بقلم – وصال بدوي
ثم ماذا
ثم ان السلام يعد من الأهداف النبيلة التي تسعي الإنسانية الي تحقيقها علي امتداد تاريخنا الحضاري وقد ارتفعت مستوي الدعواات إليه إلي أعلي المستويات والعمل علي تحقيقه وارساء دعائمه بشكل كبير جدا بعد التغيير الذي طرأ في البلاد وأصبح الحاجة الوحيدة والملحة في قلب كل سوداني ولاثبات شعار الثورة ( حرية سلام وعدالة) فلابد من الدعوة إليه من كل قلب أبناء الوطن الذي أصبح غيور علي مستقبل الأجيال القادمة وانقاذهم من آثار الفتن وويلات الحرب والليالي السود ،حيث جميعنا نؤمن بالحقوق الأساسية للإنسان وكرامته نعتزم علي أن نأخذ أنفسنا بالتسامح وان نعيش معا في سلام وحسن جوار
فالسلام وما يرتبط به من مفردات أخري أصبح هام جدا وصار الهم الاول الذي يشغل المجتمع بسبب طبيعة العصر وما البسه الزمن من صراعات حضارية ودينية وعسكرية وايدلوجية وثقافية فكلها تيارات تهدد الأمن والاستقرار في العالم أجمع ،ولذلك صار التعايش بسلام بين أفراد بعض المجتمعات أمرا صعبا وان لم يكن مستحيلا فأصبح معقدا جدا وبذلك وجب علينا دراسة العقبات التي تحول دون تحقيقه كما يجب ولكثرتها
احصر في مقالي هذا اخطرهم وهي القبلية
حيث ان استئصال فكرة خاطئة من رأس مواطن أشبه بإستئصال ورم خبيث من جسد شخص ميت
1/القبلية (التعصب)
وهي من أخطر العقبات التي تعصف الأذهان بكثرة الأفكار الخاطئة والتي تبدأ بالسيطرة علي عقل الشخص ووعيه وتسد عنه منافذ التفكير السليم ولا يري الا ما بداخل عقله وفكره الخاص ولا يعطي لنفسه فرصة ليري جوانب أخري أو آراء أخري يمكن أن تكامل مع رأيه أو تختلف عنه
مواطن وضع فكرة في رأسه واقتنع بأنها الفكرة الوحيدة السليمة وغيرها باطل بل وربما يتخيل أن تلك الفكرة هي الحق وأنه قد الهم بهذه الفكرة من الله واي محاولة للنقاش حولها أو اعتراضها هو نوع من أنواع عدم الطاعة لله والانحراف عن الفكر الإلهي والبعد الكوني
فالقبلية ما هي إلا اثار محرقة أهدافها تمزيق العلاقات الاجتماعية وتسلب منه روح التعايش السلمي وزرع بذور النفاق والتفرقة فلابد من أن ندرك جميعنا أهمية أن نقف صفا واحدا للتصدي والتقليل من حدتها وتحجمها
فهناك العديد من الطرق لذلك ولكن من رؤيتي للقضايا القبلية فاقترح الآتي :-
1/ العمل علي عدم التجاهل والتهميش لأي مكون والسعي للاعتراف به أي أن الفهم السليم لطبيعة المكونات أمر ليس بالصعب والمعقد كما نزعم
2/ السعي والبحث عن جذور الخلافات الحقيقة ووضع الآليات المناسبة التي تساهم في حل وتخفيف خطورتها علي المجتمع
3/ التشجيع علي أن يكون الرد والزجر للمتعصبين من قبل أبناء جلدتهم فهم أوسع فهما واكثر وعيا فيما بينهم
4/التركيز علي تعظيم ثقافة القواسم المشتركة ونبذ ثقافة الاختلاف بين الأطياف
5/ عدم السماح للخطباء المتعصبين باعتلاء المنابر بأي شكل كان
6/ تشجيع الكتاب والفنانين ومنتجي الافلام بإنتاج الافلام التي تهدف إلي نشر المحبة والألفة والتسامح في المجتمع
7/ إقامة ملتقي ربع سنوي مع كل من الباحثين في مجال السلام والسلم المجتمعي والإدارات الأهلية والبحث في ما يساعد علي بناء السلام والحفاظ عليه ورتق النسيج الاجتماعي .