بقلم – مصطفى صغيرون (البابا)
من المؤكد بان الشعب السوداني أكثر شعب ابتلاه ابنائه السياسيين بالفقر والجهل والمرض هذا الثالوث الذي يمثل أهم ركائز الحروب والاقتتال ويرجع السبب إلى عدم وجود المشروع الوطني الذي يبني بواسطة الإدارة الجيده للموارد التي يزخر بها السودان من موارد مادية متعددة وموارد بشرية متنوعة بطريقة تخلق مجتمع متماسك عماده السلام المصالح والعيش المشترك ‘‘‘
فانعدام هذه الرؤية الثاقبة ادي بكل تأكيد إلى عدم الاستقرار السياسي وتوليد الغبن الذي ادي الي العنف في ادارة الخلاف منذ الاستقلال وحتى اليوم ونتيجة لهذا الاختلال والضعف في ادارة الاختلاف إن كان بقصد او جهل كانت الحروب الشاملة في جميع أنحاء القطر وما صاحبها من موت ودمار وتشريد ولجؤ وأزمات اجتماعية عميقة جداً عملت على تفكيك المجتمع إلى جهات واثنيات وقبائل فاصبحت الازمة مركبة تحتاج منا إلى عزيمة قوية وإرادة صادقة وتحليل فكري عاصف حتى تعود الامور الي نصابها ويشفي الجرح ‘‘‘
فمن هنا اناشد كل الحالمين والمتشوقين ان يروي وطن حدادي مدادي يسع الجميع ان نعمل على محاربة العنف كوسيلة الي نزع الحقوق ونشجع لغة الحوار والتسامح من اجل خلق مشروع وطني يتوافق عليه الجميع واول هذه الخطوات في هذه الفترة الانتقالية يجب أن تحقق العدالة الانتقالية بنموزج سوداني خالص يشارك فيه الجاني بالإقرار والمجني عليه باختيار ما يراه منصفا له في طريق العدالة الانتقالية إن كان هذا الاختيار عن طريق المحاكم بأحد أنواعها الثلاثة الوطنية او الدولية او المختلطة ‘
او طريق التعويضات و المشاركة السياسية والتنموية والاعتراف به والاعتذار له واندماجه في المجتمع او عبر الطريقتين معا حتى يجد نفسه تخلص من الغبن داخله تحرر من سيطرة فكرة الانتقام والتشفي التي تجعله مواطنا يتمتع بكل الحقوق ويقوم بدوره كاملا في صناعة مجتمع متسامح رافضا ونبذا للعنف والاقتتال ومساهمتها في تشجيع قبول الآخر والإيمان به وبالعيش المشترك ويتقاسم معه المصالح التي تجمعهما ‘‘
وعلى هذا المبدأ نستطيع أن نخلق مشروع وطني نهضوي يجمع عليه الكل ويحميه ويدافع عنه الجميع مبشرا بعهد جديد واستقلال ثاني لدولة السودانية شعاره الحرية الكاملة والسلام الشامل والعدالة الحقة ‘
ولكم ودي