علاء الدين بابكر
إنتشرت في الأسافير دعوة مليونية لمناصرة الدعم السريع تحت مسمي “مليونية الشكر البديع للدعم السريع”.
بحسب البوست تهدف إلي تقديم الشكر إلي قوات الدعم السريع وقائدها.
لكن هذه الدعوة تفتح الباب واسع أمام التساؤلات:
من الذي يشارك في هذه التظاهرة؟
وهل يمكن تقديم الشكر في أداء الواجب ؟
وماهي الجهة صاحبة الدعوة؟
لأنها مزيلة باللجنة الإعلامية دون أن تنسب لأي جهة.
الملاحظ من خلال الدعوة أن فكرة صناعة الحشود طريقة من طرائق تفكير النظام “القاعد” وليس “البائد” كما يقال، لان اللجنة الأمنية العليا لنظام الإنقاذ أو مايمسي بالمجلس العسكري “الانقلابي” هي امتداد للنظام و هم من يحكمون البلد وبأيديهم السلطة الحقيقية ولم يثبتوا للشعب بأن النظام سقط بل موغلين في السيطرة علي السلطة، وطرحوا أنفسهم الضامن للفترة الانتقالية دون وضع أدني اعتبار للقانون والدستور الذي يشكل الضمانة الحقيقية لأي عملية تحول.
“الدعامة” مازالوا يفكرون بعقلية النظام “القاعد” لأن نظام الإنقاذ عليه رحمة الله جرب صناعة الحشود والعمل الموازي للثورة لكن في الآخر ذهب الزبد جُفاءً ومكث في الأرض ماينفع الناس.
من يفكر لهذه المجموعة مصاب بعطب في خاصية التفكير، لان متوقع ان يخرج في هذه التظاهرة أعضاء النظام “القاعد” وأحزابه ناس “ابوقردة ومسار وارور” وغيرهم، وهذا يضيق الخناق علي الدعم ويزيد من عزلته الجماهيرية التي بناها فجأة وفقدها فجأة.
لأن مثلت مسألة الانحياز الي الثورة رصيد جماهيري كبير بالرغم من الاتهامات التي لاحقت هذه القوات أثناء وجودها في دارفور.
ورفع الثوار صورة قائد الدعم السريع في ميدان الاعتصام وكثيرون غيروا بروفايلاتهم الشخصية خصوصاً الفتيات بصورة “حميدتي” إجلالا لما قام به، لكنه هدم كل ذلك في لحظة، عندما بدأ باستعداء قوي الثورة واحتواء أعضاء النظام القديم حينما قال: بأنه لن يسمح بالفوضى بعد اليوم وان تجمع المهنيين كذابين وغيرها من الاسهالات الكلامية المضرة، واستمرت حلقات العزلة بأحداث ثمانية رمضان واكتملت بجريمة 29 رمضان 3 يونيو والتي فشلت هذه القوات بإثبات براءتها من هذا الجرم الشنيع.
أفكار المليونيات المصنوعة مدفوعة القيمة لو كانت ناجحة كان حمت الإنقاذين من السقوط لكن الظاهر أعضاء النظام “القاعد” عقدوا العزم علي اسقاطك لان هذه الخطوة تباعد المسافات وتعد استفزاز واضح للجماهير وتخصم اكثر مما تضيف، لايمكن ان تسعوا الي حتفكم بأيديكم.
الأفضل مواجهة الحقيقة عارية وتقديم المتورطين في هذه الجريمة” مجزرة القيادة” الي محاكمة عادلة والقبول باللجنة تحقيق مستقلة وابداء الاستعداد للقبول بما تسفر عنه من نتائج، بدل صناعة الحشود الزائفة التي لا تأتي من غير مقابل مثل ” الحصين الحُرات”
ستكشف هذه القوات ظهرها اذا لم تتراجع من هذا الموكب وستفضحكم الصور بالحضور الطاقي لمنسوبي الإنقاذ لأن هذا المسار ليس مسار الثورة، بدل البحث عن مكاسب ستخسرون أكثر.
غير مفهوم ان يقدم شكر لجهة ماء علي واجبها، هذا إذا تقاضينا عن مسألة قانونية هذه القوات من عدمها، حفظ الأمن واجب علي اي جهة نظامية واذا قامت به يعد واجب وليس عمل خارق يستحق الشكر .
مالم يتم إبعاد عضوية المؤتمر الوطني واحزابه التي سقطت معه والتي نصبت نفسها مدافعة عن الدعم السريع لم تفكر هذه القوات بطريقة ثورية مثل لحظة الانحياز وستظل تتراجع إلي الخلف بإعادة أفعال النظام “القاعد”
ودفاع أعضاء المؤتمر الوطني عن هذه القوات يخصم منها ويشوه صورتها أكثر .
مالم تفكرون بطريقة ثورية وتعترفون بالأخطاء التي ارتكبتموها ويتم تقديم المسؤلين عنها الي محاكمة عادلة سوف تكونون بعيدون عن قوي الثورة ولم تجدوا حولكم غير عضوية المؤتمر الوطني التي تدافع عنكم بضراوة لأنهم لايتحملون الفطام لأنهم تعودوا علي الرضاعة من شطر السلطة الحلوب.
من أتي بفكرة المليونية بلا شك هو من منسوبي النظام القديم وهذا فكر عقيم لايقدم ولا يؤخر .
إما المجموعة المحسوبة علي المعارضة التي تسوق فكرة الهامش بهدف الأصطفاف خلفكم هي مجموعة تعبر عن مصالحها بهذا الطرح العنصري .
لاتنفخو الروح في الأفكار العنصرية والجهوية والمناطقية لان الثورة قامت من أجل القضاء علي هذه المفاهيم وعلي كل أشكال التميز، وكثرة عدد الجثث لايفرز روح حية، ابعدوا أعضاء النظام القديم ستعودون الي الموقف الصحيح رغم التشوهات.