
تقرير عزو درق
سلاميديا
اكثر من 100 الف نازح في المنطقة الغربية بولاية النيل الازرق لا يجدون طعاما او شرابا، بالرغم من ذلك لم تحرك الحكومة المحلية او الاتحادية ساكنا لمعالجة مشاكل رعاياها الذين يعانون بسبب الحرب، هذا ما افاد به احد المواطنين لقناة الجزيرة الفضائية. وقال (عندنا اكتر من 100 الف نازح الناس ما لاقية تاكل ما لاقية تشرب، مافي زول شغال بيهم تحت مرأى ومسمع الحاكم ومجلس السيادة، النازحين في أسوأ حالاتهم، الناس موجودين في العراء، لا خدمات تقدم على المواطنين او النازحين).
تفاقم الازمة
انتج الصراع بين القوات المسلحة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان منذ العام 1983 وحتى توقيع اتفاق السلام الشامل في العام 2005 وفيما بعد انفصال جنوب السودان وتجدد الصراع باقليم النيل الازرق في العام 2011 ازمات نزوح مركبة بالاقليم، وانتقلت الحرب بتاريخ 3 اغسطس 2024 الى مدينة رورو التابعة لمحلية التضامن، والتي تقع غرب مدينة الدمازين باقليم النيل الازرق، على الحدود مع دولة جنوب السودان. وتُعتبر أحد أكبر محليات إقليم النيل الأزرق.
وعقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة رورو التابعة للمحلية. منذ ذلك التاريخ، انفتحت نافذة جديدة لمعاناة مواطني الإقليم، الذين ظلوا يعانون من ويلات الحروب المستمرة. توسعت الاشتباكات بين أطراف الحرب لتشمل مدن قُلي، الجمام وبوط، والذي قاد إلى تفاقم الوضع الإنساني. ورغم أن قيادة الفرقة الرابعة مشاة بالدمازين أعلنت مؤخرًا استعادة السيطرة على مدينة بوط، لكن الأوضاع لا تزال متوترة هناك.
موجة النزوح
رصدت سلاميديا حركة نزوح كبيرة نتيجة لانتقال الحرب الى الاقليم حيث قادت هذه الأحداث لموجة نزوح كبيرة إلى محليات الإقليم المختلفة، بالإضافة إلى تدفق اللاجئين نحو دولة جنوب السودان، وذكرت مفوضية شؤون اللاجئين في تغريدة على منصتها بموقع إكس بان عدد الأسر النازحة من محلية التضامن إلى مدينة الدمازين بلغت 10 ألف أسرة. تم توزيع هذه الأسر في ستة مراكز إيواء، تشمل مركز مدرسة السكة حديد، مركز مدرسة الرياض، مركز مدرسة القادسية، مركز مدرسة جانديل، مركز مجمع بانت، ومركز البحوث الزراعية.
الأو ضاع الإنسانية
اعتمد النازحون في الأيام الأولى بشكل أساسي على جهود المتطوعين في غرف الطوارئ والجمعيات المجتمعية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل الحصول على المواد الغذائية والملابس. تواصلت سلاميديا مع بعض المنظمات المحلية لرصد المساعدات المقدمة، والتي تمثلت في دعم غرف الطوارئ وإنشاء عيادات طبية، ورصدت هذه المنظمات المحلية أيضًا بعض الانتهاكات مثل العنف الجسدي واللفظي الذي يتعرض له النازحون.
واشار عضو بلجنه مركز ايواء البحوث الزراعية، في تصريح لسلاميديا الى تدخلات مركز شباب حي الزهور لدعم ومساعدة النازحين بالمعسكر لتوفير الغذاء، الكساء والعلاج، فضلا عن مساعدات قدمتها منظمه رواد العطاء الخيريه بتوفير ادوية لذوي الامراض المزمنه ومساعدات اخرى، اضافة لتعاون تم مع منظمه وعي النسويه بتقديم مساعدات للنساء في المعسكر.
ودعا العضو بلجنه مركز ايواء البحوث الزراعية بضرورة التدخل لمعالجة الوضع الانساني وحل بعض المشكلات المتعلقة بتوفير المياه، وانشاء مركز صحي لتقديم الرعاية الصحية للنازحين في المركز.
واوضح ناشط في المجال الانساني بغرفة طوارئ النيل الأزرق عن وجود مراكز إيواء أخرى خارج محلية الدمازين ولكن اعدادها واعداد النازحين بها مجهولة. ووفقًا لافادة فاعل مجتمعي بمركز شباب حي الزهور لسلاميديا ان المركز اجرى احصائيات لعدد من المراكز بالمحلية في 10 أكتوبر 2024، مبينا ان اجمالي عدد الأسر النازحة في مراكز البحوث الزراعية، جانديل، بانت، القادسية والسكة حديد بلغت 4,148 اسرة باجمالي 23,854 فرد موزعة حسب الخريطة التالية.

وحصلت سلاميديا ايضا على بيانات تفصيلية لمركز ايواء نازحي البحوث الزراعية في الدمازين، وهو اكبر مركز للنازحين بمحلية التضامن، بتاريخ 10 ديسمبر 2024 وتعذر الحصول على البيانات التفصيلية لبقية المراكز لعدم وجود إحصائيات تفصيلية وفيما يلي البيانات.

فجوة الدعم الإنساني
على الرغم من كل الجهود المبذولة من قبل الجهات المحلية والدولية، تظل الفجوة كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة. فلا تزال معاناة نازحي منطقة التضامن كبيرة، حيث تفتقر العديد من الأسر إلى أبسط مقومات الحياة، مما يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي والمحلي لضمان حقوقهم وحمايتهم.
إن الوضع الراهن في محلية التضامن يتطلب دعمًا عاجلًا وفعالًا من قبل المنظمات الإنسانية والحكومات المعنية. لذلك يجب توجيه الجهود نحو توفير المساعدات الغذائية والرعاية الصحية الأساسية، بالإضافة إلى البرامج التعليمية للأطفال النازحين لضمان مستقبلهم. كما ينبغي تعزيز التعاون بين المنظمات غير الحكومية والمجتمع المحلي لتوفير بيئة آمنة ومستدامة للنازحين.
تظل أزمة محلية التضامن واحدة من الأزمات المنسية التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام ومتابعتها عن كثب. إن توفير الدعم والمساعدة للنازحين هو واجب إنساني يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية.