الحسابات الخاطئة للمجلس العسكري الإنقلابي وثلاثي دول تحالف الشر

محمد أحمد شقيلة – محاضر بقسم العلوم السياسيه – جامعة بحري

30 أبريل 2019

يبدو واضحاً، من خلال مجريات الأحداث في السودان هذه الأيام، أن المجلس العسكري الانتقالي قد اقتنع بتطبيق نموذج حكم السيسي في مصر الذي عرضته عليه وتحبذه دول السعودية والإمارات ومصر، وذلك في تراجع عن موقفه الذي كان يقوم على اعطاء هذه الدول الضمانات اللازمة لاستمرار بقاء القوات السودانية المقاتلة في اليمن تحت كل الظروف، وبإعتبار أن هذه هي المصلحة التي تهمها، وعلى ألاّ تتدخل في المتبقي من الشأن السوداني الذي لا يخصها، ويظهر أن هذا هو ما كان قد تم الاتفاق عليه بين الطرفين في البداية، فالمجلس العسكري كان سلوكه السياسي في تعاطيه مع الأوضاع في السودان ينم عن تعامله معها بروح وطنية عالية ومتحرراً من أي ضغوط خارجية.

لكن التغيير الذي حدث على السلوك والفعل السياسي للمجلس العسكري هذه الأيام ولغته يشيروا في جميعهم إلى أن المجلس قد قلب ظهر المجن على الثورة، وأنه قد أعطى أذن مصغية واستجاب لضغوط دول محور الشر لإعادة إنتاج نموذج حكم السيسي في السودان، وهو النموذج الذي يستحيل أن يرى النور في البلاد، بل وأن الإصرار على فرضه سيفتح أبواب جهنم على هذه الدول والمجلس العسكري حليفها، ولن تأكل نارها الشعب السوداني ووطنه لوحدهما، وهو أمر مهم يجب أن تعرفه هذه الدول قبل إقدامها على هذه الحماقة التي تريد القيام بها في السودان.

في هذا الاتجاه، إن مقومات نجاح تجربة حكم السيسي في مصر غير متوفرة في السودان، فالإسلاميون في السودان ليسو كنظرائهم في مصر، فهم في السودان لهم دولة حكمت 30 عاماً ويتحكّمون في كل مفاصلها، والتي لا يمكن لأي كائنٍ كان أن يفككها خلاف التعاون المشترك بين الشعب السوداني وحكومته أيٍّ كانت، لا يمكن لأي حكومة لوحدها تفكيكها دون الشعب السوداني، حتى وإن كانت هذه الحكومة تمتلك أعتى ترسانة عسكرية ومهما كان حجم الدعم الذي تُقدّمه لها القوى الخارجية التي تدعمها.

عليه، لا يمكن للبرهان، السيسي الجديد للسودان، أن يستطيع ومجلسه العسكري السيطرة على البلاد وحكمها بمثل ما تمكّن سيسي مصر، فلن يسنده أحد من الشعب السوداني، بل والذي سيناصبه العداء ومن قبله دول محور الشر، ولن يستطيع التنكيل بإسلاميي السودان كما فعل نظيره المصري، فإسلاميي السودان صحيح أنهم يمكنهم تحمُّل بعض الضربات الموجعة وامتصاصها، ولكنهم لا يتحملون الخربشة إن زادت عن حدها، وسيكشّرون عن أنيابهم لدول محور الشر قبل تكشيرها للمجلس العسكري وترسانته المسلحة، إذ ما الذي يمكن توقُّعه من أن يقوم به القط إن قام أحدهم بمحاصرته في الركن، ولم يترك له مجال لينفذ بجلده سوى أن يقفز عليه في وجهه.

أمر آخر يحول بين نجاح تطبيق نموذج السيسي في السودان، هو الطبيعة القبلية للمجتمع السوداني، تلك المفقودة في المجتمع المصري. إن الحمية القبلية العالية في المجتمع السوداني ستشكِّل عائقاً أمام تمكُّن المجلس العسكري من التنكيل بإسلاميي السودان كما حدث في مصر، فموقف القبائل هنا سيكون أن لن نسمح لكم بالتنكيل بأبنائنا، فهم جزء منّا ولا دعوى لنا بأن كانوا إسلاميين أم كانوا حتى أبالسة.

كذلك، فإن الوعي السياسي لدى السودانيين ساسة كانوا أم جماهير الشعب هو أكبر من وعي نظرائهم المصريين، بل وأكبر من الوعي السياسي لكل شعوب المحيطين الأفريقي والعربي، وهذا سببه أن أضطراب النظام السياسي السوداني منذ الاستقلال وتجارب الحكم المختلفة التي حكمت بها البلاد قد جعلت من السودانيين أن يكونوا في حالة تمرين أو تدريب سياسي يومي كان من نتائجه أن أكتسبوا خبرة كبيرة في العمل السياسي، ويمكن ملاحظة ذلك فقط من خلال الأحداث الحالية، فهم لم تنطلي عليهم خدعة محاولة النظام البائد لتغيير رأسه وجلده، ولم تنطلي عليهم كذلك محاولة استنساخ نموذج السيسي في السودان، ولم تمر فيهم كل تلك المحاولات المتعددة التي جرت لسرقة ثورتهم، وأفشلوا حتى اللحظة بيقظتهم كل محاولات الثورة المضادة لإعادة نظام حكمها البائد دون رجعة.

بالمختصر، على دول محور الشر أن تعلم أن الشعب السوداني يتمتع بوعي سياسي عالي، وهو في ذلك عكس الشعب المصري الذي رغم عن أنه يتحدث كثيراً في السياسة، غير أنه من أكثر شعوب الأرض التي لا تفهم في السياسة.

من أهم الملاحظات على القوى الخارجية في تعاملها مع الشأن السوداني أنها، وعلى الدوام، لا تفهم طبيعة نظامه السياسي بشكل صحيح ومع إفتراضها تمتع السودانيين بالغباء، أو أن فهمهم محدود للأمور السياسية في أحسن الأحوال، ولذا تأتي تعاملاتهم مع الأحداث في البلاد بشكل خاطئ، وتأتي النتائج دائماً عكس ما يرجونه أو يتوقعونه من فعلهم السياسي.

لا شك أن السودان اليوم يقف الآن مُترنحاً على الخط الفاصل بين جنة التحول الديمقراطي والإنطلاق نحو مستقبل زاهر وجحيم الإنهيار الكامل للدولة، والدخول في أتون حرب الكل ضد الكل، وهذا حال الإصرار على فرض سيسي جديد على السودان، ولكن هذه الحرب ستمتد نيرانها لتلتهم الكثيرين بما فيهم مصر والسعودية والإمارات، وهذا خلاف حالة انهيار الدولة التي ستدخل فيها العديد من البلدان الأفريقية وفي مقدمتها إريتريا وإثيوبيا وتشاد. سيمتد زلازل إنهيار الدولة في السودان ليشمل تونس والجزائر وموريتانيا وربما المغرب. سيضرب هذا الزلازل النيجر ومالي ونيجيريا والسنغال، لن تسلم يوغندا ورواندا وكينيا منه بأي حال، وبالطبع فإن ليبيا وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى هي أصلاً في حالة إنهيار شبه كامل للدولة، والتي في جميعها تجاور السودان، وهذا في الإطار العام.

في الإطار الخاص، فلتعلم السعودية والإمارات وربيبتهما مصر أن زلازل إنهيار الدولة السودانية الذي سيتسببوا فيه، إن لم يتراجعوا عن أفكارهم الشريرة هذه، سيصلهم ويطالهم بالضرورة، وسيعضون بنان الندم حين لا ينفع وقتها الندم. وحتى لا نطلق الأحكام الجزافية، فإن الذي سيحدث هو كالآتي:

أولاً: إن عناصر منظومة الإسلام السياسي في السودان عندما لم يقاوموا التغيير بالعنف، فهذا مرده إلى أنهم غير مستعدين أن يكونوا سبباً في انهيار الوطن خاصةً أنه لا يوجد ما يستدعيهم للقيام بهذا مع اطمئنانهم أنهم لن يجري التنكيل بهم في ظل الأوضاع الجديدة، إن سارت على ما هي عليه بالطبع، وهم قادرون على تحمل وتفهُّم الخربشات المعقولة التي تأتيهم.

المعني أن عدم لجوئهم للعنف ليس سببه عدم قدرتهم عليه، وهو الذي سيقومون به بالضرورة إن سارت الأمور في إتجاهها هذا لتأسيس نظام السيسي في السودان عبر البرهان، والحق إن منظومة الإسلام السياسي من خلال حكمها 30 عاماً متمرِّسة سياسياً وأمنياً ومخابراتياً، ويمكنها القيام بأعمال عنف وخلق حالة من الإضطراب الأمني الكبيرة داخل كل من مصر والسعودية والإمارات، فهم يملكون مفاتيح لعب كثيرة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، وداعموهم من منظومة حركة الإسلام السياسي العالمية وحماس، وبالطبع إيران، وتركيا، وغيرهم جاهزون لمساعدتهم إستخبارتياً ولوجستياً.

ثانياً: من الحقائق المعروفة أن معظم الشعب السوداني له حساسية ضد مصر، والتي مردها سلوك مصر تجاه السودان وتعاملها معه باعتباره تابعاً لها وحديقتها الخلفية، ويعلم السودانيون أن حالة عدم استقرار الدولة السودانية تلعب فيه مصر الدور الأكبر ولها اليد الطولى فيه، فهي لن تسمح له بأن يستقر لما يمتلكه من موارد اقتصادية وبشرية هائلة، لأنه لا محالة سيفرض نفوذه عليها إن أستطاع هذا المارد العملاق أن يخرج من قمقمه سيما أنه سيمتلك الكثير من كروت الضغط عليها، وذلك في الوقت الذي لا يمكن لمصر أن تتقدم أكثر مما هي عليه الاَن مستقبلاً ، فهي قد أستغلت كل مواردها إستغلالاً أكثر من أمثل، والتي أوصلتها في النهاية إلى وضعها الحالي ولا مجال أمامها أن تتقدم أكثر إلى أن تقوم الساعة.

هذا بجانب حنق السودانيين على المصريين نتيجة إحتلالهم وإغتصابهم لمنطقة مثلث حلايب السودانية، ولإحساسهم بالظلم على الاقتسام الجائر لحصة مياه النيل الذي يرى فيه السودانيون أن به نوع من الاستغلال لهم وفيه استهبال من مصر، وأخذ شئ من حقوق السودان دون وجه حق، وهذا هو الذي يُفسر وقوف الشعب السوداني وتأييده دوماً لأي جهة لديها خلافات مع مصر، وإلا فما الذي دعا السودانيين مثلاً لتشجيع المنتخب الجزائري في مباراته المصيرية أمام المنتخب المصري التي جرت بالخرطوم قبل عدة سنوات، ورغم معرفتهم وإرتباطهم ضئيلين بدولة الجزائر وشعبها، ومعرفتهم الوثيقة بمصر وشعبها في ذات الوقت.

الضمير الجمعي للشعب السوداني ينظر للمصريين بأنهم مخادعون ومحتالون ولا يقيمون مع الآخرين العلاقات على الأساس الإنساني، بل يقيمونها على أساس ما بيتغون من مصالح من ورائها بشكل أحادي، وليس على أساس تبادل المصالح.

هكذا سيكون المصريون في أي مكان في العالم، بما فيه داخل مصر نفسها، ليسو في مأمن من الشعب السوداني إذا إنهارت دولته بسبب مصر سيما أنه لن يكون لدى السودانيين ما يخسرونه وقتها، والمعروف أن السودانيين شجعان جداً حدّ الحماقة والتهور إن أثيرت حفيظتهم وجرى استفزازهم، السوداني يمكن أن يتخلى في ثانية عن كل حكمته وورعه اللذين إكتسبهما على مر السنيين إن كان الأمر يرتبط بعزته وكرامته وعرضه، ولا يهمه الذي يمكن أن يحدث من بعدها.

المعنِي إنه إذا لم تتراجع مصر عن مخططها لتكرار تجربة السيسي في السودان، وقاد ذلك إلى انهياره، فعليها أن تنسى مقولة (من دخل مصر فهو اَمن)، لأن الشر المستطير سيقيم في مصر نفسها، خاصة أن شباب الثورة السودانية صغار في العمر يتميزون بالإندفاع والعاطفة بحكم سنهم، ويتميزون ببسالة شديدة لا يستغرب معها إن قرروا يوماً الذهاب إلى حلايب سيراً على الأقدام وتحريرها بالحجارة، ولا يهمهم إن ماتوا في جميعهم، فهم يتحلون بشجاعة وبسالة وإقدام نادرين شهد لهم بها العالم أجمع.

أما فيما يتعلق بالنظرة الحقيقية للسودانيين تجاه السعودية والإمارات، فهي تبدأ من أن معظم السودانيين لديهم حساسية مع العروبة بشكل عام، فقد كان التذرع بها من أهم الأدوات التي استخدمتها حكوماتهم في التنكيل بهم عرقياً وقهرهم ثقافياً، بل أن الرأي العام السوداني في حقيقته يؤيد خروج السودان من جامعة االدول العربية.

نظرة السودانيين السافرة للسعودية والإمارات هي الحنق خاصة أوساط أولئك الذين عملوا في هذه البلدان وما وجدوه، وما يزالون، من ممارسات عنصرية وإذلالية من أرباب عملهم خاصة نظام الكفالة الذي يُعبّر عن العبودية بشكلها المعاصر في أبهى صورها.

ظروف السودان الداخلية جعلت السودانيين منتشرين في أي بقعة من العالم، وإن أصرت السعودية والإمارات بفرض نموذج السيسي في السودان الذي تحاوله هذه الأيام، وقاد لإنفراط عقد الدولة السودانية الهش حد الميوعة والسيولة أحياناً، سيكون من الأخبار العادية التي سيسمعها الناس مثلاً هي أن عدداً من الفرنسيين من أصول سودانية قد قاموا بضرب الأمير السعودي أو الشيخ الإماراتي فلان بعد أن تعرّفوا عليه في محيط برج إيفيل أو أن نسمع أن الجالية السودانية في البرازيل قد حصبت الأمير أو الشيخ علان بالبيض الفاسد وهتفت ضده وضد بلده.

هذا مؤكد سيحدث، والمؤكد أكثر أن السودانيون الذين سيقومون بمثل هذه الأشياء لا يهمهم وقتها العقوبات القانونية التي يمكن أن تُفرض عليهم حتى وإن كانت سحب الجنسية الأوربية أو الأمريكية منهم أو إدخالهم السجون.

المقصود من ذلك أن الحكام السعوديون والإماراتيون لن يجدوا أي أمان في أي مكان في العالم يتواجد فيه سودانيون، وهذا ناهيك عن العنف الذي سيقوم به أهل الإسلام السياسي من السودانيين داخل هذين البلدين. أما العميل طه الحسين، كما يسميه السودانيون، فالمُتوقّع أن نسمع أن سوداني وطني قد إلتقاه في محفل ما في السعودية، أو في أي مكان آخر من العالم، وقام بقتله بكل دم بارد على مرآى ومسمع وذهول كل الحاضرين.

الأمر المهم هو أن على البرهان وأعضاء مجلسه العسكري أو الإنقلابي، لا فرق، أن يعلموا أنهم لن يستطيعوا حكم السودان كما حكم السيسي مصر، إن أصروا على السير قدماً في تنفيذ هذه المؤامرة على الثورة، فهم بدايةَ ليسو على قلب رجل واحد، فمنهم من هو ربيب لثلاثي الشر، ومنهم من يناصر الثورة المضادة، وأما حميدتي فهو سيد نفسه لا يأتمر بأمرة أحد، على الأقل داخلياً، وهو أقربهم إلى مساندة الثورة والثوار. هذا التشتت بين أعضاء المجلس العسكري يعتبر أول مؤشر لفشل مغامرتهم هذه أن قاموا بها. كما أن نجاح نموذج السيسي لا يمكن فرضه في السودان الذي ينتشر فيه السلاح في أيدي التنظيمات القبلية وتنظيمات المعارضة المسلحة كإنتشار الأوكسجين في الهواء.

كذلك على أعضاء المجلس أن يعلموا وأن يكونوا على يقين من أنهم لن يجدوا من يتعاون معهم من الشعب السوداني في تسيير دولاب الدولة، فأما أن يستعينوا بعناصر النظام البائد الذين لن يسلموا منهم في هذه الحالة، وسيكونون أول ضحاياهم أو أنهم سيعجزوا عن إدارة البلاد: لا أحزاب أو كفاءات أو شعب أو جيش أو شرطة ستناصرهم. أما ترسانتهم العسكرية فهي تصلح لإدارة حرب ولكن لا تصلح لإدارة دولة مهما عظمت هذه الترسانة.

صفوة القول، على السعودية والإمارات ومصر والمجلس العسكري في السودان العدول عن هذه المغامرة الخاسرة، وأن يكتفي ثلاثي الدول هذه بالضمانات المقدمة لها باستمرار بقاء القوات السودانية في اليمن ودون تدخل في شؤون السودان الداخلية، وعلى أعضاء المجلس العسكري أن يواصلوا في موقفهم الإيجابي في التعاطي مع الأزمة السودانية الماثلة، والتخلي عن فكرة محاولة فرض نموذج حكم السيسي، وهنا نخص بالذكر حميدتي الذي اتسعت دائرة شعبيته بشكل كبير، والتي هي يومياً في ازدياد، مما كان سبباً في انزعاج الكثيرين، ولا يزالوا منزعجين، إن الواجب الوطني الذي عليك هو استمرارك في الانحياز للثورة والثوار حتى إن دعاك هذا للتخلي عن المجلس العسكري والتحالف مع القيادات ذات الرتب الوسيطة والصغيرة في الجيش والشرطة، وأن تجنبوا معا هذه البلاد الوقوع في الهاوية التي لن تخرج منها أبداً أن حدث، وذلك إلى يوم يبعثون، وأن تجنبوا المناطق الأفريقية والعربية والشرق الأوسط جحيم هي في غنى عنه.

على حميدتي، وجهازه من المستشارين، أن لا يسمحوا للآخرين بأن يلعبوا بهم سياسة، وعليهم أن لا يضيعوا الفرصة التاريخية التي بين أيديهم. صحيح أن الدعم السريع تعتبر قوة عسكرية ضاربة، لكنها إن دخلت في معارك مع الجيش والشعب والحركات المسلحة، فهي ستتعرض لخسائر فادحة وهزيمة ساحقة وبشكل سريع، وحينها لن يخسر أحد شئ سوى حميدتي وقواته، ولن يبكي عليهم أحد، بل أن البعض سيكونون سعداء بعد أن نزل عنهم كابوس الخليفة التعايشي الذي يرونه في حميدتي، والذي تصوِّره لهم عقلياتهم العنصرية المريضة. على حميدتي أن يعلم أنه لا يمكن أن ينجح إلا من يقف مع الشعب، كل من يعتمد على أي جهة خلاف الشعب، ومهما بلغ دعمها ومساندتها له، فهو خاسر خسران مبين. كما وعلي حميدتي أن لا يصدق إن همس له أحدهم بأنه هو سيسي السودان المرتقب وليس البرهان كما يعتقد الكثيرين، وعليه أن يعلم كذلك أن هذا الشخص لا يبتغي من ذلك سوى إيراده موارد الهلاك.

يكفيك حميدتي ذلك الملعوب الذي عملوه فيك اليوم، والذي أفقدك كثير من أراضيك الشعبية التي كسبتها أنت وقوات الدعم السريع، وهم الآن سعيدون أيما سعادة بذلك، ولا مشكلة في ذلك، لكن المهم هو أن لا تعطيهم فرصة أخرى مجددا ليكرروا فيك ذلك، وكن أكثر ذكاء.

ختاماً، نقول لأعضاء المجلس العسكري أن أي محاولة لفض المتاريس بالقوة ستكون نتيجته مجزرة بشرية ستوصلكم إلى المحكمة الجنائية الدولية قبل أن يصلها الرئيس المخلوع عمر البشير.

آخر سطر: على تجمع المهنيين السودانيين إعلان الإضراب والعصيان المدني الشاملين اليوم وليس الغد، فهذا هو وقتهما المناسب، وذلك بجانب إعلان جدول مظاهرات صباحية يومية من السابعة حتى العاشرة على كل الطرق الرئيسية التي تمر بالأحياء بإطاراتها المشتعلة.