الخرطوم _ سلاميديا
برزت حالة من الخلافات وسط تحالف الجبهة الثورية المسلح، بعد ما أصدرت عدد من مكوناته بيانات متضاربة بشأن تأجيل مفاوضات السلام وتقليص الوفود الذي أعلنته الوساطة الجنوب سودانية قبل يومين، الشي الذي أثار قلق المراقبيين حول نجاح عملية السلام.

وسارعت حركة تحرير السودان، بقيادة مني اركو مناوي برفض تأجيل المفاوضات لمايو المقبل وجمدت مشاركتها في التفاوض، لكن الوساطة في جوبا أعلنت الثلاثاء أنها تمكنت من إعادة حركة مناوي لطاولة التفاوض.

وتعود تفاصيل الخلاف إلى أن الاطراف المكونة للجبهة الثورية عقدت إجتماع بجوبا ناقشت فيه مسار المفاوضات والتفاصيل المتعلقة بتميديد التفاوض، لكنها لم تصل لإتفاق يمكنها من اصدار بيان موحد، وإتفقت على أن يعبر كل مكون على حده.

وقال مناوي ورئيس الجبهة الشعبية المتحدة الأمين داوؤد فيةبيان مشترك لهما إطلعت عليه “سلاميديا” إن الإجتماع الطارئ للثورية خلص إلى الإتفاق بعدم إصدار أي بيان تزج فيه الجبهة الثورية من قريب او بعيد، وذلك حفاظا على وحدتها وتماسكها.

وأضاف “الا اننا تفاجأنا في اليوم التالي ببيان ممهور من بعض قيادات الجبهة الثورية بما فى ذلك رئيسها”.

وأعتبرت الحركتان أن البيان لا يمثل الجبهة الثورية وليس على اتفاق فيه حسب الإجتماع الاخير، ولا يخدم وحدة الجبهة.

وأضاف “قد لاحظنا أنه كلما يتصدى البعض منا على القضايا الجوهرية ذات الصلة بالعملية السلمية لأهل الهامش انبرى لها اخرون بلسان الحكومة لمواجهة حلفائهم.. وهذا امر مخجل ومرفوض لا يخدم قضايا شعبنا في الهامش”.

ويرى عدد من المحللين السياسيين والقيادين بالحركات المسلحة أن هذا الخلاف المتعلق بصدور البيانات ليس خلافا جوهريا وإنما تباين في وجهات النظر ولن تتأثر على العملية السلمية.

فيما أكد الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان جناح مناوي محمد الحسن هارون أنه ليس هناك خلاف حاد يذكر وما حدث من ضجة إعلامية هو مجرد تباين في وجهات النظر.

ويقول هارون في تصريحاته لـ”سلاميديا” ما حدث من إختلاف في وجهات النظر شي طبيعي في العمل بغرض التوصل إلى رأي متفق عليه بين الأطراف من أجل تجويد العمل والمضي قُدماً صوب الهدف الاساسي وهو التوصل إلى عملية سلام شامل غير جزئي.

وأضاف البيان “قد لاحظنا انه كلما يتصدى البعض منا على القضايا الجوهرية ذات الصلة بالعملية السلمية لأهل الهامش انبرى لها اخرون بلسان الحكومة لمواجهة حلفائهم.. وهذا امر مخجل ومرفوض لا يخدم قضايا شعبنا في الهامش”.

أما المحلل السياسي مصطفي الجميل، فقد اقر بوجود خلافات في الجبهة الثورية لكنها لا ترتقي لمستوى الخلاف الفاصل الذي يعيق عملية السلام وانما سحابه عابره.

وقال الجميل في تصريحاته لـ”سلاميديا” “موقف مناوي داعم للعمليه السلمية، وسبق أن صرح القائد مناوي أن الكثير من القضايا الجوهرية لم تحسم بالإتفاق مع الجانب الحكومي باستثناء تسليم مجرمي الحرب الى المحكمة الجنائية الدولية بقية القضايا ما تزال لم يتم فيها اختراق كامل.

مشددا أن بعض القوى السياسية في الجبهة الثورية ترى أن الكثير من القضايا قد تم الفصل فيها وهذه هو جوهر الخلاف بين الحركتين والجبهة الثورية”.

ويضيف “إي خلاف لأطراف المعارضة يستفيد منه النظام البائد ولكن نوصي بإجراء إتصالات لتقريب وجهات النظر، ووقف التفاوض المباشر ومن المتوقع أن تعود العملية السياسية لطريقها نحو إستشراف سلام يجنب السودانيين ويلات الحرب”.

وأصدرت مكونات من الجبهة الثورية أبرزها الحركة الشعبية جناح عقار وحركة العدل والمساواة، ورئيس الجبهة الهادي إدريس، بياناً عبرت فيه عن دعمها للوساطة وتأكيد التزامها بمنبر جوبا.

فيما يرى المحلل السياسي الفاتح محجوب الخلافات التي نشبت بين أطراف التفاوض في جوبا لن تعرقل عملية السلام كلياً لكنها ستسبب في تأخير التوصل لإتفاق سلام.

ويقول محجوب خلال حديثه لـ”سلاميديا” إرادة الأطراف المتفاوضة كلها تذهب نحو السلام وكذلك الأطراف والأجواء الدولية والإقليمية ليست في صالح الرجوع للحرب ولذلك لابد من السلام وأن طالت المفاوضات”.