زينب زيتون

التفاعل الجماهيرى الكبير بالحضور فى ساحة الحرية صبيحة عودة قادة الكفاح المسلح كانت حدثا لم يسبقه فى التاريخ السودانى مثله ، وكان خير برهان ان الشعب السودانى ما زال بخير ومتماسك رغم ما مر به الوطن من شد وجذب لم تضعف رباط التواصل والتلاحم وهو من جهة يعكس انه شعب عند الملاحم الوطنية كتلة واحدة وهو ما عبر عنه هذا الحضور البهى فى ساحة الحرية التى استقبلت ضيوف السودان المشاركين له فرحته وهو يخطو هذه الخطوة متخطيا الصعاب ومتجاوزا لها بصبر واصرار وعزم . هكذا الانسان السودانى منذ فجر تاريخ ميلاد ملامح الوطن وتشكله بصورته الحديثة وقبلها النضالات البطولية عندما هب فى وجه الاستعمار والظلم والطغيان وبايمان ونفوس مسلحة بعقيدة الوطنية جابهة الصدور العارية بطش وسلاح الغاصب وهى لا تبالى ، بل تقدم ارواحها ودماءها مهرا للتحرر والانعتاق من براثن المستعمر والاستعمار .

 

إذن فى يوم كهذا يعد يوم عرس للوطن ليس غريبا ان تتنادى الجموع وتتلاحم فرحا واستقبالا لمن صنعوا السلام من طرفى حركات الكفاح المسلح والحكومة الانتقالية ، وكما ادهش اهل السودان العالم يوم تفجرت ثورة ديسمبر حتى اسقطت حكم الانقاذ ها هم اليوم يدهشون العالم بخروجهم الممزوج بفرحة النصر استقبالا واحتفاءا بصانعى السلام بعد عام من الأخذ والرد حتى تكللت المساعى فى سلام متكامل تناول كل قضايا السودان بحثا وتنقيبا ووصولا بها لحلول مستدامة وهو ما كنا نفتقدة فى ما سبق من محادثات ومصالحات تنحى للإسترضاء دون الغوص فى جذور القضايا ، ولم يكن الحضور بساحة الحرية وحده بل هناك ملايين تعلقت أعينهم بشاشات التلفاز وآذانهم بالأثير متابعة لأحداث اليوم .

الحضور المبكر وحرارة الطقس لم توهن عزم وعزيمة الجماهير التى انتظرت فى صبر ومصابرة وصول الوفود القادمة من العاصمة جوبا وقد ضجت الساحة بأصوات الطبول والدفوف والزغاريد، وجاءت الوفود يحملها الشوق لتراب الوطن والشوق لأهل الوطن ، يحملون فى قلوبهم أمانى عراض وفى حقائبهم مخططات ودراسات ومشاريع لبناء وتنمية السودان وكيف يكون السودان فى غده القادم ، هى بشريات ونداءات لامست وجدان المواطن ربما لإلتماسه ذلك فى نبرة صوت الصدق فوجدت التجاوب والتفاعل .

فى كلمات القيادات القادمة وقفة مع جزئية تعويض النازحين واللاجئين ، يا ترى ما شكل ونوع ولون التعويض وهناك اشارة للتعويض المادى المجزى، هل هى مبالغ نقدية تسلم يدا بيد للنازح واللاجىء ، والسؤال الذى يفرض نفسه ، هل السودان بوضعه الحالى قادر بدفع تعويضات مجزية للنازحين واللاجئين ، وهل هناك وعود صادقة بمساهمة ومشاركة المجتمع الدولى ، والسؤال التالى الذى يفرض نفسه هل النازح فى حاجة لتعويض مالى  نقدا أم هو فى حاجة ماسة لتهيأة البيئة التى دمرتها سنوات الحرب والنزوح وذلك بتوفير البنيات التحتية من المستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات التعليمية وتجهيزها بالوسائل المطلوبة من الكتاب والاجلاس والمعلم ، النازح فى حاجة لشرطة وأمن وهى بالتالى فى حاجة لمقار ومراكز وامكانيات للعمل لبسط الأمن وهيبة الدولة ،  النازح فى حاجة لربط مناطقه بطرق معبدة ومسفلتة وقيام وانشاء المشاريع الزراعية ولتربية الحيوان وقيام وانشاء مصانع للصناعات التحويلية لمنتجاته المحلية زيادة للدخل والانتاج والانتاجية ، النازح فى حاجة لفتح مجالات للاستثمار والتمويل وتوفير الآليات والمعدات التى يمكن ان تسهم فى تغيير نمط حياته خاصة الجيل الذى نشأ وتربى فى المدن ، التعويضات المالية النقدية ستكون خصما على التوجه لبناء وتأسيس البنيات التحتية وهى المطلوبة للنازح واللاجىء، والعودة الطوعية لم تتم أو تكتمل حلقاتها وتوقفت فى العودة الموسمية للزراعة ومن ثم العودة مرة أخرى للمعسكرات لفقدان القرى لمقومات الحياة ، فهى قرى بلا خدمات المياه النقية للشرب والصحة وهما عنصران ضروريان لاستمرارية الحياة بجانب التعليم وفقدان الأمن لعدم توفر مراكز ونقاط للشرطة أو ضعفها ، والأمن والأمان من ضروريات الحياة أيضا . أرجو وآمل الا تكون عملية تعويضات النازحين واللاجئين كرت من كروت الاستقطاب .