Image result for ‫اسماعيل هجانه‬‎

 

 

جبال النوبة:سلام ميديا

 

رسالة كتبها العمدة الفضيل وعلقها علي جزع نخلة بمنطقة (كركراية) الواقعة في طريق مناطق سيطرة الحركة الشعبية، فتحت مساحات للتلاقي بين الاهالي في المناطق المحررة وما جاورها ،وبادر الشباب علي اثرها بتكوين مبادرة للتعايش السلمي بين سكان تلك المناطق، تبنتها منظمة (قلوبال ايد هانت) التي يراسها اسماعيل هجانة.

 

وقال  الفضيل في رسالته التي وظف فيها وسائل المكان والزمان ( باننا اهل وجيران نتقاسم المآسي والافراح فلماذا نتقاتل ونتحارب فيما بيننا في حين نحن شركاء في كل شي تعالو نتعايش وننبذ اسباب الفرقة والشتات والاقتتال الغير مبرر بيننا كمجتمعات محلية لا علاقة لنا بالصراع السياسي الذي اضر بنا جميعاً).

وجدت رسالة (الفضيل) ترحاب من المك (شارلس) في مناطق سيطرة الحركة الشعبية وفتحت كوة للتواصل، إلا ان القضية الامنية في عهد النظام البائد كانت اقوي من بذرة الخير لدي المجتمع، وتعرض العمدة الفضيل للاعتقال اكثر من مرة ووضع تحت المراقبة الدائمة من الاجهزة الامنية.

أزاء تلك الاوضاوع بادر الشباب من منطقة (دحليب) واضعين مسألة المراقبة الامنية نصب اعينهم وعقدو عدد من الاجتماعت السرية خوفاً من الاختراقات.

تواصلت المبادرة الشبابية مع منظمة (قلوبال ايد هانت) باعتبارها واحدة من ابرز المنظمات المهتمة بقضايا السلام المجتمعي وتعد المنظمة عضو مؤسس للمبادرة.

 

خلصت اجتماعات المبادرة والمنظمة الي بلورة افكار من ثمانية بنود كلها تعزز وتدعم السلام والتعايش الاجتماعي، وخاطبت بها الحركة الشعبية بصورة علنية ومباشرة بالرغم من المحاذير الامنية السائدة وقتئذاً.

 

رفضت الحكومة الاستجابة للفكرة، لكن بالمقابل وجدت المذكرة ترحيب واحترام من قيادة الحركة الشعبية وتعاملت معها بجدية.

 

بناءً علي ترحيب الحركة وصل المبادرون الي المناطق المحررة مناطق سيطرة الحركة الشعبية كان الوفد مكون من 24 فرد بمعية العمدة الفضيل كاتب الرسالة بالاضافة الي ممثلي الحركة الشعبية المدنين والعسكرين.

 

قامت الحركة بالتبشير بافكار المبادرة وسط منسوبيها لاقتناعها بما حوته من بنود وعناصر تقود الي الاستقرار.

وفي سبيل انجاح المبادرة تجمع عدد من الشباب  من محليات (قدير تلودي وابوجبيهة ابوكرشولا رشاد وخور الدليب) وانتظموا في لجان لدعم المبادرة وتحركوا صوب مناطق الحركة ب(13) تراكتور و(3) تاكتور سنجل (267)دراجة نارية بجانب سيارة هايلوكس تبع المنظمة وعدد كبير من الراجلين ذهبوا سيراً علي الاقدام رغبة منهم في تحقيق السلام.

وبلغ عدد الذين وصلوا منطقة (تمبيرة) الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية اكثر من (2500) فرد ضم الوفد (35) عمدة و(50) شيخ من امارة الكواهلة لوقان لوقوقو وامارة الكنانة والحوازمة.

نجح الشباب في فتح طريق جديد بقطع الاشجارلمسافة تزيد عن مائة كيلومتر من اجل سلامة الجميع وتقليل المخاطر ولضمان نجاح المبادرة.

 

واستقبل الوفد بالزغاريد والاغاني والاهازيج الشعبية وفي الاستقبال اختلط الوجع بالفرح البكر الذي يسكن المكان وبمعية الوفد افراد لم يلتقوا باسرهم لاكثر من عشرة سنين.

 ويعد هذا اللقاء تظاهرة نادرة في طريق تحقيق السلام عبر الطرق الشعبية.

وألتقت المبادرة بنائب حاكم جبال النوبة علي كوك وبمعيته العميد نميري مراد والعقيد محمد سعيد وممثلة المراة حوا مندو وذلك بتوجيه مباشر من القائد عبدالعزيز الحلو.

واشاد نائب الحاكم بالمبادرة ونبه الي ضرورة فهم الوضع الذي اجبرهم الي حمل السلاح بسبب المظالم التاريخية التي ارتكبت بحق الجميع وكانت سبباً في اختيارهم العمل المسلح ونقل نائب حاكم جبال النوبة تحيات القائد عبدالعزيز للمبادرون موكداً ان قضية السلام تعد اولوية للحركة الشعبية.

 

واتفق (الجانبان المبادرون ووفد الحركة الشعبية) علي قيام موتمر للتعايش السلمي في مقبل الايام.

وتعد هذه التجربة من انجح التجارب في الوقت الراهن بالنظر الي انها جاءت بارادة شعبية دون أي توجيه الي مساراتها من أي جهة، ويبقي نجاحهها وقطف ثمارها مرهون باعتراف المتفاوضون بها حتي تجد مخرجات وتوصيات موتمر التعايش السلمي المزمع عقده بالمنطقة طريقه الي التنفيذ الذي يقود الي الاستقرار المنشود.