الجنينة:- وصال بدوي

يعتبر التعليم هو الركيزة الأساسية والعمود الفقري والعنصر الرئيسي في تركيبة كل مجتمع وبنائه ، وقد أنتهجت جل الدول المتقدمة طريق محو الأمية، كما أنها تجاوزت نسبة المسجلين في كل مراحل التعليم ٩٠٪ مع انخفاض كبير في نسبة الأمية. وقد تطورت أساليب التدريس بهدف تكوين ايادي عاملة مختصة تساير التقدم التقني بجانب تشجيع مشاريع البحث العلمي.
فجميعنا نعلم أن معظم الدول المتقدمة مرت بويلات الحروبات ، واجهضت حلم السلام مرارا وتكرار ولكنها ثابرت وسعت خلفه ووضعت الكراهية والابادات وخطاباتها جانبا وجعلت الأولوية للأمن والاستقرار والسلام ثم توجهت للبناء.
وهنا يأتي دور التعليم في ترسيخ مفاهيم ومكونات السلام من خلال قيام المؤسسات التربوية بواجبها بأفضل ما يمكن من أجل خلق جيل واعي يؤمن بالتعددية والقيم الإنسانية ويتجاوز حدود طبيعته التي ليست بالأمر اليسير لان الإنسان من طبعه قابل للتعلم ويحتاج الي بيئة صالحة لكي يترعرع فيها علي المثل والمبادئ الإنسانية العظيمة لكي يكون محبا لنفسه والاخرين وكل ذلك يعتمد علي من يقوم بعملية التنشئة والمناط بهم كتابة المناهج الدراسية فكل واحد مما سبق يلعب دورا مهما وبناءا في ترسيخ القيم وتوجيه الأفراد واختيارهم وفق ضوابط واختبارات ليست علي أساس الدرجات فالقائم علي عملية التعليم والتربية والتوجيه يجب أن يكون إنسانا بمعني الكلمة
حيث يعدل السلوك ويعزز القيم ومبادئ التعاون والتسامح والاحترام وقبول الآخر ونبذ العنف والتفرقة بكل مستوياتها
فالمناهج الدراسية لها دور مباشر وغير مباشر في نشر تلك المبادئ .
وكل ذلك لا يمكن أن يتحقق بدون أن تسعي الحكومة لتوفير البيئة الآمنة والمستقرة نفسيا وتزويد المواطن بمطلبات المعيشة الأساسية وتوعيتهم بما لهم وعليهم من حقوق وواجبات تجاه دولتهم عبر اتباع فلسفة قائمة علي مبادئ الديمقراطية.