سلاميديا _ وفاق التجاني
رهن خبراء سودانيون، خروج البلاد من الاحتقان السياسي، بإنشاء مؤتمر جامع يسحب البساط من المتربصين بحكومة الفترة الانتقالية، لتشارك فيه جميع القوى السياسية الداخلية والخارجية لأنهاء الصراع السياسي الحاصل.

وشهدت القوى السياسية في الفترة الانتقالية انقسامات وانشقاقات عديدة، ولجأت بعض القوى لتحجيم نظيراتها لاسباب شخصية وحزبية ضيقة الشي الذي رفضه الساسة بالبلاد.

واتفقوا كذلك على وضع خطة إستراتيجية لتسيير الفترة الانتقالية بعيدا عن الصراع الحزبي ليكون الهم الاول والأساسي هو الوطن والمواطن، وكان ذلك في مؤتمر عقد في وكالة الانباء السودانية بعنوان “مستقبل وتحديات الفترة الانتقالية”.

ويقول القيادي بالحزب الشيوعي صدقي كبلو، إنه بإمكان القوى السياسية بالسودان أن تتوحد على البرنامج الاساسي على الحد الادنى، ويضيف:”يجب على رئيس الوزراء أن يجالس القوى السياسية لمناقشة البرامج التي وضعتها، ونحن في قوى الحرية والتغيير قد قدمنا تفاصيل عديدة وخطط، وقد تحدثنا عن وزير المالية السابق وها هو اضاع عشرة اشهر من الفترة الانتقالية”.

ويتابع:”الحل الامثل هو أن يتم انعقاد مؤتمر شامل لجميع القوى السياسية بالداخل والخارج ووضع برنامج متفق عليه وعلى الحكومة الانتقالية الالتزام به”.

فيما يقول القيادي بحزب الأمة ابراهيم الاميين إن “النخب السياسية لم تسفيد ابدا من الصراع والشتات هذا ولابد لها من مراجعة المواقف والاخطاء لتجنب تكرارها، والسودان الآن في حالة شلل تام”.

ويضيف:”الصراع السياسي موجود والسبب في ذلك غياب الثقة وضعف الحس القومي، والدليل على ذلك الانشقاقات التي طالت قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين”.

ويتابع:”لابد من قراءة الواقع بشكل مدروس، بعيدا عن غلبة الحس الحزبي، وتجاوز النمط التقليدي للسياسة والإنتقال من العشوائية والنظرة الحزبية الضيقة، إلى العمل المدروس والاصلاحات التي تدعم الفترة الانتقالية”.

أما القانوني والباحث الحقوقي شرف الدين يوسف، يرى أن الحل يكمن في إنشاء مفوضيات خاصة لكل ملف بعينة ويقول “هذا شي كفلته الوثيقة الدستورية، ولم نرى سوى مفوضية السلام، لابد من انشاء عدد من المفوضيات للتابع الملفات كل على حدة”.

ويضيف:”اي تقدم لكي يستقر لابد له من مؤسسة تحفظ هذا الاستقرار، ولابد من أن يتجه الساسة لتضمين التربية المدنية واعداد المجتمع في أجنداتهم وبرامجهم السياسية”.

وتساءل المحلل السياسي موسى بركات الحواتي عن الأطراف المتصارعة ومدى اهتمامها بقضية الوطن والمواطن، ويقول ” اين المواطن من الدعم السريع والقوات المسلحة و والقوى السياسية و خططها وبرامجها السياسية”.

ويضيف:”المشكلة في السودان تكمن في المارسة السياسية، والتحالف بين القوى ليس ممنوعا لكن نرفض الضرب في سياسات بعضنا البعض وتحجيمها”.

ويتابع :”يعاني السودان اربعة ازمات اساسية، ازمة الشرعية وهي مربوطة بالتداول السلمي للسلطة، والجيش وعلاقته بالسلطة الديمقراطية التي تأتي عن طريق الإنتخابات، وتليها الأزمة الاقتصادية وهي في غنى عن الحديث، ثم أزمة بناء الامة وهي مربوطة بالنسيج الاجتماعي واخيرا أزمة بناء الدولة”.