الخرطوم – سلاميديا
شهد الشارع السوداني، ردود أفعال متباينة إزاء التدابير الإحترازية التي أقرتها السلطة الإنتقالية لمنع تفشي وباء كورونا، حيث تعاطى البعض بشكل إيجابي مع الإجراءات الوقائية وبدت عليهم مخاوف بائنة، بينما يتعامل السواد الأعظم مع أنباء الوباء بإستهتار وعدم مبالة مستبعدين وصوله الفايروس الى البلاد.
وبين الفئتان تقف مجموعة أخرى من السودانيين، تقول بإنها “متوكلة على المولى عز وجل”، وأنهم لايستطيعون إيقاف أعمالهم رغم يقينهم بإمكانية إصابتهم بوباء كورونا.
وإتخذت السلطة الإنتقالية في السودان جملة إجراءات إحترازية للحيلولة دون تفشي كورونا في البلاد، وذلك في أعقاب إعلان وزارة الصحة حالة وفاة بهذا الوباء لمواطن قادم من الأمارات وإكتشفت به بعد مفارقته للحياة.
وشملت الإجراءات الوقائية إعلان حالة الطوارئ الصحية بإغلاق كافة المعابر البرية، والبحرية، والجوية وإيقاف الدراسة في كافة المراحل، ومنع التجمعات والملمات وتجفيف المجمعات السكنية “الداخلية” وخفض المعاملات الحكومية الشي الذي أصاب العاصمة الخرطوم والمدن الاخرى بشلل كبير، وخفت الحركة بصورة ملحوظة.
ورغم موجة الهلع التي اصابت جزء كبير من الشعب السوداني فإن عدد من المواطنين ملتزمين بالأرشادات التي وجهت بها وزارة الصحة الاتحادية من غسل للأيادي وتجنب المصافحة وملامسة الاسطح وغيرها من الاحترازات.
وبدت الطالبة بجامعة الخرطوم نجلاء الشيخ غير مصدقة لما هو متداول عن تسجيل حالات إصابة بفروس كورونا، لذلك فهي لا تبالي ولا تكترث للاجراءات الوقائية التي وضعتها السلطات الصحية في البلاد.
ووجدت نجلاء التي تحدثت لـ”سلاميديا” في هذه إيقاف الجامعات لشهرا كامل، فرصة لنيل قسط من الراحة في الاقاليم والاسترخاء بعد عناء دراسة طال شهور متتالية دون انقطاع.
واستبعدت وصول فيروس كورونا الى السودان متعللة بدرجة الحرارة العالية التي تتميز بها البلاد والتي يمكن ان تقتل الفيروس او تحد من انتشاره.
وتزيد نجلاء “رغم انني غير مصدقة لحقيقة وصول الفيروس الا ان التدابير التي وصت بها وزارة الصحة ستكون كفيلة بالوقاية منه حال تفشيه”.
وبحسب مراقبين فإن حالات الهلع والخوف المفرط من المرض تتركز في العاصمة الخرطوم مقارنة بولايات السودان التي تسودها حالة من الطمأنينة.
وأبدت المواطنة زهراء حامد مخاوفها من فيروس كورونا، مشددة على ضرورة أن يلتزم الجميع بالارشادات التي وضتها السلطات الصحية.
وحثت زهراء التي تحدثت لـ”سلاميديا” وزارة الصحة على توفير الكمامات والمطهرات مجاناً للمواطنين تقديراً لأوضاعهم المعيشية الصعبة.
وبحسب بائع “الكمامات” المتجول حافظ المبارك والذي اتخذ من كورونا فرصة لأيجاد مصدر رزق له، فإن الاقبال على شراء الكمامات عالي جدا.
وقال مبارك في تصريحاته لـ”سلاميديا” “ارتفعت اسعار الكمامات وبلغ سعر الكمامة الخضراء ٨٠ جنيها والكمامة الفلتر ٣٠٠ جنيه، ورغم ارتفاع اسعارها الا ان المواطنين يشترونها وتنفذ بضاعتي بسرعة”.
ونصحت وزارة الصحة السودانية، بتجنب الزحام حتى على مستوى العلاقات الاجتماعية من الافراح والاكراه ومآتم والاكتفاء بقبول التهاني او التعازي بالحجم الذي يخفف من الضرر، وغسل الايادي بالصابون بإستمرار، وجميعها إرشادات وقائية لمنع تفشي كورونا.
وتقول هالة الميرغني، وهي طبيبة عمومية، إن التدابير الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة تعكس إهتمامها بصحة الشعب السوداني.
وتضيف خلال حديثها لـ”دسلاميديا ” “السودان اول دولة اغلقت حدودها وأوقفت رحلات الطيران قبل تفشي كورونا بشكل أوسع وهذا سيقلل بالتاكيد من فرص الاصابة بهذا الفيروس”.