الخرطوم _ وفاق التجاني
شهدت العاصمة الخرطوم يوم الثلاثاء حراك دبلوماسيا كبيرا، في اعقاب وصول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعد قطيعة دامت 16 عاما، ورئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد الى السودان.

وأتى هذا الحراك في وقت يواجه فيه المشهد السوداني احتقان غير مسبوق، وتصدع سياسي اثر تباينا شركاء السلطة الانتقالية.

وزادت حساسية المكون العسكري عقب تصريحات رئيس مجلس الوزواء عن خروج 80% من المال العام خارج وزارة المالية وتبعيته للمكون العسكري الشيء الذي رفضه الاخير وبشدة.

فيما صعد الخطاب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وتحدث عن جهات تسعى لتفكيك الجيش، ودعا الشعب السوداني لعطاءه الاشارة حال رغبتهم في تفويض المكون العسكري للانقضاض على الحكومة المشتركة واجهاضها، وذلك بحسب تصاريح تناولتها تقارير صحفية.

وعلى الرغم من حدة المناوشات الا أن الخرطوم إستقبلت الثلاثاء رحلات دبلوماسية رفيعة المستوى، قد تخرج البلاد من ازمات سياسية واقتصادية قديمة، وفق مراقبين.

وحطت طائرة وزير الخارجية الامريكية “مايك بومبيو” بالخرطوم بعد انقطاع دام 16 عاما في أول رحلة طيران، بين السودان وتل ابيب بدون توقف.

كما تمت مشاورات بين الرئيس الاثيوبي ابي احمد، ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك في زيارة خاصة الثلاثاء، فيما توجد انباء عن ترتيبات لزيارة وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.

واعتبر دبولماسيون أن الظروف التي تواترت فيها هذه الزيارات الرفيعة، غير ملائمة، كون شركاء الحكم في السودان قد فقدوا الانسجام الذي كانوا يعملون به.

ويقول السفير المتقاعد ابراهيم طه ايوب إنه يتأسف كون السودان يستقل هذه الزيارات في وقت يمارس فيه الساسة في البلاد المناورات والاملاءات.

ويؤكد أن الزيارات تعتبر الأولى من نوعها بعد عزلة دامت اكثر من ثلاثين عاما، والتي شهد فيها السودان توتراً شديداً في العلاقات الخارجية.

ويضيف “بومبيو لديه شي في نفسه تجاه السودان والثورة السودانية والتي يريد لها أن تعبر لبر الامان”.

ويشير الى أن خروج السودان من قائمة الارهاب شي تتوق له امريكا كما يتوق السودانيين له، ويضيف:”لا يمكن لوزارة الخارجية وحدها أن تحرج السودان من القائمة السوداء الا بمساعدة الكونغرس الاميركي واعضاء حكومته، لكنها تستطيع تقديم تقارير ايجابية عن الراهن السوداني”.

ويتابع “تصعيد مجلس السيادة لخطابه غير مقبول، وتعتبر طريقة غير مدروسة محاكاة لطريقة الانقاذ في حل القضايا السياسية”.

من جانبه يقول السفير المتقاعد، الفاتح عبد الله يوسف، “لابد لهذه الزيارات المتواترة والعظيمة أن تجبر الطرفان على تجاوز الازمات واخراج السودان لبر الامان”.

ويؤكد أن هذه الزيارات لكل منها هدف على حده، فابي احمد سناقش ملفات سد النهضة، والسعودية ستبحث عن العلاقات الثنائية بين البلدين.

وتوقع لزيارة بومبيو أن تبحث عن تحقيق السلام في السودان الذي تعثر كثيرا، للخروج بالبلاد من قائمة الدول الراعية للارهاب.

ويقول الفاتح خلال حديثه “للسلاميديا” أن حكومة الفترة الانتقالية وجدت دعم ماديا ومعنويا من المجتمع الدولي، كما أن حمدوك قد وجد رضا المجتمع الدولي عامة واميركا خاصة الامر الذي سيقود الانتقالية الى بر الامان.

فيما يقرأ المحلل السياسي عبده مختار الجانب المظلم لهذه الزيارات، وبالنسبه لمختار أن هذه الدول تحاول ان تمهد لمصالحها الشخصية.

ويقول مختار والذي تحدث “للسلاميديا” تحاول القوى السياسية والاقليمية، التدخل لتوجيه مسارات التغيير بي الاتجاه الذي يخدم مصالحها الشخصية.

ويضيف: “الفترة الانتقالية تمر بمرحلة هشة للغاية، خاصة بعد الصراع الذي نشب بين مكونات القوى السياسية فيما بينها وبينها وبين المكون العكسري”

ويتابع “الحكومة لم تحدد برنامج مسارها بشكل صحيح، وانعدمت الارادة السياسية بين مكوناتها، والقيادة القوية التي تتسم بالحنكة والذكاء”.