ربك _ سلاميديا
لم يعد أمام مواطنو مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض خيار غير الإستسلام وشراء الخبز التجاري بواقع 6 جنيهات للرغيفة، وذلك في أعقاب شح وإنعدام الخبز المدعوم من قبل الدولة.

وخصصت وزارة التجارة والصناعة خبز تجاري للمطاعم والمخابز بوزن ومواصفات خاصة لكبح جماح أزمة الخبز التي ضربت البلاد أواخر العام 2019 والتي كانت بمثابة شرارة لثورة ديسمبر المجيدة التي أنهت حكم الجنرال المخلوع عمر البشير.

وتعاني ربك كغيرها من المدن السودانية أزمة خبز طاحنة نتيجة نقص في الدقيق المدعوم، وهو ما شجع على التوسع في الخبز التجاري والذي لجأ إليه مواطنون لتفادي معاناة الانتظار أمام مخابز الرغيف المدعوم.

وتجلت معاناة أهالي ربك مع الخبز المدعوم في حالة العمة “ثويبة الهادي” مع رفيقاتها تحت ظل شجرة تقيها حرارة الصيف الحارقة، مترقبة سماع إسمها لتتسلم حصتها التي لن تتعدى الثلاثين قطعة من الخبز المدعوم.

وإذا نظرنا عن كثب نجد أن هناك علاقات إجتماعية بدأت تتكون فإعتمدت النسوة على المكالمات الهاتفية لإخبار رفيقاتهن باقتراب مواعيد التسلم وتناقل الاخبار عن اي من المخابز يعمل على صنع الخبز المدعوم.

فالخبز المدعوم في تلك المدينة صار سلعة باهظة الثمن يتعذر الحصول عليها بسهولة للمواطنين، فإن المواطن يرزخ تحت امرين احلاهما مر، فإما ان يتحمل حرارة الشمس الحارقة او يتحمل تكاليف شراء خبزه تجاريا.

وتروي العمة ثويبة معاناتها مع الخبز المدعوم وتقول خلال حديثها “لسلاميديا” “إعتدنا على إنتظار الخبز في كل مرة أكثر من ساعتين وبعدها يتم تسليمنا ثلاثين قطعة كحد أقصى”.

وتضيف ” تتم العملية بتسجيل الأسماء على ورقة عند البائع في المخبز ومن ثم يتم إستدعاء المواطن ليتسلم حصته”.

وتزيد “لولا الضائقة المعيشية لن أتكبد عناء الانتطار، فالخبز غير المدعوم لا يتناسب معنا كمواطنين”.

وكشفت جولة ميدانية “لسلاميديا” إعتماد المخابز التجارية في الأسواق وداخل الأحياء مبلغ 5 جنيهات سعرا للرغيفة الواحدة زنة 75 جراما، فيما تطرح المحال التجارية ذات الخبزة بسعر “6 او 7” جنيهات للقطعة الواحدة.

ودافع صاحب المخبز بالسوق المحلي ربك، عن شرعية زيادة سعر الخبز، وبرر ذلك بزيادة تكلفة انتاجه من خميرة ووقود، وصرح كذلك “للسلاميديا” عن حصص الدقيق الموزعة للأفران من قبل الحكومة.

وقال إن الحكومة توزع الدقيق المدعوم على المخابز بواقع جوالين للمخبز الواحد داخل الاحياء واذا انتهت هذه الحصة يقومون بخبز الدقيق التجاري”.

ويضيف “اما اصحاب المخابز التجارية يشترون الدقيق من الوكلاء المعتمدين بقيمة 3500 ولابد للمالك من وضع هامش ربح”.

ودحضت سعاد محمد التي تبلغ 45 عاما متزوجة وأم لخمسة اطفال مبررات اصحاب المخابز لزيادة اسعار الخبز.

وتقول سعاد “الدقيق المدعوم من قبل الدولة يتم التلاعب به من رموز النظام السابق، وأن المخابز المدعومة تعمل يوم او يومين بالاسبوع وبقية الايام ذات المخابز تعمل تجاريا”.

وتضيف “استسلم اغلب المواطنين لشراء الخبز التجارى رغم غلاء سعره واعتبرو ذلك مكسبا للوقت والجهد والعناء”.

وتمتلك مدينة ربك داخل الحي الواحد اكثر من مخبز، وتتميز كذلك بكثافة سكانية عالية لارتباطها بعدد من القرى والمدن المجاورة.