هاشم عبد الفتاح

ليس من بين خيارات دولة العدالة والرشد ..الاتكاءة على جدر من القبلية والمناطقية او الحزبية الضيقة ولا علي العقائد الفكرية اوالايدولوجية الاقصائية  ..فالوطن جراحاته تدمي ..

واحزانه تتمدد .. بحار من الدماء والدموع  قدمها السودانيين (عربونا) للثورة والتغيير ..لكن لازال المواطن في كبد وعناء ومشقة..فقد نفد الصبر او اوشك على النفاذ ..لكننا رغم كل هذه السحب القاتمة التي تحجب (الرؤية) نري في اخر النفق المظلم شمعة متوهجة ..

اطلت في المشهد السوداني ..جاءت قدرا من رحم الثورة ..تحملها الان حكومة (حمدوك) بايادي بيضاء او هكذا كانت وصفتها او ديباجتها الخارجية .. دعوا هؤلاء القادمين الجدد لازالة البؤس (والكابوس) من وجه الحياة في بلادنا بعد ثلاثة عقود من سنوات القحت والجفاف ..

ليرسموا البسمة من جديد في وجه كل سوداني محبط ..فلماذا اذن لا تلتف كل الضمائر والارادة السودانية من اجل هذا الوطن الذي اثقلته الجراح على الجراح واوهنت قواه سباقات الكراسي وطموحات السياسيين ..

فالذين ورثوا السلطة الان يحتاجون الى مزيد من الرشد لبناء ركائز الدولة الجديدة …اما الذين سقطوا غداة الثورة عشية الحادي عشر من ابريل (الصادق) فهم لازالوا يتباكون وينتحبون من اجل (فردوسهم المفقود) ..يحاولون اجهاض الثورة ونثر الاشواك والمتاريس في سكتها ..يشككون في هوية الثوار  وقادة التغيير واحقيتهم واهليتهم في سيادة عرش الدولة