تقرير سلاميديا
تعددت المبادرات المحلية للحد من آثار الوضع الإنساني الذي خلفته الحرب بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، بعد أن واجهت الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية الكثير من العقبات؛ الأمر الذي سبب مجاعة في عدد من ولايات البلاد. من بين هذه المبادرات ما ظلت تقوم به غرف الطوارئ والمجموعات الشبابية في مدن دارفور، وجهود إنجاح الموسم الزراعي لهذا العام، فضلا عن محاولات فتح المطارات في مدن دارفور لاستقبال المساعدات الإنسانية بعد أن أعاق فصل الخريف ايصال الاغاثة الى أرجاء الإقليم.
في هذا التقرير يرصد مركز سلاميديا هذه المبادرات وفاعليتها في مواجهة الآثار الإنسانية للحرب والمجاعة التي ضربت أجزاء واسعة من مدن ومعسكرات النزوح بدارفور.
مبادرات غرف الطوارئ
تنوعت المبادرات التي تقودها غرف الطوارئ بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور حيث نفذت خلال شهر يوليو 2024م مشاريع شملت توزيع مياه الشرب لأكثر من 1400 أسرة، ومشروع المطبخ الجماعي الذي استفادت منه 1173 اسرة، بجانب توزيع مواد غذائية شملت 200 أسرة. وبحسب غرفة الطوارئ والمراكز الصحية بنيالا فقد غطت المشروعات الثلاثة الممولة من المجلس النرويجي للاجئين NRC نحو 17 من أحياء المدينة.
ورصدت سلاميديا عدد 16 غرفة طوارئ في أحياء مدينة الفاشر ومعسكرات النزوح والمحليات والقرى بشمال دارفور؛ وتوفر تلك الغرف خدمات (المطابخ الجماعية لعدد 8870 أسرة في 96 مركزاً للإيواء، مواد غذائية لعدد 1011 أسرة، وسقيا مياه الشرب في عدد سبعة مراكز إيواء)، فيما أعلنت بعض غرف الطوارئ توقف خدماتها مؤقتاً بسبب انقطاع التمويل. وهناك مبادرات في بعض المناطق بالولاية لم يتمكن فريق سلاميديا من حصر الأسر أو الأفراد المستفيدين منها.
غرف طوارئ زالنجي
تم رصد عدد تسع غرفة طوارئ بولاية وسط دارفور توفر خدمات تمثلت في (سلال غذائية، معالجة سوء التغذية لدى الأطفال، ومطابخ جماعية). بلغ عدد المستفيدين من تلك الغرف حوالي 1150 أسرة وأكثر من 310 طفل مصاب بسوء التغذية.
غرف طوارئ الضعين
تحت مظلة غرفة الطوارئ الإنسانية في ولاية شرق دارفور، نشطت مجموعة من الغرف الفرعية وعملت على تقديم خدمات شملت (المطابخ الجماعية، السقيا، والمواد الغذائية)، الا ان فريق سلاميديا لم تتوفر له إحصاءات عدد الأسر التي استفادت من الخدمات التي قدمتها غرف الطوارئ بشرق دارفور.
غرف طوارئ الجنينة
بادرت غرفة طوارئ الجنينة بولاية غرب دارفور باستقطاب الدعم لتوفير المواد اللازمة إلى غرف الطوارئ بأحياء المدينة؛ وتمكنت في أغسطس 2024م من تسليم دعم لعدد خمسة مطابخ جماعية (ام دوين، اردمتا، حي الزهور ومقطاع) وهي مطابخ تقدم وجبات يومية لمئات الأسر التي تضررت جراء الأمطار والسيول، لكن فريق سلاميديا لم يتمكن من ايجاد احصائيات تشير الى عدد الأسر والأفراد الذين استفادوا من الوجبات التي قدمتها تلك المطابخ الجماعية.
تأتي فلاحة الأراضي الزراعية في إقليم دارفور ضمن الحلول التي يعتمد عليها المجتمع في تحقيق الأمن الغذائي، وتجاوز المجاعة التي ضربت أجزاء كبيرة من دارفور. تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بالإقليم حوالي 55 مليون فدان؛ أي ما يعادل ثلث الأراضي الزراعية في السودان.
وتفيد تقارير حكومية سابقة، أن جنوب دارفور وحدها تمتلك 18 مليون فدان صالحة للزراعة؛ إلا أن سلطة الولاية خططت لزراعة تسعة مليون فدان فقط في هذا الموسم، بسبب فقدان كل مدخلات ومقومات الزراعية مثل (التقاوى، الآليات الزراعية، الأسمدة والمبيدات، وآليات رش ومكافحة الآفات)، وفقاً لـدارفور24
بينما تقدر المساحات الزراعية في شرق دارفور بنحو 13 مليون فدان، يستغل منها سنوياً سبعة مليون فدان؛ غير أن المزارعون وأصحاب المحلات التجارية للآليات الزراعية رجحوا تقلُص المساحات الزراعية هذا الموسم إلى أقل من 50%؛ علاوة على تهديد الآفات المواسم الزراعية في كل عام.
أما ولاية غرب دارفور بها ثمانية مليون فدان صالحة للزراعة، يستغل منها ثلاثة ملايين فقط. ووضعت سلطة الولاية في هذا الموسم خطة لزراعة حوالي 2.1 مليون فدان هذا العام لتحقيق الأمن الغذائي بواقع انتاجي يقدر بـ 207 ألف طن.
وفي ولاية وسط دارفور تبلغ الأراضي الصالحة للزراعة 3.4 مليون فدان. وقد شهدت الولاية تراجعًا كبيرًا في الإنتاج الزراعي والمساحات المزروعة في الموسم السابق الى أقل من مليون فدان من جملة 3.4 مليون فدان، من المساحات التي كانت تزرع في المواسم السابقة. دارفور 24.
في مارس الماضي أعلنت وزارة الزراعة بولاية شمال دارفور انها تخطط لزراعة 5.3 مليون فدان في الموسم الزراعي الحالي، لكن بعد اندلاع الحرب أصبح لا توجد اي معلومات عن المساحات التي تمت زراعتها.
ووفقاً لما ورد في الجداول المرفقة لهذه التقرير، فإن غرف الطوارئ في الولايات الخمس أسهمت بصورة كبيرة في تخفيف معاناة المواطنين الذين يواجهون الجوع والآثار الكارثية للحرب والسيول والفيضانات. ومن خلال ما توفر من معلومات عن الجهود التي تبذلها غرف الطوارئ، بات من الضروري أن توفر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الدعم لهذه الغرف ليستمر جهدها في المطابخ الجماعية كواحدة من المبادرات الفاعلة حتى الآن، فيما يتطلع المواطنون أن يسهم الموسم الزراعي الحالي في الحد من المجاعة.