ممثلة المرأة النازحة : لم تكن هناك بلاغات إغتصاب مفتوحة ولكن..
ممثل شبكة حماية المرأة : الاتفاقيات السابقة لم تحقق شئيا وإلا لما بقينا (20) عاما بالمعسكرات
غرب دارفور: سلام ميديا:هانم آدم
“عيب عيب ياعلي كوشيب ” و” كلنا مع ضحايا مكجر” هذه الهتافات وغيرها من الهتافات كانت تنطلق بقوة تشق عنان السماء من قبل نساء يمثلن المجتمع المدني بولاية غرب دارفور بعد ان إخترن مجمع المحاكم بمدينة الجنينة لتكون مركزا لوقفتهن التضامنية لما تعرضت له النساء بمكجر بولاية وسط دارفور ، وماتعرضت له النساء بكل ولايات دارفور منذ اندلاع الحروب من قتل ونهب وتشريد وإغتصاب وعنف بكافة اشكاله ،ويعبرن عن فرحتهن بمثول المتهم علي كوشيب امام المحكمة الدولية بلاهاي والمتهم بإرتكاب عمليات إغتصاب وسلب ونهب وتدمير وإحراق قري ،واعتبرن ذلك خطوة لتحقيق العدالة وإنصاف الكثير من الضحايا والمظلومات اللائي تعرضن لعنف ولم يستطعن ان يشكين ماحدث لهن لعدم وجود الجهة المنصفة في ظل النظام البائد من جانب ، والنظرة المجتمعية من جانب اخر.
(سلام ميديا) وقفت مع عدد من النساء المشاركات واستمعت الي مطالبهن ورؤيتهن حول مفاوضات السلام الجارية حاليا، والتي نوردها في المساحة التالية:
تكميم افواه
تقول ممثلة المرأة النازحة من محلية سربا وحدة ابو سروج حليمة اسحاق عبد الله ان الافواه كانت مكممة في السابق ، وهناك العديد من النساء الاتي تعرضن للاغتصاب تحت تهديد السلاح في كل من سربا واب سروج وجبل مون وغيرها من المناطق بولايات دارفور المختلفة غير انهن لم يستطعن فتح بلاغات . موكدة بانه قد آن الاوان لرد المظالم ، ومحالكمة كل من تسبب في الإنتهاكات التي حدثت للنساء في مناطق النزاع ، وتقول وقفتنا اليوم لنعبر عن ماحدث للمرأة في غرب دارفور وعموم دارفور من نهب وإغتصاب وإبادة جماعية وتطهير عرقي وحرق بالكامل . وإرسال رسالة بضرورة تقديم كل من ارتكب جريمة ضد الانسانية بالولايات الخمس للمحاكمة الدولية في لاهاي . وقطعت بعدم التنازل عن قضايا الإغتصاب الذي حدث للشريفات وحاليا المعتصبات يردن حقوقهن فقد كانت الافواه مكممة والبلاغات لم تكن مفتوحة ورغم ذلك فقد سجلناهن باليوم والشهر والسنة .
حماية المرأة
فيما تقول ممثل المجمع المدني للقطاع النسوي لولاية غرب دارفور علوية مختار بحر الدين ان الوقفة تمثل مجموعة المجتمع المدني النسوي والذي يضم كل المنظمات العاملة في قضايا المرأة وتأتي تضامنية ضد الإبادة الجماعية التي حدثت في دارفور ، وتشير الي الي مطالبتهم بالعدالة والحماية وسلام كامل غير منقوص ومستمر بجانب تنفيذ للخطة الوطنية الخاصة بالقرار( 1325) والتي تنص علي حماية المرأة في مناطق النزاعات .لاسيما وان المرأة في دارفور مازالت تعاني من الإنتهاكات المستمرة . والعنف اللفظي والجنسي.مشيرة الي أن المرأة تحتاج الي حماية . وتوكد دعمهن كنساء لكل المبادرات الداعمة للسلام والتعايش السلمي والمصالحات ورتق النسيج الاجتماعي .
وقود الحرب
وتضيف علوية : لقد رفعنا مزكرة في ملتقي دارفور تشتمل علي إجندة خاصة بقضايا النساء في دارفور وقد اهتم بها الوسيط والاطراف المتفاوضة وتم دمجها في الاجندة العامة . وتقول : من هنا نرسل رسالتنا للاطراف المتفاوضة بضرورة الاسراع في توقيع السلام لان المرأة مازالت تعاني ، وللعلم ان اكثر من 80% من مكونات المجتمع في دارفور هن من النساء والاطفال وقد اصبحوا وقودا للحرب وتزداد معاناتهم لذلك لابد من الاسراع في السلام علي ان تكون النساء طرفا في آليات التنفيذ ومراقبة السلام وتختتم حديثها قائلة ” لاسلام بلا نساء” .
ترحيب بمحكمة لاهاي
( القصاص العادل ) بهذه الكلمات اوجزت رئيسة شبكة حماية المرأة النازحة بولاية غرب دارفور مريم آدم حسين جمعة مطالبتها وقالت انه تقف اليوم للترحيب بالمحكمة الدولية وتسليم علي كوشيب . معربة عن أملها في ان يتحقق القصاص العاجل منه وتسليم بقية المطلوبين وكل الذين ارتكبوا جرائم في دارفور وفي السودان عموما حتي تتم العدالة والمساواة .خاصة وان المرأة الدارفورية قد عانت كثيرا وتم إغتصاب مئات الاطفال والفتيات .ونتمني ان يتم سلام عادل وشامل يعم كل السودان وكل من يحمل سلاح من حركات الكفاح المسلح ، وتقول “نحن كنازحات لا نريد سلاما جزئيا بل سلام يخاطب جزور الازمة السودانية” .وتري ان الاتفاقيات السابقة والسلام الذي تم توقيعه لم يحقق سلاما شاملا .وتردف قائلة ” لو انه حقق حقق طموحات النازحين ماكان بقينا بالمعسكرات ل20 سنة” . وحملت حكومة الفترة الإنتقالية المجازر التي حدثت في كل من كرينديق والتي حدثت اثناء مفاوضات السلام الجارية حاليا.. وزادت “لو كان هناك سلام حقيقي لن تحدث مجزرة” .
واقع أفضل
فيما رحبت رئيس منظمة نون الهامش للتنمية والتطوير سمية عبد الكريم بمثول كوشيب امام الجنائية وقالت ان وقفتهم تضامنية مع اسر ضحايا الابادة الجماعية في مكجر والتي قام بها علي كوشيب وكتائبه وشددت بضرورة تسليم كل مرتكبي الجرائم ضد الانسانية للمحكمة . واضافت “نقف ليس تضامنا من اجل الضحايا فحسب بل من اجل بناء سودان السلام والمحبة وواقع افضل” .وتضيف “المفاوضات الجارية الان نتمني ان تطبق علي ارض الواقع وان يتم الوصول لواقع يمثل المرأة وان يكون لها دور واضح واضح في البرلمان مع إيقاف العنف الممارس ضدها ” وقطعت بإستحالة تحقيق سلام دون مشاركة النساء .
وفي نفس الاتجاه امنت هاجر إسحاق من منظمة ام الفقراء للتنمية خرجنا تضامناها مع نساء غرب دارفور وكل النساء ولبناء سودان تسوده قيم السلام والعدالة ، وطالبت بتسليم كل المجرمين للعدالة وتوفير السلام في كل ربوع البلاد .
العنف مازال ممارسا
واكدت رحاب خليل عبد المالك من جمعية نساء غرب دارفور للسلام والتنمية تضامنها مع ضحايا مجزرة مكجر وتسليم كوشيب للمحكمة الدولية ، ورفضها للعنف المستمر تجاه المرأة الدارفورية علي مر ال30 عاما التي مضت ،واكدت بانه مازال مستمرا حتي الان ، وادنت الجريمة النكراء التي قام بارتكابها علي كوشيب وطالبت بإيقاع اقصي انواع العقوبة عليه وعلي كل معاونيه .وتسليم بقية المجرمين حتي تشعر المرأة الدارفورية بطمأنينة تجاه قضاياها وكل مجرم يفكر في أن ينتهك اي حق من حقوق المرأة ينال جزاءه ،وبالتالي يفكر مليا قبل ان ينفذ جريمته ,
مهندس الحرب
ومن شبكة معسكرات المرأة النازحة بمعسكرات النازحين بولاية غرب دارفورأشادت سميرة عبد الله بخطوات المحكمة الدولية ومثول علي كوشيب أمامها ووصفته ب”مهندس الحرب ” وابدت اسفها لاستمرار جرائم الإبادة الجماعية وقالت : علي الرغم من ان الحكومة سقطت ولكنها لم تسقط بعد فالكيزان مازالوا موجودين ويقومون بالابادة الجماعية والمجازر واعطت مثالا بالمجازر التي حدثت في كل من (كريدنيق ومرشنق بنيالا وجبال النوبة والبحر الاحمر ومستري وابو سروج كندابي ومولي ومجزرة سربا) وتمنت عدم تكرار هذه المجازر بجانب العدالة لكن الفتيات اللاتي تم إغتصابهن ولم يستطعن إستخراج اورنيك (8) وبالتالي ضاع حقهن. وطالبت بالتحقيق في جرائم الإغتصاب التي حدثت في دارفور والتي مازالت مستمرة وتستشهد بقولها اذا خرجت النساء لبعد كيلو واحد فيتم إغتصابهن .
وتقول لا نريد سلام جزء مثلما حدث في ابوجا والدوحة وغيرها ولم تلبي طموحات دارفور .وتضيف نريد سلام يرجع دارفور لسيرتها الاولي بلد (اللوح والدواية ) والتعايش السلمي .