لفتت انتباهي الناشطة البيئية “خديجة الدويح “في مداخلة لها في ورشة عن السلام بالخرطوم، قالت ان اتفاقيات السلام السابقة فشلت لانها اهملت الجانب البيئي.
سألناها عن علاقة فشل اتفاقيات السلام بالبيئة ،عالجت الموضوع بزاوية جديدة ومختلفة ومن منظور بيئي، وأرجأت السبب الاساسي لنشوب أي صراع الي البيئة.
وفي اجاباتها كانت منحازة للمراة بشكل واضخ فالي مضابط الحوار.
مشكلة اتفاقيات السلام تركز علي الجانب السياسي وتهمل البيئي
لاتوجد وزارة للبيئة رغم اهميتها
السلام الاجتماعي يدعم السلام البيئي
التصالح مع البيئة يتم عبرصناعة بدائل
زراعة الغابات تقلل من ارتفاع درجات الحرارة
الزحف الصراوي مثل السرطان
80%من العاملين في الزراعة نساء
الحد من استخدام العربات الصغيرة التي تسبب التلوث
سن قوانين بيئية صارمة
حاورها:علاءالين بابكر
ذكرتي في مداخلة، ان واحدة من اسباب فشل اتفاقيات السلام هي اهمال الجانب البيئي، ماهي علاقة فشل اتفاقيات السلام بالبيئة؟
الفكرة مشكلة اتفاقيات السلام في السودان دائماً فيها قصور لانهم بركزوا علي الجانب السياسي والامني ويهملوا الجانب الاجتماعي والبيئي.
عالمياً بدت تظهر قضية التغير المناخي واثرت علي العالم كله، مثلاً ظهرت مشكلة الجفاف والتصحر ومناسيب الامطار قلت، وتغيرت فصول السنة، الساسة لايفكرون في هذه الاشياء مع ان التغير المناخي اصبح واحدة من نتائج النزاعات في العالم وسيهدد مناطق كثيرة في الكرة الارضية.
اعتقد ان القصور في الاتفاقيات لانها لم تناقش القضايا الاجتماعية والبيئية و ركزت اهتمامها في الجانب السياسي فقط.
اذا اخذنا قضية العودة الطوعية مالم تعالج مشكلة تغير المناخ سيكون لديك مشكلة في اعادة التوطين
اذا اردنا سلام شامل لابد من الحديث عن السلام البيئي ،والتصالح مع البيئة والتكيف معها في المناطق الجديدة ،لان الحديث عن العودة الطوعية في مناطق غير صالحة لمسألة العودة تعد مشكلة
مسألة اخري لابد من مراجعة الاتفاقيات البيئية، هل نحن جزء منها ام لا. صحيح هنالك حديث عن خطة وطنية علي الصعيد النظري لكن واقعياً غير موجودة.
توجد معاهد دراسات بيئية لكنها لاتعمل والمؤسف لاتوجد وزارة للبيئة رغم اهميتها
أي اتفاقية لاتضع في اعتبارها مسألة التغير المناخي لن تؤدي الي سلام حقيقي
موضوع التغير المناخي يتم التعامل معه باعتباره موضوع صغير لكننا نحتاج الي مراكز دراسات في هذا المجال.
لابد من النظر الي مسألة التغير المناخي ، و النساء اكثر جهة تستطيع التكيف مع البيئة لان ليس بمقدورهن الوصول الي الموارد لذك لابد ان يكونن جزء من صنع القرار.
اضفتي حاجة تانية بجانب البيئة، ان الاتفاقيات اهملت الجانب الاجتماعي ماذا تقصدين بذلك؟
السلام ليس وقف اطلاق النار، هنالك عمليات اعادة الدمج والتسريح فيها جانب اجتماعي ممثلة في التعويض وجبر الضرر بالاضافة الي ذلك مشكلة مسارات الرعاة واحتكاكهم مع المزارعين مربوطة بجانبين، الموارد والحصول عليها والجانب الاجتماعي وهذه القضايا بدورها تقود الي المشاكل لذلك الاتفاقيات لازم تتضمن تحديد مسارات واضحة لتجنب الاحتكاك بجانب النص علي التعايش السلمي وقبول الاخر، لان خلال الثلاثين عام الماضية تولد خطاب استعلائي مضمونه ” نحن عرب وجدنا الرسول” وغيره من الاحاديث العنصرية الفوقية، لان الصراع في دارفور اخذ طابع اجتماعي “عرب وزرقة” وهذه المشاكل مربوطة بمشكلة الهوية.
نحن لسنا عرب “بيور” ولا افارقة “بيور” نحن خليط والجزء الافريقي فينا اكبر، لذلك لابد من حسم مسألة الهوية في الاتفاقيات او علي الاقل مناقشتها، ونعول علي الاعلام ان يلعب دور كبير في ابراز سودانيتنا ،لان السلام الاجتماعي يدعم السلام البيئي، لكن في قصور في نظرة الطرفين لطبيعة المشكلة وينحصر كل اهتمامهم في تقاسم الثروة والسلطة، لانهم لاينظرون الي اسباب المشكلة .
و داخل الحركات توجد خلافات اثنية علي شاكلة مركز وهامش،
اعتقد كلما البيئة قست علي المجتمعات تعد مؤشرات لصراع جديد.
في سردك قلتي تحقيق السلام مربوط بالتصالح مع البيئة كيف نتصالح مع البيئة؟
بوجود آليات للتكيف المناخي، مثلاً السد في شمال السودان غير المناخ واثر علي انتاج التمور
التصالح مع البيئة يتم بصناعة بدائل، عبر زراعة غابات جديدة للتقليل من درجة الحرارة والحد من استخدام المركبات والرجوع الي الزراعة العضوية دون استخدام الكيماويات لان المواد الكيميائية تسبب الامراض وتقلل من خصوبة التربة التي يترتب عليها تقليل الانتاجية.
“مركزة” الخدمات في المدن تعد اكبر مشكلة لان كل الناس بتستخدم نفس الموارد، لذلك لابد من التفكير في توزيع الخدمات والعمل علي الاستفادة من الموارد المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والتقليل من الزحف الصحراوي، وهذه اخطر مشكلة يعاني منها شمال وشرق السودان وشمال كردفان في الغرب.
الزحف الصحراوي مثل السرطان كلما قل الغطاء النباتي اتسعت رقعته
الحرب مدمرة للغابات بجانب القطع الجائر والحرائق.
ذكرتي ان المراة اكثر تصالحاً مع البيئة، كيف وضحي اكثر؟ ام المسألة انحياز منك للمراة ؟
ليس انحياز لكن هي اكثر قدرة علي التكيف وابتداع البدائل عكس الرجال، بدل يزرع يفكر في التنقيب عن الذهب لان العائد المادي اكبر من الزراعة، والتنقيب من اخطر الاشياء التي يجب ان يهتم بها في اتفاقيات السلام المقبلة لانها تسبب اشكالات في البيئة وتعرض المعدن للامراض.
80% من عدد العاملين في الزراعة نساء لكن ال 20% هم المسيطرين، لان لديهم مدخلات الانتاج والمال والتسهيلات التي تقدم لهم مع ذلك النساء يستطعن التكيف مع البيئة اما الرجال اما هاجر واغترب او”طفش”.
ذكرتي ان 80% من العاملين في مجال الزراعة نساء من اين اتيتي بهذه النسبة؟
اعلنت عنه منظمة الزراعة والاغذية العالمية، و في السودان معظم العمالة في المشروعات المطرية والمروية نساء.
علي ماذا يتفاوض الاطراف في المجال البيئي لإنهاء مسيرة كفاح مسلح استمر لعقود؟
مافي حاجة اسمها مفاوضات السلام للبيئة لكن ضمن المسارات التي تناقش سواءً كانت سياسية او امنية، لابد من النظر للبيئة لانها تدخل في مسألة العودة الطوعية بجانب تمكين النساء في الحصول علي الموارد والتحكم فيها وصنع القرار لان دائماُ صنع القرار يكون من نصيب الرجال لكن النساء هن اللائي يعملن وموجودات علي الارض، لذلك لابد من النظر علي الاثر الذي يقع علي المراة في الاتفاقيات و تضمين القرار “2513” الخاص بالنساء والامن والسلام في مناطق النزاعات ويشتمل علي اربعة محاور تتحدث عن اهمية مشاركة النساء والوقاية والحماية والتعافي والانتعاش بعد الحرب، مفروض يكون ضمن اتفاقيات السلام بجانب دور الشباب في صناعة السلام
بعد توقيع اتفاقيات السلام هناك تدابير منها بناء السلام: في الجانب البيئي مالشي الذي يمكن ان نفعله؟
عالمياً في حاجة كبيرة اسمها السلام البيئي، استخدامك للموارد تعاملك مع البيئة.
يجب ان تسن قوانين تمنع القطع الجائر وتحافظ علي الحياة البحرية والبرية
إلزام الجامعات بعمل مراكز بحوث لتجنب المشاكل البيئية والصراعات.
اذا نفذت كل التدابير التي ذكرتيها ماهي المساهمة المتوقعة من البيئة لاحلال السلام؟
المساهمة كبيرة اذا نفذنا كل الاشتراطات ممكن تكون في موارد متوازنة ومسؤلة بجانب استخدام البيئة علي حسب الحوجة.
عندما نتحدث عن التوازن البيئي ياتي دور الانسان والحيوان والحشرات وكل الكائنات.
كي نضمن عدم حدوث صراعات مستقبلاً مالتدابير البيئية التي يجب ان نتخذها؟
التدابير مربطوطة بالاتفاقيات يجب ان تنص علي إلزام الدولة بالمحافظة علي الغابات والمحميات الطبيعية والتقليل من التلوث البيئي لان الخرطوم لاتحتمل الكم الهائل من العربات الموجودة حالياً، مفروض يكون في قطارات وبصات للمواصلات والحد من استخدام العربات الصغيرة التي تسبب التلوث البيئي.
معلوم ان التغيرات المناخية في الغالب تحكمها قوانين الطبيعة كيف نتصدي لها في حالة حدوثها كي لاتقود لنزاع؟
صحيح بتحدث فجائية لكن الانسان عنده فيها يد لتدخله بالاعتداء علي البيئة، لان تراجع مناسيب الامطار مربوط بالغطاء النباتي،ويسبب ربكة و تداخل فصول، لابد من وضع قوانين بيئية صارمة للمحافظة علي البيئة.
كبيئين هل لديكم ممثل في محادثات السلام التي انطلقت في جوبا، للتنبيه علي الجوانب البيئية؟
لا، لانها لم تضع في الاعتبار وهي من الموضوعات الجديدة التي بدأ الحديث عنها ، السياسين والعساكر مسيطرين علي كل شي.
واضح من خلال طرحك الجانب البيئي مهم،طيب اين انتم ولماذا صوتكم ضعيف بالرغم من اهمية القضية ،هل الامر ضعف في الطرح ام غياب من المنابر ؟
المسيطرين علي القرار السياسي نظرتهم محدودة وغير شاملة لاحظ غياب وزارة البيئة المعنية بهذه الجوانب.
رسالة بيئية تعتقدين انها مهمة للمجتمع؟
الرسائل البيئية كثيرة لكن اهمها: الخرطوم عبارة عن غابة من الاسمنت لذلك علي كل مواطن ان يزرع شجرة في منزله والابتعاد عن استخدام الكيمياوات في الزراعة لتصبح حياتنا خضراء،و من قطع شجرة يزرع قصادها عشرة شجرات بجانب الحفاظ علي المحميات الطبيعية.