الخرطوم:هانم آدم
حملت ثورة ديسمبر المجيدة 2018م شعارات الحرية والسلام والعدالة من اجل وطن متعافي يتصافي فيه الكل دون إقصاء لاحد وظل السلام احد المتطلبات الاساسية التي ظل الجميع ينادي به لجهة ان البلاد عانت كثيرات من الحروب والنزاعات غير انه ظل طوال فترة الحكومة السابقة حلما صعب تحقيقه بصورة شاملة واتت ثورة ديسمبر، وورثت الحكومة الانتقالية تركة معقدة من الازمات التي تراكمت خلال الثلاثون عاما الماضية والتي تتمثل في الامن والسلام والاقتصاد والذي وصل حد الازمة الامر الذي يزيد من حجم التهديد المباشر لقضية السلام ، لجهة ان السلام لا يمكن تحقيقه دون وجود انفاق حقيقي عليه وعلي متطلباته .
محاور اساسية
ويربط القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف قضايا السلام باسباب حمل السلاح والحرب وعزا ذلك للتوزيع الغير عادل للسلطة والثروة منذ الاستقلال وحتي الان . ويؤكد ان قضية السلام تحل هذين المحورين ، من خلال التنمية المتوازنة والتوزيع العادل للسلطة ، ويري ان المؤتمر الاقتصادي الذي دارت فعالياته بقاعة الصداقة احد الاليات التي تعالج الجزء الخاص بالتنمية ، والمؤتمر الدستوري يعالج قضية السلطة . ويقول حاليا مررنا بالمرحلة الاولي المؤتمر الاقتصادي ، وسوف نحضر للمؤتمر الدستوري . مبينا ان التوصيات التي سوف يخرجون بها علي ارض الواقع وتصبح سياسة عملية للدولة وهذا الذي يساعد في حل المشاكل .
متطلبات وواجبات
ويقول د/امين صالح وكيل التخطيط الاقتصادي المكلف بوزارة المالية عدم السلام هو الحرب ضد الانسان وبدون سلام لا يمكن ان يكون هناك استقرار او تنمية او اقتصاد موكدا بان المشاريع التنموية تقام في منطقة لا تعاني من نزاع والانسان يكون آمن في عمله وانتاجه وسوقه وتحقيق بقاؤه كانسان في مكان المشروع التنموي . ويضيف اذا اتفقدت كل هذه الاشياء ينعدم الاقتصاد والتنمية وبالتالي سيكون هناك فقر ونزوح وامراض وجهل وعوز
ويقول ان السلام متطلباته كثيرة جدا منها التمويل المباشر من الدولة للبنيات الاساسية والتي تعين المواطنيين علي اقامة المشاريع واذا لم تستطيع الحكومة من توفير البنيات الاساسية فبالتالي امر السلام قد لا يتحقق . ويري ان الحكومة لها دور في السلم وفي الحرب ،ودورها في السلم اكبر من خلال محافظتها علي السلم الاجتماعي والبنيات الاساسية وحماية المتطلبات التي لا يستطيع القطاع الخاص توفيرها من امن وحماية وغيره وانتاج وحماية محصول واسواق واموال المستثمر . وبالتالي تتحقق التنمية ويعيش المواطن ولديه متطلباته من مدارس ومستشفيات ومياه وطاقة كهربائية وبالتالي يمكن ان ينتج ويبدع ويستقر نفسيا بعيدا عن الفقر وعدم الاستقرار .
إنفاق حقيقي
ويقول الخبير الاقتصادي والمتخصص في العمل التجاري بشير الجيلي احمد ان السلام لديه متطلبات وعليه واجبات ويجب ان يكون هناك انفاق حقيقي علي مناطق النزاعات السابقة خاصة وان التنمية كانت متوقفة فيها .مشيرا الي ان ذلك يتطلب مدها بمعينات العمل وتأهيل الطرق التي تمكن من إيصال المنتجات من الاسواق المحلية والعالمية ،فضلا عن ان عملية السلام تسهم في استقرار تلك المناطق حتي تندمج في الاقتصاد الاقليمي والولائي وتنهض في الجانب الزراعي وذلك بإقامة المشاريع الزراعية والخدمية والتجارية . ويقول معلوم ان النزاعات اوقفت التنمية في عدد من المناطق واوقفت النشاط التجاري والاستماري ولم تكن التنمية بتلك المناطق جاذبة لعدم وجود الضمان الكافي لاستمرار ونقل معدات التنمية واستقرار المواطنيين هذا بجانب ان السلام يتطلب توفير الخدمات الضرورية للمواطنين من تعليم واصحاح البئية والصحة بصورة عامة لانها من متطلبات حقوق الانسان ومن حق المواطن الصالح ان يجد التعليم لابنائه والصحة والامان. .
السلام اولا
وتشير سماء عثمان احمد من لجان مقاومة المعمورة الي ان شعار “السلام اولا ” هو ماكانت تنادي به لجان المقاومة في كل المواكب والفعاليات، كما إنها دعمت تحقيقه . وتقول: لا نريد ان يكون السلام مجرد اتفاقيات علي الورق بل واقعا ملموساً. وترهن تحقيق السلام بحل كافة المشاكل الإقتصادية من ناحية تنمية ،وحل الضائقة المعيشية ومن اجل إعادة التعمير والمشاريع الإنتاجية وتحسين الاوضاع لاسيما تفجير طاقات الشباب وتدوير عجلة الانتاج . وتقول دون كل هذا المعينات فان السلام لا يمكن ان يتحقق وبالتاكيد سوف تقابله عثرات. فالسلام ليس فرح بتوقيع إتفاقيات بل التنفيذ علي ارض الواقع هو المحك الحقيقي.
قضية إستراتيجية
ويشير عضو تنسيقية قوي الحرية والتغيير بولاية وسط دارفور الضيف الزين الي ان السلام موضوع استراتيجي وقد كان اولوية حتي في الوثيقة الدستورية ، ودار حوله نقاش كثير وحدد له فترة ستة اشهر غير ان تحقيقه استمر لفترة طويلة جدا ويقول : حاليا نحن علي مشارف العاميين ، ولكن بايماننا بالثورة والسلام والذي يعتبر عتبة اساسية للتنمية نعتقد اننا وصلنا لمرحلة متقدمة في السلام وهو توقيعه بالاحرف الاولي في جوبا . ويضيف ولكن تواجهننا مشكلة حقيقية وهي انهيار الاقتصاد ، وقد تابعنا المؤتمر الاقتصادي القومي والذي يتحدث عن الاصلاح وغيره من القضايا ، ونطالب الحكومة الانتقالية بتخصيص محور اساسي للسلام ووضعيته بالنسبة للعملية الاقتصادية خاصة وان الدولة منهارة اقتصاديا الامر الذي يتطلب تناوله كمحور اساسي حتي نستطيع ان ندفع بعملية السلام للامام ومن ثم ننطلق لعملية التنمية المستدامة . ويقول في اعتقادي ان الحكومة ستكون مواجهة بالنسبة لتنفيذ السلام علي ارض الواقع من جوانب اقتصادية ولابد من مرأعاة هذا الجانب . ويري ان توصيات المؤتمر الاقتصادي اذا طبقت وخصصت للسلام مساحة اقتصادية فسوف تسير الامور لبر الامان .
بطء خطوات الثورة
ويري الامين العام لحزب الوطن الاتحادي الموحد محمد الهادي محمود ان المضي في مشوار الثورة يسير ببط شديد ، معربا عن امله في ان يتم الاسراع في الخطي .لاسيما وان الثمن الذي دفع خلال الثلاثون عاما ثمن باهظ من اعمار مئات الالاف من المواطنين واخريين ضحوا بارواحههم في سبيل هذه الحرية . ويقول لقد انجزنا الحرية وتبقي السلام واعتبره هدف اساسي ونبيل ، ويضيف كانت الامال بان يحقق باسرع مايمكن وعقب الثورة مباشرة والانتصار علي العدو المشترك الذي خرب البلاد، ولكن ذهبت الامور بغير مانشتهي وتمت المناقشات والتجزئة للسلام . ويقول الان نرحب بالخطوة التي تمت مع الجبهة الثورية وهي اعطت وحققت ولم تستبقي شي للاهل في دارفور وهم يستحقون الاكثر ، ويقول حالينا انجزنا 50% من المشوار ويتقبي المصداقية في تنفيذ ماتم الاتفاق عليه مهما كان .
متطلبات السلام
ويقول مازلنا نمد ايدينا للاطراف لاجل استكمال ال50% المتبقية وان ينضم القائد عبد العزيز الحلو وعبد الواحد للسلام .مؤكدا ان تحقيق السلام يحتاج لعودة المتضررين الحقيقيين واصحاب المصلحة من النازحين واللاجئين لمناطقهم الحقيقية ، وتتطلب العودة بنية تحتية ،واموال طائلة ،لذلك نقدم دعوتنا داخليا وخارجيا لمساعدتنا ، ولا ننسي بان البعثة الامم المتحدة سوف تاتي في اول اكتوبر وستبذل جهد لتحقيق الاستقرار في السودان والمنطقة عموما .