الخرطوم سلاميديا
وقعت قوى سياسية ومدنية ومهنية وشخصيات ديمقراطية عامة على مذكرة تحت عنوان “ضد الحرب وضد العسكرة … معاً في جبهة مدنية لمناهضة عودة النظام البائد”،
ولخصت القوى الموقعة على المذكرة تعريف بطبيعة الحرب الدائرة واثارها الكارثية على البلاد وضرورة وقفها فوراً والتصدي لمخططات النظام البائد.
وفيما يلي تنشر سلاميديا نص المذكرة
نص المذكرة أدناه:
ضد الحرب وضد العسكرة … معاً في جبهة مدنية لمناهضة عودة النظام البائد
21 ابريل 2023
نحن الموقعين أدناه، مجموعة من القيادات المدنية والسياسة والأكاديميين، والقوى الديمقراطية عموماً، نقف ضد الحرب الجارية في بلادنا، والتي أشعلها التيار الأصولي الشمولي للحركة الإسلامية بين القوات المسلحة وبين قوات الدعم السريع. إنها حرب المنتصر فيها خاسر، تقوم على أشلاء الضحايا الأبرياء، وتسعى عبرها الحركة الإسلامية للثأر من ثورة ديسمبر المجيدة ولإستعادة حكمها التسلطي الموؤد، بارتكابها الآن للفظائع تحت شعارها اليائس البائس: فلترق كل الدماء.
لقد حصدت الحرب المستمرة في كافة أركان البلاد، وخلال أقل من الأسبوع، المئات من القتلى والآلاف من الجرحى من المدنيين الأبرياء- أطفالاً ونساءاً ورجالاً- حيث يتم ترويع وإرهاب المواطنين، وحرمانهم من الخدمات الصحية بقتل ومحاصرة الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، وإستهداف المستشفيات بالقصف وإخراجها من الخدمة، إضافة لبدء موجات النزوح الداخلي واللجوء لدول الجوار لعشرات الآلاف من المُروعِين بالعنف، وتسببها في الدمار الهائل للبنى التحتية الهشة في البلاد، من مستشفيات، وإمدادات الكهرباء والمياه، والمدارس، وغيرها من بنى تحتية أساسية. كما يواجه المواطنون الحصار وعدم الحركة في الوصول لأهلهم وللمناطق الآمنة، واستحالة حصولهم على الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء والماء والكهرباء، وعدم إستقرار الإتصال والإنترنت، وإحتمال الدخول في تعتيم كامل بالبلاد.
نطالب، نحن الموقعون، المجتمع الدولي بممارسة أقصى الضغوط لإيقاف الحرب، خاصة القصف الجوي ومضادات الطيران، وتنظيم مسارات ومناطق آمنة لتقديم العون الإنساني العاجل، بإدارة ومراقبة أطراف دولية وسودانية محايدة.
ونحن إذ نقف ضد هذه الحرب، ندرك أن هدفها الخفي والنهائي هو عسكرة الحياة في بلادنا، والقضاء على جذور وبذور الحياة المدنية والحكم المدني الديمقراطي الذي إنتصرت له ثورة ديسمبر بسلميتها، وفي دكها لحصون إستبداد وتسلط الإسلام السياسي والمؤتمر الوطني، والذي يعمل عبر حربه الضروس الحالية لهزيمتها وإعادة عقارب الساعة الى الوراء… ولكن هيهات.
إن إنحيازنا ونضالنا المشهود من اجل الديمقراطية الكاملة خلال العقود الثلاثة من تسلط المؤتمر الوطني، لم يستثني قضية الجيش الوطني المهني الواحد كأحد مداميك الحكم والدولة المدنية، في مقابل تعدد الجيوش والمليشيات التي صنعها النظام البائد. فنحن أدرى بما فعلته هذه الجيوش المتعددة من صناعة المؤتمر الوطني في حروبها ضد مواطنيّ جنوب السودان ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وغيرها من مناطق. إن معارك اليوم ليست في سبيل إصلاح المنظومة العسكرية والأمنية في شي، بل هي حرب عسكرة الحياة ضد مدنيتها، تحت راية إنقلاب إسلاموي أرعن يتستر عبر حملات الدعاية الحربية الرخيصة وتعبئة المواطنيين مهدوديّ الحيل منذ إنقلاب البرهان وحميدتي في 25 اكتوبر.
نحن الموقعين أدناه، نقف ضد تعدد الجيوش فيما سبق والأن وغداً. وسنهتف فقط شعب واحد جيش واحد بعد إكتمال كافة الخطوات السلمية للإصلاح الأمني والعسكري، وتحت مظلة وإشراف مشروع إنتقالي وطني مدني ديمقراطي.
لن ترهبنا المزايدة بالوطنية وحملات التخوين وخديعة توظيف إسم القوات المسلحة الباسلة في غير هويتها وتاريخها المجيد قبل محاولات تلويثه من قبل الطغمة الإسلاموية، كما لن تنجح الحملات الدعائية والإرهابية في خلق غطاء شعبي للحرب الجارية، فجماهير شعبنا أكثر وعياً، ولن تنطلي عليها الخدع والأكاذيب. وستقف سداً منيعاً ضد وأد ثورة ديسمبر الظافرة المنتصرة، وضد الحرب، وضد عسكرة الحياة، وضد أدلجة الحكم المدني الديمقراطي.
وإزاء الوضع الإنساني المآساوي الذي تمر به بلادنا الآن، فإننا نطالب المجتمع الدولي ممارسة أقصى درجات الضغط من أجل:
• *وقف إطلاق النار فوراً*، وبما يتيح حرية حركة المدنيين، وسهولة تزودهم بالمواد الغذائية أو الحصول على الاحتياجات الطبية وغيرها من إحتياجات اساسية.
• *إيقاف القصف الجوي *واستخدام مضادات الطيران، والذي يسبب خسائر كبيرة في الأرواح والمنشآت المدنية.
• *السماح للمدنيين* الذين يرغبون في مغادرة العاصمة وغيرها من مناطق ملتهبة الى المناطق والولايات المجاورة الآمنة بالمغادرة فوراً ودون التعرض لهم بالأذى أثناء مرورهم بمناطق تواجد القوات المتحاربة.
• *تقديم الدعم الإنساني* اللازم عاجلاً للمناطق التي تدور فيها الحرب، خاصة في الخرطوم ودارفور وكردفان، خاصة المستشفيات والأحياء التي لا تتوفر فيها المواد الغذائية.
• *ادانة ازدياد أنشطة عناصر نظام المؤتمر الوطني المباد* الذين باتوا يتوعدون ويهددون قادة الحركة الديمقراطية والمدنية في البلاد بالقتل والتنكيل. وفرض عقوبات على الذين أشعلوا الحرب وشاركوا فيها بنشاط ويرفضون ايقافها.
ختاما، فإننا نطالب بالضغط على طرفي الحرب للإيفاء بتعهداتهما في استعادة الانتقال المدني الديمقراطي وبسلطة مدنية كاملة. فالحرب لم تشتعل الا لإجهاض الانتقال. وايقاع عقوبات مستهدفة على اي طرف يخل بهذا التعهد.