الرئيس ونائبه الذي شغل منصب المستشار السياسي لرئيس الوراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك ،مثل أحد مفاوضي تحالف الحرية والتغيير مع المكون العسكري حتى يوليو2022، كان عرمان قد أعتقل صبيحة انقلاب 25 أكتوبر2021 وفقا لمصادر موثوقة فشلت محاولات دولة جنوب السودان وعقار من اطلاق سراحه انذاك،لموقف عرمان الرافض على شرط التزامه موقف الحركة المرتبط بوجودها فى السلطة أى ما يفهم منه عدم مهاجمته و انتقاده للانقلاب.

موقف عقار جاء يعبر عن النظر الى مكاسب اتفاق السلام 2022 على النيل الازرق بمنح الحكم الذاتي، ما يسند هذا يتطلب الرجوع الى بداية أحداث 2011 اي بداية الحرب بين الخرطوم والحركة شمال وفقا لمصادر موثوقة أن عقار لم يكن على وفاق مع فكرة الحرب الثانية وهو ما جعله ينتظر لأشهر حاكما بالنيل الأزرق الى أن باغته هجوم الخرطوم لعل هذا يظهر أكثر وضوحا فى مساعيه للتوقيع على الاتفاق الذى عرف ب(نافع-عقار) فى 2011 باديس ابابا الذي تنكرت له الخرطوم بعد وقت قصير.

بالنظر الى بداية الحرب و اثرها فى النيل الازرق اظهرت استرخاء تاما من قبل عقار بما قاد الى الى اعتقال 126 من عضوية الحركة من العسكريين ومحاكمتهم بالاعدام لاحقا، الى جانب خروج عقار ومجموعة اخرى من عضوية الحركة بعد مجهودات الى مناطق امنه،عند اشتعال الحرب كانت النيل الازرق الاضعف عسكريا مقارنة باقليم جبال النوبة قيادة الفريق عبدالعزيز الحلو، الى ان اسعفت الحركة بالنيل الأزرق بعض المعارك التى عززت من قدرتها العسكرية لكن جاء ذلك بعد أن نفذت الخرطوم هجوم العقاب الجماعي الذى نتج عنه حالة واسعة من النزوح ، فى توقيت مثلت فيه جبال النوبة واقعا مختلفا من الناحية العسكرية برز فى الاستعداد المبكر لأسوء الإحتمالات من قبل الخرطوم.
رغم ان كلا المنطقتين تعتبران مغلقتان جغرافيا سوي الحدود مع الحليف التاريخي جنوب السودان تمكن الحلو من الاستفادة من الزخم التاريخي والميزة العسكرية لمجموعات المنطقة بتدشين حملة تجنيد واسعة حيث شكلت جبال النوبة منطقة تماس بدات منها الحركة الام الحرب فى 1983،سعي قطاع الشمال منذ 2010 الى خلق تحالف للمعارضة بدا بوثيقة الفجر الجديد ثم تحالف الجبهه الثورية تحالف نداء السودان فى 2014 وجميعها ارتبطت بمحفز تجربة تحالف الاجماع الوطني 2009 الذى دشن بجوبا انذاك،لكن ظلت الانقسامات تتري لاسباب كيفية قيادة التحالفات والتباينات الايدلوجية بين المكونات حتي جاء هجوم ابوكرشولة 2014 ليضع حدا لتمضي الحركة الشعبية فى التصدي لهجمات الخرطوم حتي 2017 بما شكل زحما تاريخيا ارتبط بظروف موضوعية مرتبطة بجبال النوبة تاريخيا وسياسيا وعسكريا.

وهنا يطل السوال هل كانت تجربة الحرب 2011 تم الاستعداد لها سياسيا بتوازن بين المنطقتين مع الاخذ فى الاعتبار بعض المالات فى اتفاق السلام الشامل من واقع ارتباطه بالمشورة الشعبية ،و لا سيما ما برز من مسالة مسارات المساعدات الانسانية التى ظلت الى ان تم اول اختراق لها فى الفترة الانتقالية، ايضا تقديم العسكري على الشق السياسي فبعد بداية الحرب في 2011 فقدت الحركة عدد مقدرا من عضويتها المدنية التي مثلت قوام عريض فى قطاع الشمال و ركزت على الحسم العسكري والتفاوض الذي ظل يصل الى الصفر فى جولاته التى فاقت ال15 جوله.
سارعت الحركة بارسال وفد الى الخرطوم فى 2019 عقب سقوط نظام المؤتمر الوطني فاشعل ذلك التنفاس بين مكونات الحركات فانتهي الامر بمشاركة اجسام مختلفة الى بداية ملف السلام فى ظل المجلس العسكري الامر الذي انتهي الي اتفاق جوبا 2020 الذي مثل مسرح الخلاف الان بين عقار وعرمان وهو جهد شاركا فيه هذا الموقف ليعد الى الاذهان مسالة صنع السلام والموقف من التحول الديمقراطي.

فبالرجوع الي اتفاق السلام 2005 فمكاسبة قد تكون اقل من التى خرج بها اقليم النيل الازرق من اتفاق جوبا 2020 فى الاتفاق من نسب منها 40% من الموارد بالاقليم لمودة 10 سنوات 3-% من المناصب التنفيذية و حاكم للاقليم و نائب حاكم بغرب كردفان وغيرها ،فقد عاد عقار فى 2021 لما تركه ببسطام فى 2011 و لا سيما ن انقسام الحركة فى 2017 الذي لا مجال للخوض فى اسبابه احدث انقساما جعله يفقد اراضي كانت تحت سيطرته و اضعاف عسكري جعله يسارع فى مايو 2022 الى بدء التريبات الامنية لقواته لاكمال نصوص الاتفاق.

المشهد الراهن كان يمكن ايجاد مدخل لحله عبر نصوص الاتفاق و النص الذي يعطي الحق فى التحول لحزب مدني لان الازمة الان سياسية بامتياز لايمكن ممارستها عبرمواقف متناقضة فى السلطة وفى المعارضة معا، ياتي هذا الموقف ليشكل اعادة للتقزم لفكرة الحركة الاساسية المرتبطة تحرير السودان وفق المفاهيم التى فى منفستوها و ها هو المشهد يثير اشئلة ماذا بعد.

هل سيقود الامر الى اعادة النظر فى العلاقة بين الحلو وعقار مرة اخري استنادا لعدم وجود اسباب موضوعية حول خلاف فكري كسبب للانقسام انذاك.
أخيرا: صدرت اليوم عدة بيانات من مكاتب مختلفة للحركة داخل السودان تؤيد موقف الفريق الذى يقوده الأستاذ ياسر عرمان، بحثت كثيرا لأجد تلك البيانات فى أحداث النيل الأزرق الأخيرة فكانت محصلتي صفراً كبيرا، و ها أنا أنتظر كغيري من عرمان مقال تضامن مع ضحايا النيل الأزرق فقد تعودنا منك موقفاً فى كل الأحداث التى مرت على البلاد منذ ثورة 1924 وعلى عبداللطيف، وهاهي الأخبار تحمل معلومات عن إستقالة وزيرة الحكم الإتحادي بثينة دينار من منصبها إنحيازالقضايا السلام و ضد الإنقلاب، مما يجعلنا نقول لولا إتفاق جوبا لتأخير الإنقلاب أن لم يحدث .