الخرطوم – سلاميديا
 
وجدت المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك تفاعلا كبيراً من  السودانيين والمقيمين في دول المهجر، وأحصت المليارات خلال فترة زمنية وجيزة وفق المنصات الرسمية للمبادرة.
 
وأطلق حمدوك عشية الخميس الماضي، مبادرة تحت مسمى “القومة للسودان”وهي حملة شعبية للبناء والتعمير والتي تعنى بجمع التبرعات المالية لمواصلة إرث الثورة في إحتواء الأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد.
 
وفي كلمة وجهها للسودانيين بهذه المناسبة، قال حمدوك “كما وقفنا متحدين لإسقاط النظام السابق، نقف الآن مرة أخرى لإعادة بناء وإعمار البلاد بعد عقود من الدمار والإنهيار”، مؤكدا أن معركة البناء والإعمار هي إستكمال للخطى المجيدة التي مشى عليها الشعب السوداني في ثورته المستمرة، والتي تتوجت بإسقاط النظام المخلوع”.
 
وبحسب متابعون للوضع الإقتصادي بالسودان فإن نجاح  هذه المبادرة يتطلب إستجابة قوية من السودانيين بالداخل والخارج، وهي مجربة في كثير من الدول ولكن بمسميات مختلفة ومن بينها مصر والتي أطلقت مبادرة “صبح على مصر بجنيه”، والتي وجه بها عبد الفتاح السيسي  لإنقاذ وضعها الإقتصادي  بعد صعوده لحكم البلاد.
 
وتجاوب السودانيون بشكل لافت مع المبادرة وسارع الكثير منهم بإعلان تبرعاتهم على صفحاتهم بوسائل التواصل الإجتماعي، حيث شمل دعم “القومة للسودان” نجوم مجتمع وسياسيون وأشخاص عاديون.
 
وغرد رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير على صفحته الشخصية بتويتر قائلا “إن هذه  الحملة هي إستدعاء لثقافة “النفير” التي عرف بها السودانيون، والواجب الوطني يفرض على الجميع أن يبذلوا ما في وسعهم لإنجاحها”.
 
وفي المقابل السند والدعم، فقد ضربت الحملة بهجوم عنيف من بعض السودانيين مطالبين بإستراداد الأموال التي تم نهبها من قبل  النظام البائد أولاً ومن ثم طرح المبادرة.
 
وأيد الخبير الاقتصادي محمد الجاك هذه الفئة من المغردين قائلاً “لقد وضعت لجنة أزالة التمكين يدها على كثير من الشركات والممتلكات وأصول كبيرة جداً كان يتحكم بها النظام السابق، والتي حال إستردادها وأيداعها في خزانه وزارة المالية بصورة مباشرة وعاجلة، ستؤثر بصورة كبير في دعم الإقتصاد”.
 
أما حول سؤال “سلاميديا” عن نجاح مبادرة القومة للسودان وأسعافها للأزمة الإقتصاية قال  الجاك “أتوقع أن تكون المبادرة ذات أثر إيجابي ولكنها تتطلب إستجابة السودانيين بالداخل والخارج  في الوقت الذي إرتفعت فيه أصوات تحرض على عدم المساهمة”.
 
وحبز الجاك أن تكون مساهمة السودانيين بدول المهجر بالعملة الصعبة التي ستساعد في إنجلاء الأزمة بسرعة.
 
الخبير الإقتصادي عبد العزيز أحمد رغم أنه يدعم المبادرة وقد قام بالمشاركة فيها إلا أنه لايضمن لها نتائج فعالة. وقال خلال تصريحاته لـ”سلاميديا” من الأفضل أن تفعل الحكومة الرقابة وقانون الضرائب وأن تتعامل بحسم مع قضايا الفساد، وأن يوجه المال للتنمية والإنتاج، لأن المبلغ الذي يمكن أن توفره المبادرة لايسعف حتى 10% من أزمة الإقتصاد”.
 
ووجه بنك السودان المركزي في خطاب له تحصلت “سلاميديا” على نسخة منه بفتح حساب إيرادي بجميع العملات الأجنبية المختلفة لبنك النيلين بإبوظبي ليتمكن من إستقبال  المساهمات المالية من المغتربين على أن يمد وزارة المالية بكشف لحركة الحساب إسبوعيا.
 
وغرد حاتم بركات أحد المغتربين بدول المهجر على صفحته الشخصية بتويتر، مطالبا بالإسراع في فتح الحسابات الخارجية للمشاركة في مبادرة القومة للسودان مستدعيا ذكرياته الأليمة حول فقدانه شرف المشاركة في ثورة ديسمبر المجيدة وعزم أن لاتفوته هذه الفرصة في نصرة بلاده.
 
وقال رئيس اللجنة الإقتصادية في الجمعية السودانية لحماية المستهلك حسين القوني”الشعب متحمس للفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي  وكثير من المغتربين مستعدون للمساهمة في المبادرة لذلك لامانع أن تنخرط الحكومة في مثل هذة التجربة”.
 
وتخوف البوني من فشل التجربة لأن نسبة الفقر في السودان تفوق 60% واقترح تكوين حملة إعلامية مكثفة  لتوعية المواطين عن المبادرة وتشجيعهم لدعمها.
 
ويضيف “السبب وراء تقبل المواطنين هذه المبادرة هو أن هذه الحكومة الحالية حكومة ثورة وطنية تسب فيها الشعب نفسه ويجب على الرأسمالين والمغتربين بالخارج دعم هذه المبادرة والأفضل أن يتم الدفع بالدولار بدلا عن الجنية السوداني”.
 
وفيما يخص الوضع الإقتصادي بشكل عام دعا البوني إلى ضرورة زيادة الصادرات وتشجيع المغتربين والأجانب على الأستمثار وذلك عن طريق تهيئة المناخ الأستثماري.