نيرتت – يسلام ميديا – ابو ميسم

هتافات ثورية تشق عنان السماء تصدر من ميدان الاعتصام، توافد المواكب الرسمية والشعبية من كل ولايات السودان ؛ ابتسامات تشق طريقها وترتسم في شفاه من ذاقوا ويلات الحروب واكتووا بنيران ها، تسامح وقبول الآخر بالرغم من الجراحات العميقة التي سببتها الحروب.

الاعتصام سودان مصغر توجد فيه كل السحنات قادمة من مناطق السودان المختلفة . يحيط بالاعتصام اطواق من التروس يسهر علي حراستها ثوار مؤمنين بالمطالب العادلة و المشروعة لأهل المنطقة .

في مدخل ميدان الاعتصام تقابلك رسومات علي اقمشة بيضاء رافضة لقطع الأشجار وامتطاء الدراجات النارية وارتداء الكدمول وحمل السلاح وفي الواقع هذه الرسومات تعالج مسألتين: الأولي رفض الممارسات السالبة التي تأذي منها اهل المنطقة والثانية تعبر عن مطالب الاعتصام.

بعد اجتياز محطة التفتيش التي تتم مع ترديد الشعارات الثورية التي ألفها السودانيين في ميدان الاعتصام “أرفع يدك فوق التفتيش بالذوق” “أرفع يدك حبة التفتيش بمحبة” يقابلك في محيط ميدان الاعتصام صيوان واسع علي امتداد البصر بداخله عدد كبير من حفظة كتاب الله يجلسون في حلقات لتلاوة القرآن الكريم لحفظ المنطقة وأهلها من كل سوء.

المشهد الأبرز في ميدان الاعتصام هو المنصة الرسمية التي يخاطب عبرها المعتصمين وتقدم الكلمات الرسمية عبرها و تبث منها الرسائل التوعوية وتتحلق حولها حشود بشرية كبيرة تتفاعل مع الكلمات والاغنيات والمسرحيات والاشعار التي تقدم علي خشبة المسرح.

تتحرك اتيام معدة خصيصاً لتوزيع المعقمات علي المعتصمين للوقاية من جائحة كرونا, لجان التنظيم تعمل في تناغم وانسجام تام يمتلكون حل لأي مشكلة وتوجد مكاتب إدارية داخل الاعتصام للقيام بأعباء العمل الإداري.

بجانب المنصة الرئيسة هنالك منصات فرعية اخري موقتة ومتجولة تقوم بها لجان المقاومة القادمة من ولايات السودان المختلفة تقدم من خلالها خطابات وأشعار ورسائل توعوية في شكل تجمعات أصغر حجماً من المنصة الرئيسية،الجميع يرفعون شعار الانتصار.

صباح كل يوم تتوافد المواكب من داخل الأحياء، مواكب نسائية خالصة يحملنَّ علي رؤوسهن أطباق الأكل لكل المعتصمين ويرددن الشعارات الثورية ثوار أحرار حنكمل المشوار. اغلب المعتصمين من النساء لأنهنَّ صاحبات المصلحة الحقيقية في الاستقرار وتحقيق الأمن. لا توجد اي لافتة حزبية الجميع موحدين خلف مطالب المنطقة.

لاحظ تيم موقع “سلام ميديا” الذي تجول داخل ميدان الاعتصام تسامح لمواطنين و منطقة خارجة من الحرب لتوها؛ واستعداد عالي علي قبول الآخر ومناقشة القضايا المحلية والقومية علي حدٍ سواء.

الاعتصام بالرغم من قيامه بمنطقة “نيرتتي” التي تقع في اقصي غرب السودان لكنه وحد الوجدان السوداني ؛ تجد لجان المقاومة وتشكيلات قوي الثورة الأخري من كل مدن السودان مشكلين حضور في الميدان.

خلق الاعتصام وعي عالي بالحقوق ونقل المنطقة الي الميدان السلمي المدني الديمقراطي وهي آلية جديدة في مناطق النزاعات سيحصد المواطنين ثمارها دون لجوء أو نزوح أو فقد عزيز .