كمبالا: سلاميديا
احتفل العالم يوم أمس السابع من سبتمبر 2025م باليوم العالمي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء، وذلك تحت شعار “سباق من أجل الهواء”. وهو حدث أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 ديسمبر 2019م بهدف تقليل التلوث البيئي في العالم. ويأتي احتفال هذا العام في وقت خلفت فيه الحرب التي يشهدها السودان منذ أبريل 2023م، آثاراً بيئية كارثية، مما يجعله نموذجاً مؤلماً لما يمكن أن تفعله النزاعات المسلحة بالبيئة وصحة الإنسان.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش في رسالته للعالم بهذه المناسبة “إن تلوث الهواء هو خطر بالإمكان تفاديه”، ودعا الجميع الى العمل معا لبناء مستقبل أفضل بهواء نقي. فبينما يحتفل العالم ويدعو إلى هواء نظيف وسماء زرقاء، يواجه السودان كارثة بيئية نتيجة للحرب التي حولت العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الكبرى إلى مناطق تعاني من تلوث خطير في الهواء والماء والتربة، وسط اتهامات باستخدام اسلحة كيميائية في بعض المناطق التي دارت فيها المعارك بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وتؤكد الحالة السودانية أن الحروب ليست مجرد صراعات سياسية، بل كوارث بيئية حقيقية تدمر الهواء والماء والتربة، وتحرِم الأجيال الحالية والقادمة من حقهم في بيئة صحية ونظيفة. ويمثل الوضع في السودان تذكيراً مؤلماً بأن شعار هذا العام “سباق من أجل الهواء” ليس مجرد كلمات، بل ضرورة حياة أو موت ملايين البشر الذين يتنفسون هواءً ملوثاً بمخلفات الحرب، ما يجعل من وقف الحروب ضرورة حتمية لحماية البيئة وحق الإنسان في تنفس هواء نقي.