سلاميديا: كمبالا
اتهمت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” الحكومة في بورتسودان بالافتقار للأخلاق، بعدما أعلنت الأخيرة انسحابها من “التصنيف المتكامل لمراحل انعدام الأمن الغذائي” (IPC) وهي أداة دولية تعتمد على تحليل شامل لقياس مدى انعدام الأمن الغذائي في الدول والمناطق المختلفة.
وقالت تقدم في بيان اليوم، اطلعت عليه سلاميديا، إن القرار يأتي في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي خلفتها حرب 15 أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التي أثرت بشدة على قدرة الدولة على معالجة القضايا الإنسانية الملحة.
وأضاف البيان إن القرار يقدم منهج “سياسة الإنكار” على حياة الناس ومساندتهم في محنتهم، ويعزز من حقيقة عدم شفافية “سلطة بورتسودان” في حديثها عن الأوضاع الإنسانية.
ويثير تساؤلات حول دقة المعلومات المقدمة منها عن أوضاع الأمن الغذائي، وسيؤدي حتماً إلى تراجع المنظمات الدولية التي تعتمد في تقديمها للمساعدات على التصنيف المتكامل لتحديد المناطق الأكثر احتياجاً للمساعدات.
وحذر البيان من أن يؤدي هذا الانسحاب إلى تقليل الدعم الموجه للسودان بسبب غياب بيانات دقيقة ومعتمدة دولياً، مما سيؤدي بصورة مباشرة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وتابع: في ظل غياب هذا التصنيف، ستتأثر خطط مواجهة انعدام الأمن الغذائي وتوزيع المساعدات، ويزيد ذلك من صعوبات التنسيق بين الجهات الإنسانية المحلية والدولية.
وقال البيان إن هذه السياسات موروث قديم متجدد من دولة النظام القديم، ظلّ في حالة إنكار دائم لكل الكوارث الإنسانية دون أن يبدي تعاونًا مع المحيط الدولي والمؤسسات المختصة.
وأشار إلى هذه السياسات جعلت السودانيين يواجهون الكوارث في عزلة كاملة عن أي جهود حقيقية قد تخفف من وطأتها. مطالبا بأن تجد مثل هذه السياسات ردود فعل مناسبة من أصحاب الضمير الحي والأخلاق، والقوى الديمقراطية والمدنية التي تؤمن بأن حياة الناس ومعاشهم مقدمة على المكسب السياسي المتوهم.
وقالت تنسيقية تقدم إنها ظلت تكرر أن ما وصفتها بـ”سلطة بورتسودان” لا يمكن أن تؤتمن على حياة السودانيين ومعاشهم، وأن منهج المجتمع الدولي ومؤسساته في التعامل معها يحتاج إلى مراجعات موضوعية، فيما يلي تدابير حماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.
وأضافت “لابد من المزيد من الضغط عليها، لأن حياة السودانيين ليست رهينة لتصرفاتها غير المسؤولة، حيث يدفع السودانيون طيلة العشرين شهرًا من عمر الحرب ثمن هذا التلاعب ويواجهون المرض والجوع والموت”.
وكان وزير الزراعة السوداني، أعلن الإثنين، عن قرار توقف مشاركة الحكومة في نظام تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل (IPC)، واتهم اللجنة بإصدار تقارير غير موثوقة تقوّض سيادة السودان وكرامته.