سلاميديا: القاهرة
غيب الموت، أمس الأحد، الشاعر السوداني الكبير محمد المكي إبراهيم، الذي يعد من أميز الشعراء في الوطن العربي، وأحد الذين نهضوا بالتجربة الشعرية في السودان، كما اشتهر بأشعاره الثورية إبان حقبة الستينيات.
شهدت مدينة الأبيض في ولاية كردفان مولد الشاعر محمد المكي في 10 مايو 1937. وعرف منذ قصائده الأولى بميله لقضايا شعبه ونهضته وانحيازه لقيم الخير والسمو والمساواة.
تخرج محمد المكي من جامعة الخرطوم، بعد تخصصه في الأدب العربي، وعمل بالسلك الدبلوماسي ممثلا للسودان في كثير من المحافل الدولية.
أسس مع رفقيه شعراء الستينيات “محمد عبدالحي، والنور عثمان أبكر” ما عرف بمدرسة الغابة والصحراء، وهي تجربة شعرية غنية حاولوا عبرها معالجة قضية الهوية السودانية شعريا بالمزج ما بين الهويتين العربية والأفريقية.
اشتهر محمد المكي إبراهيم بقصائده المعروفة باسم “الأكتوبريات”، وهي مجموعة من القصائد الشعرية تؤرخ وتمجد ثورة أكتوبر (1964) ضد النظام الديكتاوري في السودان في تلك الحقبة، وصدرت هذه الأشعار في ديوان حمل نفس الاسم.
إلى جانب الشعر كتب محمد المكي إبراهيم الرواية والمسرحية وفي النقد الأدبي، إذ صدرت له رواية “آخر العنابسة”، ومسرحية “مزرعة اليمام” – قيد الطبع، وفي الفكر والنقد أصدر “الفكر السوداني، أصوله وتطوره” و”بين نار الشعر ونار المجاذيب”، أما في الشعر فصدر له دواوين: “أمتي” 1969، “بعض الرحيق” 1976، “في خباء العامرية” 1986، “يختبئ البستان في الوردة” 1989.
قبل رحيله بأيام -الأسبوع الماضي- منح الاتحاد العالمي للشعراء، محمد المكي إبراهيم جائزة “شاعر السودان” للعام 2024 مع ترشيحه لجائزة “شاعر العرب”. وجاء اختياره في التوجيه الصادر من الاتحاد العالمي للشعراء عن طريق رئيسه عبدالله الخشرمي.
برحيل الشاعر محمد المكي إبراهيم تفتقد الساحتين الثقافية والأدبية في السودان رمزا كبيرا من رموزها وروادها، وأحد الذين عملوا بجد ومثابرة على تطوير التجربة الأدبية السودانية ونقلها إلى براحات أوسع عربيا وعالميا.
محمد المكي إبراهيم، الشعر السوداني،