بقلم : محمد بدوي
لعله من البديهي التساؤل حول أهمية ودوافع عرض قناة الجزيرة القطرية لحلقة ضمن برنامج الجريمة السياسية عن ” حادثة طائرة الناصر ١٩٩ ” فالقناة ومثلها أخريات على تركيز في المشهد السوداني ظل مسافة وقوفهم من المشهد السياسي في الفترة الإنتقالية مثقل بصراعات تخص بعض دول المحاور المرتبطة بالحالة السودانية تحت نفوذ المصالح والقيادة السياسية المسيطرة عقب سقوط نظام الحركة الإسلامية السودانية في أبريل ٢٠١٩، ليظل سؤال التوقيت وما وراء الحلقة يتطلب النظر سياسيا وليس مهنيا وهو ما أثبتته الحلقة التي لم تأت بجديد مترابطة، بل غاب عنها تميز الإضافة وهو المعيار الذي يقاس عليه نجاح مثل هذا العمل، ليظل السؤال العالق حول التوقيت، ولا سيما أن هنالك العديد من الملفات التي بدأ التحقيق فيها عقب سقوط النظام السابق لا تزال قيد السير بالرغم من إعاقة انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ لكثير من الجهود، لم الإعلان عن الحلقة قبل وقت كاف على غرار المتبع في مثل طبيعة هذه البرامج وأهمية الحدث من النواحي السياسية والقانونية .
الضعف وغياب الترابط بما يشمل السيناريوهات التي وردت في إفادات المستضافين بالحلقة، يطرح سؤال هل بذلت القناة جهدا لتقييم المحتوي بواسطة خبراء محترفين، بالإضافة إلي من هم على معرفة بالحادثة ممن كانوا على مقربة من المسرح السياسي وهو ما صار متاحا، والشاهد هنا إفادات بعض الشركاء في محاكمة انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩.
ما خلصت إليه الحلقة من سيناريوهات متعددة مع بينات ضعيفة يطرح سؤال هل تقصت القناة عن وجود تحقيق قيد السير في الحالة أم لا ؟ وتأثير ذلك على مسار التحقيق أن وبدأ أو اللاحق، عضم ظهر العلاقة بين هذه البرامج والواقع هي ان تشمل افادات من محققين سواء مرتبطين بالحالة أو السياقات المرتبطة بنمط حوادث الطائرات وارتباطها بضحايا سياسيين في حقبه محددة مع استصحاب تكرار ذات ماركة الطائرات في السجل، يظل مراعاة وقراءة الظرف السياسي الراهن بالسودان مرتبط بسؤال الحماية للشهود أو ذوي الضحايا وهو ما يعيدنا مره أخري لتوقيت البث مقروءا بشكل تقديري مع صمت أفراد أسرة الزبير محمد صالح عن المشاركة في الحلقة وهو من تم الترويج للإعلان عن الحلقة مقرونا بإسمه .
تاهت الحلقة في ظل غياب هدفها منذ البدء، كما تاهت مرة آخري في توجيه الخلاصة لأنه لم يعد من المهضوم التوجيه السياسي للأحداث عقب ثورة ديسمبر ٢٠١٨ فالأعناق صارت مشرئبة نحو الكشف عن الحقائق المرتبطة بالعلاقة بين الصراعات السياسية والحوادث التي شكلت نمطا في الفترة السياسية المنصرمة عبر الاحترافية والاضافة والنظر الي سلسلة الاحداث المرتبطة لأنها تمثل نمطا يجيب عن الحالات الفردية اللاحقة، لكن هاهو الأنتوف يغرق في السحاب قبل سقوطه .