سلام ميديا:علي منصور حسب الله

برز اسم علي كوشيب عقب اندلاع حروب الحكومة البائدة وحركات الكفاح المسلح بوصفه احد قادة المليشيات التي وقفت بجانب الحكومة وكان القائد الميداني لقوات لاحدي المليشيات واجه كوشيب تهم بارتكاب جرائم حرب فصار احد المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي وكانت المحكمة الجنائية الدولية التي تاخذ من لاهاي مقرا لها اصدرت في عام (٢٠٠٧) مذكرتي اعتقال بحق كل من أحمد هارون وهو حاكم اقليمي ووزير دولة سابق للشؤون الانسانية وعلي كوشيب وهو زعيم ميليشيا بتهم تنظيم عمليات قتل جماعي وترحيل في منطقة دارفور بغرب السودان حينها قال كبير المدعين في المحكمة الدولية لويس مورينو اوكامبو ما نريده الان هو اعلان أن مجلس الامن سيضمن اعتقالهما واطلع اوطامبو أعضاء المجلس في تقريره على قرار أصدرته المحكمة الجنائية الدولية اورد ان الخرطوم تحمي هارون وكوشيب واضاف معلم مكان هارون. عادة يختبيء الهاربون من العدالة أما في هذه الحالة فهارون هو حاكم ولاية جنوب كردفان

كوشيب المولد والنشأة
ولد علي عبد محمد علي عبد الرحمن اسم شهرته علي كوشيب اصوله من جهة الاب من قبيلة الطائشة بينما من جهة والدته من قبيلة الدنغوني من الجزء الجنوبي من السودان ولد عام (١٩٥٧) في قرية بغرب دارفور بالقرب من مدينة وادي صالح وهو من قبيلة التعايشة ذات الأصول العربية

كوشيب والوظائف والمسؤوليات

التحق بالقوات المسلحة بشعبة السلاح الطبي وعمل ممرضا إلى أن وصل رتبة مساعد ثم أحيل إلى التقاعد عام (١٩٩٧) ليتلحق بقوات الدفاع الشعبي وكان أميرا لمجاهدي الدفاع الشعبي منذ انطلاق التمرد في إقليم دارفور في اكتوبر (٢٠٠٨) اعتقلته الحكومة المركزية وحققت معه ضمن آخرين بشأن اتهامات موجهة إليه متعلقة بأحداث منطقة دليج،وطالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السودان بتسليم كوشيب ليحاكم باتهامات عن ارتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم إنسانية في إقليم دارفور

نشاط إجرامي مزعوم

 

اتهمت المحكمة الجنائية الدولية علي كوشيب باغتيال (٥٠٤) والمشاركة في اغتصاب (٢٠) امراة وتشريد (٤١) ألف شخص قسراً في الهجمات المختلفة التي شنها علي كوشيب والميليشيا التي كانت تحت قيادته أفاد أحد الناجين أن (١٥٠) شخصاً قتلوا، وقتل (٣٠) طفلاً، كلهم في معركة استمرت (٩٠)/دقيقة كما قالت امرأة نجت من نهب قريتها غالانيا، ووصلت إلى مخيم للاجئين في تشاد أوضحت كيف وصلت ميليشيا يقودها كوشيب إلى بلدتها ذات يوم لقتل المدنيين كان زوجها هو أول من قُتل بينما حاولت الفرار قبض عليها جنود الميليشيات، وأجبرت بقيادة كوشيب على السكين على الاعتراف بأنها تورا بورا أي متمردة كما روى ضحايا آخرون قصصًا مماثلة عن الفظائع التي مروا بها من قبل المليشيا تحت قيادة كوشيب قُتلت ست عشرة امرأة، منها ست نساء مسنات، وأُلقي بالأطفال على النار، وأحرقوا المنازل، وعدد لا يحصى تعرض للتعذيب والجرح،وقتل العشرات وقد تم اتهام كوشيب بالمشاركة الشخصية في الهجوم ضد المدنيين في مدن كودوم وبنديسي ومكجار وأراوالا والمناطق المحيطة بها بين أغسطس (٢٠٠٣) ومارس (٢٠٠٤) وورد أن كوشيب يعمل لحساب أحمد هارون وأفاد شهود عيان عن لقاءات بين كوشيب وهارون في إحدى الحالات في أغسطس (٢٠٠٣) على سبيل المثال، بعد أن التقى كوشيب وهارون في بلدة مكلوك وقدم هارون المال والسلاح لكشيب قاد كوشيب الميليشيا في هجوم على بلدة بنديسي وستمر الهجوم خمسة أيام، قُتل خلالها أكثر من (١٠٠) شخص بينهم 30 طفلاً وفي ديسمبر (٢٠٠٣) في بلدة أراوالا أفاد أحد الشهود أن كوشيب تفحصها هي ونساء أخريات تم ربطهن بشجرة عارية تعرضن للاغتصاب بشكل متكرر من قبل جنود ميليشيته وفقا للمحكمة الجنائية الدولية شارك كوشيب بشكل مباشر في قتل (٢٠٠٣) رجلا في بلدة مكجر بعد (١٥) دقيقة من أخذ كوشيب وجنوده الرجال من القرية سمع أعيرة نارية وعثر على (٣٢) جثة في اليوم التالي وفي هجوم آخر بقيادة كوشيب قرب مكجر تم اعتقال رجل وقيل لما شاهده تم تقييد الرجال بطرق مختلفة. بعضهم… تم تقييدهم وتعليقهم في الهواء… تم رفع ذراعيه على اتساعهما وربطهما على لوح من الخشب على السقف، في حين كانت ساقيه أيضًا متباعدتين ومربوطتين بأشياء على كلا الجانبين … تم ترك موقد حرق بين ساقيه … وكان جميع الرجال يحملون آثار جلد على أجسادهم، وكانت ملابسهم ممزقة وملطخة بالدماء … وقد تعرض للضرب المتكرر، ودعا تورا بورا وحرم من الطعام … وتعرض رجلان آخران للضرب المبرح وأزيلت أظافرهما وأظافرهما بالقوة وفي عام (٢٠١٣) اتهم قادة من قبيليين يتبعون لقبيلة سلامات كوشيب بمحاولة قتل علي عثمان عبيد، تاجر الماشية، في رهد البردي

محاولة اغتيال فاشلة

 

في يوليو (٢٠١٣) تعرض كوشيب لمحاولة اغتيال فاشلة نجا منها جرت ذلك في المنطقة الصناعية بنيالا بينما كان يتحسي الشاي في احدي محلات بائعات شاي اصيبت صاحبة المحل اصابة طفيفة حينها قال مدير شرطة ولاية جنوب دارفور ان علي كوشيب نجا من محاولة اغتيال وقتل حرسه وسائقه في نيالا وقد عزت السلطات لدوافع قبلية تزامن ذلك مع الخلافات التي حدثت بين افراد من القوات الأمنية حيث إندلعت إشتباكات عنيفة بين منسوبي جهاز الأمن والمخابرات ومجموعة من المليشيات داخل مدينة نيالا أدت إلى مقتل (٧) اشخاص وجرح مالايقل عن (٤٠) شخصاً وكان من بين القتلي الملازم اول امن عمار انور الحاج والمساعد شرطه محمد عبد الله شراره الملقب بدكروم مما وضع علامات استفهام عديدة لانه كان ضابط في قوات الاحتياطي المركزي وهي شرطة مقاتلة
تعود أصول الى مليشيات ساندت الحكومة المركزية اثناء قتالها المتمردين ظلت متهمة بارتكاب فظائع ضد مجموعات اثنية افريقية فقامت الحكومة المركزية باجلاءه بطائرة مروحية ليتم علاجه بمستشفي خمسة نجوم بالخرطوم في ظل حراسة مشددة

قصة هروبه

عقب سقوط النظام البائد واعلان عضو مجلس السيادة وعضو الوفد الحكومي بمفاوضات جوبا اتفاق اطراف التفاوض في تسليم المطلوبين لدي المحكمة الجائية الدولية فر المساعد شرطة علي كوشيب المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، من منطقة رهيد البردي وتوجه نحو حدود السودان مع دولة أفريقيا الوسطى رفقته مجموعة من قواته قيل حينها بانه ينوي الدخول لدولة أفريقيا الوسطى مستقلاََ الهشاشة الأمنية في الشريط الحدودي والنزاع المسلح في أفريقيا الوسطى بين قبيلتي الرونقا والكارا سبق أن قدمت مجموعات شبابية بولاية وسط دارفور عدة شكاوي ضد نشاط كوشيب وتخطيطه لأعمال عسكرية في ولايتي وسط وجنوب دارفور مدعوماََ من قبل قيادات محسوبه للنظام البائد. كوشيب أخفي نفسه منذ ذلك الوقت وفي الأثناء قال الناشط سالم النو عبر صفحته في” فيس بوك” أنه وفقاً لمصادر فقد شوهد كوشيب في منطقة أم دافوق بولاية جنوب دارفور. وكشف النو عن تشكيل لجنة مشتركة من قبل قيادة الفرقه “16” والدعم السريع بولاية جنوب دارفور لإلقاء القبض على كوشيب
وأشار إلى أن قيادات في شُرطة الإحتياطي رفضت ملاحقته وتوعدت بأنها ستسلمه للأجهزة العسكرية وظلت المحكمة الجنائية الدولية تطالب بتسليم علي كوشيب و المخلوع عمر البشير، ووزير داخليته الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، ووزير الدولة بالداخلية الأسبق أحمد هارون بتهم إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور

إقرار بالصوت والصورة

 

قبل اكثر من عامين أقر كوشيب في تسجيل فيديو مشهور بارتكابه جرائم قتل بواسطة أسلحة محرمة دوليا خلال مخاطبته لمجموعة من أفراد قبيلته بمنطقة أم دخن الحدودية مع تشاد حينها توعد احدي القبائل بالويل واكد إن ما يتناوله الإعلام عن اتهامه بارتكاب جرائم حرب صحيح ١٠٠٪ وأضاف عندي سلاح لو أطلقت منه عيار ناري واحد في هذا المكان لن يبقى منكم أحد مما يعد ذلك التسجيل دليل ضده

اخيرا اعتقاله

وبحسب موقع دارفور 24 إن قائد المليشيا المسلحة في دارفور، علي كوشيب، المطلوب لدى المحكمة الجنائية، تم إعتقاله بواسطة قوات تتبع للأمم المتحدة في افريقيا الوسطى، وجرى تسليمه لمكتب محكمة الجنايات الدولية في بانغي وحسب المعلومات التي اكدها النشاط سالم النو ان القبض على كوشيب تم بالتنسيق بين بعثة الأمم المتحدة في افريقيا الوسطى وسلطان إحدى القبائل بالدولة وأكد الموقع أنه تواصل مع مسؤلين في البعثة الأممية بافريقيا الوسطى لكنهم رفضوا تأكيد او نفي الخبر، فيما قال النو إن كوشيب تم القبض عليه في منطقة بروو الحدودية بين السودان وافريقيا الوسطى كما قالت قيادات أهلية في المنطقة لدارفور 24 إن طائرة مروحية هبطت في المنطقة وعليها النائب العام لجمهورية افريقيا الوسطى برفقة ممثلين لمكتب محكمة الجنايات الدولية، وأخذت سوداني مطلوب للجنائية وغادرت إلى مدينة بانغي

تضارب معلومات

في ظل تجاهل السلطات السودانية امر اعتقال كوشيب وما بين تاكيد البعض وتردد البعض الاخر قالت مصادر ان كوشيب سلم نفسه للمحكمة الجنائية طوعا وذلك بتسليم نفسه لقوات اممية خاصة و لم يتم اعتقاله بواسطة القوات الاممية او المجموعات المحلية في بلدة بيراو كما اشيع في الميديا بل تم الترتيب بين المتهم ورفاقه الاثنين و الوفد الخاص المكون من المحكمة الجنائية والمدعي العام لافريقيا الوسطى للحوار في سرية تامة و تم اقناع كوشيب وزملائه للسفر الي بانقي بطائرة خاصة ربما للاستماع اليه في مكاتب التحقيقات الاولية في بانقي ومع امكانية ابراء التهم منه, وحسب مصادر مقربة الان كوشيب مقيم تحت حراسة مشددة في مكاتب التحقيقات الامنية بينما يقيم رفاقه في فندق وتؤكد تلك المصادر بانه لم يعتقل بالقوة المحكمة حتى الان لا تتعامل مع كوشيب كمجرم بل كمتهم في جرائم رفعت ضده و البينة لمن ادعى المطلوب تقديم مستندات و حيثثيات للمحكمة لمن يملك دليل بارتكابه المجازر كما ذهب البعض في انه تم التنسيق ليكون شاهد ملك وبين هذا القول وذاك يستمر الرجل في اثارة الجدل هل لزيارات عضو المجلس السيادة دور في حال وجود صفقة وصدقت الاقوال التي ترجح بان كوشيب سلم نفسه.