سلاميديا: كمبالا
اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها باغتصاب عشرات النساء والفتيات وممارسة الاستعباد الجنسي، في ولاية جنوب كردفان منذ سبتمبر 2023.
وأكدت المنظمة في تقرير بتاريخ اليوم الاثنين، إن أعمال العنف الجنسي تشكل جرائم حرب وقد تشكل جرائم ضد الإنسانية، وتدعو إلى الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة.
وقالت المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش، بلقيس والي “وصفت الضحايا تعرضهن للاغتصاب الجماعي أمام عائلاتهن أو لفترات طويلة، في حالات شملت احتجازهن للاستعباد الجنسي من قِبل مقاتلي قوات الدعم السريع”.
وطالبت والي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي التحرك فورا لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة.
وبحسب التقرير أجرت هيومن رايتس ووتش في أكتوبر 2024، مقابلات مع 93 شخصا حضوريا وعن بُعد، 70 منهم كانوا في مخيمات غير رسمية للنازحين في منطقة جبال النوبة بولاية جنوب كردفان، التي تخضع حاليا لسيطرة “الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال” (الحركة الشعبية).
أجرى الباحثون مقابلات مع سبع ضحايا اغتصاب، قالت إحداهن إنها احتُجزت مع 50 امرأة أخرى واغتُصبت مرارا على مدى ثلاثة أشهر. كما أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع 12 شخصا قالوا إن قريباتهم أو صديقاتهم تعرضوا للاغتصاب، وفي كثير من الحالات في حوادث شهدوها بأنفسهم.
ووفقا للتقرير فإن الضحايا وشهود آخرون قدموا معلومات عن 79 فتاة وامرأة، تتراوح أعمارهن بين 7 و50 عاما، أبلغن عن تعرضهن للاغتصاب.
وكانت معظم الحوادث الموثقة اغتصابات جماعية وقعت منذ 31 ديسمبر 2023، في بلدة هبيلة وحولها، وفي قاعدة لقوات الدعم السريع، وشملت أيضا ضحايا من بلدة فايو، على بعد حوالي 17 كيلومتر جنوب هبيلة، في جنوب كردفان.
وأوضح التقرير أن الضحايا والشهود أكدوا إن المهاجمين كانوا جميعا أعضاء في قوات الدعم السريع يرتدون الزي الرسمي، أو أعضاء في ميليشيات حليفة، وإن بعض الضحايا يعرفن بعض الرجال بالاسم من مجتمعهن.
وأفاد التقرير أن هذه النتائج تتوافق مع تقرير صدر مؤخرا عن “البعثة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان” التابعة للأمم المتحدة، الذي خلص إلى أن قوات الدعم السريع ترتكب العنف الجنسي على نطاق واسع، بما يشمل حالات عديدة من الاستعباد الجنسي.
وطالبت هيومن رايتس ووتش الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الضغط على الأطراف المتحاربة لإنهاء العرقلة المتعمدة المستمرة للإمدادات الإنسانية وعمل الموظفين بسبل تشمل رفع القيود البيروقراطية الحالية فورا. كما ينبغي لهم أيضا إدانة نهب المساعدات والإمدادات الطبية من قبل قوات الدعم السريع.