بقلم /النور سليمان
 
الاختلاف بين النخب في بلادنا لاعلاقة له بقضايا الناس الدافع الأساسي لهذا الاختلاف هو التعارض في المصالح وشخصنة القضايا والدليل تكمن فيما قاله الرئيس نميرى رحمه الله في شكل سؤال استنكاري هو كم من المعارضين لمايو رفض المنصب الوزاري الذي عرض عليه؟ هذا لا ينفي ان عددا قليلا لا يتجاوز أصابع اليد الواحد اعتذر عن تولي المنصب
اما الغالبية فلم تكتف بالقبول يومها تغير الخطاب واستبدلت الكلمات الجافة وعبارات الذم لمايو وقيادتها بكلمات يتم اختيارها بعناية وتتم صياغتها في جمل تحمل في طياتها عبارات المدح والثناء والتعبير عن ما اكتشفه السياسيون الجدد في مزايا في الرئيس القائد وفي نظام هو في هذا ما يؤكد ان هناك اختلاف بين ثقافة النخبة وثقافة الجماهير لقد اعتادت النخبة ان تقرر موقفها على اساس العلاقة بالأنظمة الحاكمة لا على اساس العلاقة بالمجتمع
بهذا الفهم المخالف اسهمت النخب في القضاء جزئيا على إمكانية التطور نحو الديمقراطية مما مكن الانظمة الشمولية من اختراق الأحزاب وترويض قيادتها ومن فرض مشيئتها على الناس بعد أن تخلت النخبة عن دورها هو لايقتصر فقط على رسم خطوط المعرفة نظريا بل يتعدى ذلك إلى تشكيل رقابة شعبية صارمة على النظام السياسي لهذا يتحدث العقلاء عن أحياء سلطة المثقف الحقيقي المثقف العضوي سقوط المثقف هو المقدمة لسقوط المجتمع باسره والتعالي على الناس والتفكير نيابة عنهم يعني الضياع والدخول في دوامة العنف وغياب الاستقرار السياسي والمجتمع ” هذا عندما ننظر إلى الراهن السياسي والاجتماعي والاقتصادي في بلادنا الان نجد ان المشهد يتكرر ودونه اخر نقطة نقف فيها وهي التغيير وما ادراك ما التغيير وبداية مسلسل الاتفاقيات ابتدأ من الوثيقة الدستورية بكل مراحلها مرورا بالاتفاق السياسي وانتهاءا بالإطاري ليظهر جليا بما يدع مجال للشك ان الشعب العلم لديه نخب سياسية يفكرون نيابة عنهم ولا يجيدون التفكير ولا يعرف ادب الخلاف