بقلم – نيازي ابو علي
تمضى بخطي واثقة، لتحجز لنفسها مكانة متقدمة في صفوف نجمات الشاشة، انها ذكري عبد الوهاب عبد الله، مقدمة برنامج (ست الكورة) الذي يعد واحد من اشراقات البرامج الرمضانية.
بدأت مسيرتها الاعلامية، بإذاعة الأبيض، في ثنائية مع زميلها عز العرب آدم، ثم انتقلت للعمل بشرطة الولاية، المكتب الاعلامي، ثم اذاعة ساهرون، قبل ان تهاجر برفقة زوجها للمملكة العربية السعودية، وتعود للاطلالة من جديد عبر الشاشة الزرقاء من خلال برنامجها (ست الكورة).
الي جانب موهبتها الاعلامية، وتجربتها الاذاعية، تمتلك ذكري موهبة التمثيل، وقد تجلت في بطولتها لفيلم ( الورشة) ومشاركتها في فيديو كليب (جدودنا زمان) الذي أحتفي بثورة ديسمبر للفنان الشباب احمد امين.
ذكري شابة عصامية بداخلها طاقة كبيرة تجعلها قادرة على مواجهة الصعاب فقدت والديها مبكرأ لتكن في محك كبير لخوض غمار التحديات لتتمسك بالحاضر والمستقبل معا بمدينة الأبيض بحي الرديف. ويمكنك الإحساس بهذا الأمر عند مقابلة أي امرأة عصامية، حيث إنها تشع روحاً من العزيمة والإصرار والمثابرة لا يمكن تجاهلها، ويظهر عليها دوماً أنها متأهبة ومستعدة لأي شيء مفاجئ.
رحل والدها الشهيد عبدالوهاب عبدالله (بوب ) الذي استشهد في العام ١٩٩٠م بجنوب كردفان ووالدتها كانت تحمل بداخلها الطفلة التي لم تخرج للحياة.
تفتخر دائما بالمرأة العظيمة التي ربتها مبكرا وتقول ذكري
ربتني (امي حنان عبدالله) لها الرحمة والمغفرة
تلك المراة الصبورة المكافحة زوجة شهيد وام لبنت في زمن كان صعب جداً.
وتحكي ذكرى بحزن ( ربتني لوحدها ولم يشاركها تربيتي اي شخص ورحلت هي أيضاً وانا ابنة الاثنان وعشرين ربيعا و كنت وقتها خريجة من الجامعة حديثا.
وأضافت وبعد فترة من الحزن والبعد من كل شيء شاءت الأقدار أن يطرق باب منزلنا احد أصدقاء والدي بالشرطة و هو والد زوجي وعمي جمال صابون ( قال لي يا بنتي الحزن في القلب وعشان تخرجي من الانتي فيهو لازم تشتغلي وبحكم عمله كشرطي تم توظيفي في اعلام الشرطة وفعلاً كان وقتها مكتب إعلام الشرطة في حوجة لشخص لسدة بعض الأعمال ومنذ تلك الفترة عملت ومن مكتب اعلام شرطة الابيض انتقلت لاذاعة ساهرون ولم استمر طويلا تزوجت وانتقلت مع زوجي للسعودية )
لذكري ايادي بيضاء، وتجربة انسانية جديرة بالتقدير في العمل الخيري والطوعي والانساني بالولاية، حيث كانت تشكل حضورا فاعلا في مشاريع الشباب والقضايا التي تخدم انسان كردفان.
رغم قصر تجربتها التلفزيونية، الا انها استطاعت ان تلفت اليها النقاد والصحفيين، وقد كتب عنها الزميل الصحفي والناقد الفني محمد إبراهيم الحاج: ( قدمت المذيعة صاحبة التجربة الحديثة ذكرى عبد الوهاب اختراقا برامجيا جديدا عبر (ست الكورة) وهي تجارب نواعم في ملاعب الرجال (الخشنة)..تتفق هذه الحلقات تماما مع الصوت الانثوي ذو الضجيج الآسر الذي تغشى مختلف المجالات خلال الفترة السابقة…هو محاولة ربما كانت مضنية للغاية في انتاج حلقات اظهرت قدرة الفتاة السودانية على اختراق ماكان سياجا محكم الأغلاق بالختم الزكوري).
تمنياتنا لذكري عبد الوهاب، بتجربة تلفزيونية حافلة بالنجاح والتميز، وتهانينا لها بعبور برنامج (ست الكورة) لمصاف البرامج المميزة، عالية التاثير والمشاهدة.وحقا تستحق وسمها بزول جميل ونجمة تضيء في سماوات عروس الرمال وخارجها.