الشرق الاوسط – سهام صالح
يحتفل السودانيون هذا العام باليوم العالمي للسلام المخصص للبيئة بشكل لافت، حيث ظهرت عدة مبادرات جماعية لعدد من النشطاء أهمها مبادرة زراعة مجموعة من النباتات النادرة والمهددة بالانقراض بسبب الحروب، في الحديقة النباتية بالخرطوم، تمهيداً لإعادة زراعتها في تلك المناطق مرة أخرى.
ووفقاً للدكتور عباس التيجاني المهتم بمجال السّلام، فإنّ «الهدف من المبادرة زراعة المحبة والسّلام في مناطق النزاعات وإرجاع تلك النباتات إلى موطنها الأصلي، بحيث نحافظ على التنوع في الغطاء النباتي في كل ربوع السودان. وإثر ذلك نظّم عدد من الإعلاميين وتجمع البيئيين السودانيين حملة نظافة وتهيئة للحديقة النباتية في الخرطوم، تمهيداً لزراعة النباتات النادرة والمنقرضة بفعل النزاعات. ويضيف تيجاني: «إنّ السّلام يعني تحقيق متطلبات التغير الذي حدث في السودان، وسيكون هناك عدد من النشاطات، أهمها إقامة مباريات كرة قدم نسائية وسباق للدرجات الهوائية، بالإضافة إلى معارض تشكيلية وعروض مسرحية يستضيفها بيت التراث. كما أكّد أنّه جاء الوقت ليعمّ السّلام والتنسيق مع العالم الخارجي واستدعاء قيمنا الداخلية لإيصال رسائل للعالم أنّنا قادرون على التعايش السلمي كمكونات مختلفة». وأشار تيجاني إلى أنّ السودانيين يدركون أنّ السّعي لتحقيق السلام هو حق من حقوق الإنسان، لذلك ظهرت مبادرة «صحافه السّلام» أو ما يعرف بالتقارير الحساسة في محاولة لنشر ثقافة التسامح وعدم تعميق الخلافات بنشر مواد تزيد من تعقيدات الوضع في مناطق النزاعات، وبالتالي معالجتها من خلال وضع إنساني من دون استخدام السّلاح كما في السابق.
وحسب تيجاني فإنّ عدداً من الإعلاميين ونجوم المجتمع السوداني يلعبون دوراً كبيراً في دعم المبادرات الرّامية لتحقيق متطلبات السلام في السودان من خلال تبنيهم لمبادرة «أنا السلام». ويتابع قائلاً: إنّ حملة «أنا السلام» تأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للسلام الذي يُنظّمه موقعا «إيكوسودان» المتخصص في مجال البيئة، وموقع «سلام ميديا»، من أجل ترسيخ قيم السلام والمحبة والتسامح وتعزيزها بين أبناء الشّعب السوداني، بالإضافة إلى التعريف بالتنوع الثّقافي والاجتماعي في السّودان وعكس اهتمامات مختلف الإثنيات والجماعات السودانية.
وبدوره، أوضح أسعد موسى نائب رئيس نادي امبدة لحمام الزّاجل، أنّ مشاركتهم في فعاليات اليوم العالمي للسلام تأتي لتأكيد شعار «أنا السلام» ولما يمثّله «الزاجل» من رمزية للسّلام ومحاولة لنشر ثقافته بإطلاق 660 حمامة زاجل أمام الجماهير يوم الخميس الماضي، تحمل في سيقانها شعار اليوم العالمي للسلام، مشيراً إلى أنّ كل الأندية من هواة حمام الزاجل يأملون في عمل مسابقات تلفت نظر العالم لما يحدث من تحوّل وتغيّر وعملية بناء من خلال السلام في السودان، وعن عدد المدن السودانية المشاركة في الاحتفالات باليوم العالمي للسلام قال السموأل البدوي من مبادرة «أنا السّلام» إنّ الخرطوم ستشهد حضور عدد كبير من المهتمين بقضايا السلام للاحتفال كذلك في بورسودان، والمجلد، ونيالا، وزالنجي كادقولي، والفولة، فيما تُستثنى بعض المناطق المتضررة من الأمطار وانتشار الأوبئة، وطالب بأن تكون مساهمتهم بكتابة شعار «أنا السلام» وإرساله عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكل العالم.
يذكر أنّ عدداً من المهتمين بالبيئة، واتساقاً مع شعار اليوم العالمي للسلام طالبوا بوجود رؤية تخصّ وضع السودان البيئي الذي يعاني تراجعاً خطيراً، وهو مصنف عالمياً من أكثر دول العالم المتأثرة بالاحتباس الحراري، بالإضافة إلى خطر التصحر، كما يؤكدون على ضرورة وضع برامج تؤسّس لبنية تحتية يُعاد من خلالها تدوير مياه الصّرف الصّحي للإنتاج الزّراعي والحيواني للحد من الاستهلاك المائي.