بقلم – معاوية عبد الرازق
دعوات مبكرة أطلقها الثوار وأسر الشهداء للخروج في مليونية الثلاثين من يونيو الذي يصادف اليوم الثلاثاء والتي كان لمثلها شأن وعلامة مسجلة في جبين ثورة ديسمبر المجيدة، واتفق غالبية الثوار على تسميتها مليونية تصحيح المسار نسبة لانحراف الحاضنة السياسية(قحت) والسلطات الإنتقالية عن خط سكة المرحلة، وضجت الأسافير بتلك الدعوات ما بين مؤيد ورافض خوفا من انتشار مرض كورونا بين الثوار.
من الطبيعي أن يشعر الشعب بالغبن جراء ما يحدث من انقلاب على ما تواثق عليه في محيط القيادة أيام الإعتصام بسبب الوعود البراقة ودغدغة المشاعر بطريقة أشبه بما ييحدث في الإنتخابات من أجل حشد أكبر عدد من اصوات الناخبين.
سنة سيئة وضحت إبان الثورة بركوب جميع الكيانات والتجمعات بمختلف توجهاتها موجة الجماهير الهادرة من اجل مصلحتها الشخصية الضيقة وخوفا من ازاحتها عن المشهد بالبلاد، فظهور بعض الأجسام مؤيدة للمليونية ومحاولة تبنيها أمر اشبه بالوصاية على الأبناء بعد بلوغ سن الرشد، حيث هرعت تلكم الجهات سيئة التخطيط إلى التقاط القفاز وإيهام الجميع بأن الدعوة خرجت منها خشية ان يتجاوزهم الجميع وخوفاً على مناصبهم في الحكومة التي لم تكن بحجم الثورة باعتراف الجميع.
بقدرة قادر تحولت المليونية من تصحيح مسار إلى إحتفالية في جميع الوسائط الرسمية من جهات إختطفت الثورة وتريد إختطاف الشارع ووضعه تحت إمرتها في محاولة سمجة لإصلاح ما أفسدته بضعفها وظهورها على حقيقتها، والأمرُّ من ذلك اختلاف التوجيهات والآراء الرسمية بين إغلاق الكباري اليوم الموافق 30 يونيو وبين وضع القوات النظامية بمختلف وحداتها تحت تصرف وإمرة الثوار حسب تصريحي والي ولاية الخرطوم د. يوسف ادم الضي وعضو مجلس السيادة ياسر العطا، مما يوضح عدم التنسيق بين الجهتين، فالأول (مدني) ورئيس اللجنة الأمنية بالولاية والثاني (فريق) ويتقلد اكثر من منصب حساس بالدولة.
على الجميع ان يعي بأن المليونية لتصحيح المسار اي للخروج عليهم وإرجاعهم إلى صوابهم وإثنائهم عن التجاوزات والحزبية والشللية و الأخطاء التي إرتكبوها ويرتكبونها وليست للخروج معهم والإحتفال بهم على الخيبة التي صدروها للشعب واسر الشهداء وجميع من ساهم في احضارهم ورفعهم على كراسي ومناصب الكذب والخداع.
عبارات (الشعب السوداني البطل، والمجد والخلود للشهداء) وغيرها من الكلمات الرنانة اصبحت مطية واسطوانة مشروخة يرددها مستجدو المناصب وسمعناها من بعض صعاليق السياسة في العهد البائد، فلا الشعب بطل بكلماتكم ولا الشهداء خالدون بتلك العبارات التي لم تنتقل من مرحلة بيع (الحروف) إلى التنفيذ على ارض الواقع.
صدى أخير
لابد أن تلملم الكيانات (قرعتها) وتترك (شحدة) البحث عن مؤيدين، فالغالبية إنفضوا عنهم لعدم مصداقيتهم وجديتهم في إصلاح حال البلاد والعباد او إعادة حقوق الشهداء والإقتصاص لهم، لذلك من الضروري الابتعاد عن موج الغضب والشعور بالظلم وعدم الوقوف في طريق الجماهير الثائرة حتى لا يجرف السخط كياناتنا الموقرة ويحيلها إلى مزبلة التاريخ، رجاءً اتركوا الاستغفال والاستعطاف والاستغلال ودعوا الشعب يحدد من يريد ومن لا يريد ومتى يخرج ومتى لا يخرج..