سلاميديا: الأبيض
أشاع القصف المدفعي المتكرر على مدينة الأبيض، حالة من الرعب والقلق بين السكان، فمنذ نحو أسبوعين لا يمر يوم على عاصمة ولاية شمال كردفان الملقبة بـ”عروس الرمال”؛ دون أن تنال حصتها من التدوين المدفعي، عن طريق قوات الدعم السريع.
وصباح اليوم الاثنين 17 مارس 2025 تعرضت الأحياء السكنية في مدينة الأبيض إلى تدوين مدفعي عنيف تسبب في إصابة عدد من المدنيين العزل وفي تدمير بعض المنازل والممتلكات.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في الخامس عشر من أبريل 2023 ظلت مدينة الأبيض تحت حصار عنيف من قبل قوات الدعم السريع، وتعرضت لعشرات الهجمات والمواجهات داخل المدينة ما أدى إصابة ومقتل المئات من المواطنين.
وفي أواخر فبراير الماضي تمكن الجيش السوداني من إعادة سيطرته على المدينة، إلا أنه فشل في صد التدوين المدفعي المتكرر للدعم السريع، التي في إطار استهدافها للقوات الموجودة بالمدينة تصيب بشكل عشوائي الأحياء السكنية والمرافق الحيوية متسببة في خسائر كبيرة.
يعاني سكان الأبيض من انقطاع التيار الكهربائي منذ نحو عام، إضافة إلى مشاكل الإمداد المائي والارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية، وندرة الأدوية المنقذة للحياة، مع توقف عدد كبير من المؤسسات العلاجية داخل المدينة.
ويقول أحمد إبراهيم، أحد سكان الأبيض، لـ”سلاميديا”: “جميع مواطني الأبيض باتوا يعيشون حالة من الخوف والرعب، إذ أنك لا تعرف إن كنت ستكون الضحية التالية للقصف الذي لا يتوقف، أو أن أحد أفراد أسرتك والمقربين إليك سيكون في عداد الموتى والمصابين”.
ويضيف: “نعم مع عودة طريق كوستي الأبيض إلى العمل بعد دخول الجيش إلى المدينة توفرت السلع الغذائية وأصبحت الحركة ممكنة والانتقال سهل لمن أراد، لكن القصف المدفعي وتهديد المتفلتين في النواحي الأخرى للمدنية ينسف هذا الاستقرار الهش ويجعل القلق والخوف من القادم هو السائد وسط المواطنين”.
تشتهر مدينة الأبيض بكونها أكبر سوق لمحصول الصمغ العربي في العالم، كما تتميز بموقعها الاستراتيجي الذي يربط ولايات غرب البلاد بوسطها وشمالها وشرقها، وتعرف كذلك بكونها إحدى المدن السودانية التي تشيع فيها ثقافة التسامح والتداخل والتمازج بين مختلف الإثنيات السودانية بثقافاتها وأديانها المتنوعة.