تقرير سلاميديا 

ظلت المعابر الحدودية المؤدية الى دارفور مغلقة أمام تدفق المعونات الانسانية نتيجةً للحرب والكوارث الطبيعية من سيول وأمطار. وتم الإعلان عن فتح معبر أدري الحدودي بين السودان وتشاد، لتوصيل المعونات الإنسانية الى دارفور؛ عليه وصلت أول شحنة مساعدات في 20 أغسطس.

في هذا التقرير تسلط سلاميديا الضوء على عملية فتح المعابر والتحديات التي تواجهها، إضافة إلى ردود الأفعال الداخلية والخارجية حول جدوى فتح تلك المعابر.

المعابر 

تبع إعلان مجلس السيادة في السودان التزامات من قبل طرفي الحرب أمام لجنة الوساطة المشكّلة من مجموعة دول الوساطة والأمم المتحدة في جنيف؛ وبناءً عليه أصدرت الوساطة في 23 أغسطس بياناً تؤكد فيه التزام الطرفين بفتح معبري أدري والدبة.

 

معبر أدري

تفيد تقارير الأمم المتحدة بأنه تم نقل 1,814 طن متري من المساعدات الإنسانية محملة في 59 شاحنة عبر معبر أدري ما بين 20 الى 30 أغسطس 2024م؛ شملت (مواد غذائية، مواد إيواء، مواد طبية، وتغذية علاجية) لمساعدة قرابة الـ 195 ألف فرد، ما يعادل 45% من جملة الأفراد الواقعين في المرحلة الخامسة من المجاعة في مناطق مختلفة بالإقليم. ويجري حالياً إعداد نحو 128 شاحنة من المساعدات لاعانة 355 ألف فرد في مقبل الأيام. ولاحظ فريق سلاميديا أنه من جملة شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت عبر معبر أدري في الفترة من 20 – 30 أغسطس، خصصت منها 47 شاحنة لولاية غرب دارفور، لأسباب ربما تتعلق بإعلان مدينة الجنينة منطقة كوارث  أو لقربها من الحدود.

 

مناطق وصول المساعدات

 

وأفاد ضو البيت يعقوب مدير الوكالة الدولية للإغاثة والعمليات الإنسانية في غرب دارفور لسلاميديا، أن المساعدات انسابت إلى الولاية عبر معبر أدري، ويجري توزيعها الآن في 11 وحدة إدارية بمحليتي سربا وكرينك، وأضاف أن جملة المساعدات التي وصلت الولاية غير كافية لتغطية الحاجة الكلية.

وذكرت حفيظة عبدالله ، الناشطة الحقوقية بولاية وسط دارفور، لسلاميديا أن المساعدات الإنسانية لم تصل الولاية، و أرجأت ذلك إلى العوامل الطبيعية المتمثلة في انقطاع الطرق بسبب السيول.  وأكد ذلك مدير الوكالة الدولية للاغاثة، والأعمال الإنسانية، خالد اسماعيل لسلاميديا، أن ولاية وسط دارفور لم تصلها أي اغاثة بعد، وأكد بأن الشاحنات مكدسة في منطقة مورني بسبب إنهيار الجسر الرابط بين ولايتي غرب ووسط دارفور.

 

تحديات وصول المساعدات

واجه وصول وتوزيع المساعدات الإنسانية مجموعة من التحديات، منها ضمانات حماية العاملين في المجال الإنساني، وهوما أشارت إليه الوساطة في بيانها بتاريخ 23 أغسطس. وفيما يتعلق بتصاديق عبور المساعدات، أشار توم بيرلو، المبعوث الأمريكي للسودان، أنهم توصلوا إلى اتفاق مع طرفي الصراع يقضي بتسهيل استخراجها. بينما رصدت سلاميديا في تقرير سابق عن الكوارث الطبيعية في دارفور أن من بين تلك التحديات انقطاع الطرق الرابطة بين مدن دارفور بسبب السيول والأمطار.

وفي هذا السياق تحدث خبراء لسلاميديا حول عملية فتح معبر أدري الحدودي وأثره على إنقاذ حياة الجوعى.

وقال آدم مهدي، مدير صحيفة دارفور 24 أنه بالرغم من إمكانية مساعدة المعابر في تقليص الضائقة الغذائية في الإقليم بعد موافقة القوات المسلحة على ذلك؛ إلا أن العملية مواجهة بعض التحديات عددها في قلة الخبرة لدى قوات الدعم السريع في إدارة العملية وعدم قدرتها على حسم الفوضى.

ومن جانبه شدد محمد حسن، مدير شبكة دارفور لحقوق الإنسان، على ضرورة التزام أطراف الحرب بالقانون الدولي الإنساني والسماح بوصول المساعدات لإنقاذ أرواح المدنيين. مكرراً المطالبة بتدخل المجتمع الدولي بكل السبل براً وجواً لإيصال المساعدات.

من الواضح إن فتح معبر ادري الحدودي ساهم في دخول كمية من المساعدات ستنعكس على تخفيف حدة الحاجة للغذاء في الإقليم؛ بينما لم يتم رصد أي حركة مساعدات عبر معبر الدبة. بالرغم من تذليل محادثات جنيف الأخيرة لعدد من العقبات المتعلقة بوصول المساعدات،إلا بعضها لا زال قائماً، خاصة المتعلقة بالأمطار والسيول، ما انعكس على إمكانية وصول المساعدات الى جميع مناطق الاقليم.

هذا ولم يتم رصد أي معونات إلى ولايات جنوب وشرق ووسط دارفور لم تصلها معونات، ربما يعود ذلك للأسباب المتعلقة بانقطاع الطرق بسبب الأمطار والسيول؛ وبالنظر إلى خريطة الطرق، فإن معبر الدبة هو الأنسب لتوصيل المساعدات إلى تلك الولايات.