سلاميديا: الخرطوم
يواجه مواطنو منطقة السامراب في مدينة بحري شمال العاصمة السودانية الخرطوم أوضاعا صحية كارثية جراء تفشي أمراض الكوليرا وحمى الضنك والملاريا ومختلف الحميات القاتلة، في ظل تدهور بيئي وانعدام كامل للأدوية المعينة على التعافي وتوقف المشافي والمراكز الصحية جراء المعارك العنيفة التي شهدتها المنطقة منذ اندلاع الحرب قبل عام ونصف العام وارتفاع وتيرتها خلال الشهرين الأخيرين.
ووفقًا لعضو غرفة طؤارئ السامراب، أحمد الحاج، فإن المنطقة “قدمت 144 جثمانًا خلال 5 أيام فقط، ومعظم الوفيات أسر كاملة”.
وبحسب منشور لأحمد على منصة فيسبوك، “الثلاثاء” فـ”الأب يشيل جثمان بنته وولده وزوجته، والأب يشيلو الجيران إلى مثواه الأخير”، مضيفا أن “الموت يخيم على السامراب مع خطر البقاء في عدمية ما هو منقذ للحياة”.
الطبيبة “ن. أ” أكدت لـ”سلاميديا” كارثية الوضع ليس في منطقة السامراب وحدها بل في ولاية الخرطوم بأكملها، مشيرة إلى انتشار وباء الكوليرا ومرض حمى الضنك بين المواطنين المحاصرين بالحرب والفقر وانعدام الدواء.
وأضافت “ن. أ” أن علاج الكوليرا في ظل هذه الظروف القاهرة أسهل من علاج حمى الضنك، فبالقليل من التوجيه الصحي يمكن لأهل المريض إعداد المحاليل التي تساعد على إيقاف “الكوليرا” وذلك بخلط الماء بعد غليه بالملح والسكر مع الاهتمام بالنظافة الشخصية، أما حمى الضنك فتعالج الآن بـ”البندول وحبوب لزيادة الصفائح الدموية” لكنها للأسف غير متوفرة في الخرطوم، وطبعا تحتاج إلى التغدية الجيدة وشرب الكثير من المشروبات المغذية للترطيب وزيادة الدم”.
عضو طوارئ السامراب ذكر أن شباب المنطقة “هم الآن في وضعية النفير والتكاتف الشعبي، مشكلين مع بعضهم البعض أفضل دور في رحلة البحث عن الدواء وتوفيره للمرضى”.
تسببت حرب الخامس عشر من أبريل في تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان إذ تفشت المجاعة وانتشرت الأمراض مثل الملاريا والكوليرا وحمى الضنك، إضافة إلى تعرض معظم الولايات السودانية لكارثة السيول والأمطار خريف هذا العام.
وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية من أن “أكثر من نصف سكان السودان يعانون من الجوع، وتزيد ندرة الأدوية واللوازم الطبية والكهرباء والمياه النقية بسبب تفاقم الأزمة”.
وفي آخر تحديث إنساني لها، نشر في 1 أكتوبر، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن “الانخفاضات الكبيرة في معدلات التطعيم وتدمير البنية التحتية الصحية نتيجة للحرب، تعني أن السودان يتصارع مع تفشي أمراض متعددة، بما في ذلك الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة والحميراء”.