تقرير – إدريس عبدالله
انتقد ناشطون سياسيون كثرة أستخدام مصطلح “الهامش” في الخطابات السياسية كما ظهرت أجسام تحمل ذات المصطلح في تسميها مثل “تجمع أبناء الهامش” وغيرها من الأجسام التي تعتبر نفسها معبرة عن قضايا المهمشين في السودان.
خلفية تاريخية
ظاهرة مصطلح “الهامش” يقابله مصطلح “المركز” في الأدبيات السياسية. ظهر عام 1971م عندما استخدم علي مزروعي المصطلحين في معالجته النقدية للصراع الثقافي بين مستعربي السودان وما شابهه من دول ذات شعوب مستعربة أسماها الهامش وهي : (السودان /الصومال/مروتانيا/وجيبوتي) وبين العرب العاربة الذين أسماهم المركز :كالسعودية /الاردن /الكويت….إلخ.
وفي عام 1986م قام دكتور محمد جلال أحمد هاشم، بتوطين هذين المصطلحين في الاصدارة الاولي لكتابة منهج التحليل الثقافي في إطار تحليلة للصراع الثقافي في السودان، وبعد ذلك قام عبد الغفار محمد أحمد 1988م متبنيا رؤية علي مزروعي المتعلقة بالحزام الهامشي للدول العربية كطريقة لمعالجة قضايا الصفوة والطبقة المثقفة في هذه الدول الهامشية المزكورة أعلاه من حيث النظرة الدونية اليها من قبل الطبقة المثقفة في باقي الدول العربية العربة.
كما إستخدم دكتور منصور خالد 1993م مصطلح المركز دون الهامش بمعاني ومدلولات جغرافية /ديموغرافية (( “أهل الحضر والريف” و “المركز والتخوم” )). فيما بعد تم شرح وتوضيح هذا المصطلح (المركز والهامش) عبر كتاب أبكر آدم إسماعيل ـ جدلية المركز والهامش ـ 1997م بأجزاءة الثلاثة وتناول مفهوم المركز والهامش من المطلق جدلة الثقافي، وأكد على إن هامش ليست جغرافيا إنما مفاهيم وثقافي برهان ذلك بأن الهامش موجود حتى داخل العاصمة الخرطوم وأوضح إن الهامش ينقسم إلى “تنموي هو الذي يشترك فيه جميع السودانيين، والثقافي وهذا يجد تميز لمكونات ضد مكونات أخرى.
الكسب السياسي :-
في هذه الصدد يقول: الناشط السياسي نجم الدين دوؤد، إن خطاب الهامش أصبح أكثر الخطابات التي تباع في السوق السياسية اليوم من قيبل الغالبية.
وعزا دوؤد في حديثه ل(سلاميديا ) استهلاك مصطلح “الهامش ” لتعبيرها عن أكثر الفئات المظلومة في السودان القديم.
وطالب بمعالجة جذور وأسباب التهميش في السودان، وأعتبره مدخلاً صحيحاً لإيقاف الخطابات التي تقوم بها بعض الجهات وتتسلق هذه الضحية على حدي قوله بغرض الابتزاز السياسي والكسب السياسي.
وأوضح نجم الدين إن مصطلح الهامش وما يقابله “المركز” هي مصطلحات أنتجت لتوصيف شكل التوازن السياسي والاقتصادي والاجتماعي التى كانت سائدة في السودان القديم وأعتبر إن ثورة ديسمبر المجيدة قامت للقضاء على هذه التوازنات خاصةً على المستوى السياسي.
وتابع “نحن الآن في مرحلة تغيير يجب البعد عن المزايدات بالقضايا الشعب من أجل الكسب السياسي الضيق وتلبية مطالب الثورة”.
فيما تختلف الناشطة السياسية ملاذ مع نجم الدين دوؤد في إنها لا ترى إن مفهوم الهامش خرج من سياقه ليصبح مزايدات، إنما كثر أستخدامه لما يحمله من مضمون يعبر عن حالة البلاد السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وأضافت “لذلك أصبح ملازمة لكل الخطابات السياسية ولا يكتمل بدونها وعزت ذلك إنه يعبر عن المناطق ومواطنيها في قالب محدد تحت مصطلح (هامش) مما خلق تنميط لسكان تلك المناطق”.
من جهته قال الناشط السياسي أحمد عثمان الفحل إن مفهوم “الهامش والمركز ” ظاهر في الساحة السياسية السودانية بمفهومه الثقافي ليعبر ويوصف طريقة تقسيم السلطة والثروة في السودان التي حدث بطريقة مغلوطة جعلت قوة ثقافية محددة تسيطر على الثروة والسلطة واقصي مكونات بعينها.
وأضاف الفحل أن التهميش بصورة دقيقة مفارق تماماً عم يتم استخدامه في كثير من الأدبيات السياسية ذات النظرة السطحية كالنظرة اليه بصورة جغرافية ويحاول تصويره وكأن المقصود من الهامش المناطق النزاع.
وظهر مصطلح الهامش في خطابات السياسية بالتنظير المغلوط بهدف تحييد اكبر قدر من المجموعات المهمشة واحتوائها.
وتابع قائلا “لو تأملنا الواقع قليلاً سنجد بطريقة علمية فإن التهميش نفسه ينقسم إلى نوعين بسيط ومركب
التهميش البسيط الذي ينحصر في الحرمان التنموي الاقتصادي وفي هذا يتساوى جميع السودانيين اما التهميش المركب هو الحرمان التنموي الاقتصادي والحرمان الثقافي في آن واحد الذي تمثل في توجهات ايديولوجية الدولة التي تعمل على إزالة الهويات وقتل ثقافاتها ولغاتها عبر عمليات متعددة كالتذويب في ما يعرف ببوتقة الانصهار واعادة الانتاج ثم الاضطهاد والقهر الثقافي” وأضاف وصل الي عمليات الابادة الجماعية”.
وزاد “فالتهميش ليس ذو بعد جغرافي او عرقي بل هو ذو ابعاد ايديولوجية، فلو عرفنا المركز لوجدنا انه ينتمي بكامله إلى الأيديولوجية التي أطلق عليها أبكر ادم إسماعيل الاسلاموعروبية، وهي المحددات السلوكية التي تشكلت داخل الدولة السودانية من عمليات استعراب واسلمة بوصفه وعياً اجتماعياً ثقافياً.